عبرت أمس الأستاذة مريم معروف المكلفة بالإعلام في المجلس الوطني للأساتذة المتعاقدين عن استيائها من موقف اللامبالاة الذي تظهره وزارة التربية، والمديرية العامة للوظيف العمومي، إزاء الأساتذة المتعاقدين، البالغ عددهم حسبها بين 25 و30 ألف أستاذ، وقالت أن كل الأساتذة يرفضون بالمطلق المرسوم الوزاري المشترك مع المديرية العامة للوظيف العمومي، القاضي ب » ذبح « الأساتذة حملة شهادة الليسانس، وسيعتصمون يوم 02 نوفمبر الداخل، أمام مقر رئاسة الجمهورية، ووزارة التربية. استغربت الأستاذة مريم معروف الناطقة الرسمية باسم المجلس الوطني للأساتذة المتعاقدين، المرسوم المشترك الذي أصدرته وزارة التربية بالاشتراك مع المديرية العامة للوظيف العمومي، الذي روجت له في إحدى الصحف قبل يومين، وهو مثلما قالت يقضي بأن لا يقبل الأساتذة حملة شهادة الليسانس في المشاركة في المسابقات التي ستنظم خصيصا لأساتذة التعليم الثانوي، ويسمح لهم فقط في المشاركة في المسابقات الخاصة بمدرسي التعليمين المتوسط والابتدائي، وتبقى فقط كل الأبواب في مسابقات التعليم الثانوي مفتوحة فقط أمام المهندسين الذين لهم شهادة البكالوريا، زائد خمس سنوات جامعية، ولحملة شهادة الماستر لنظام » أل أم دي « الذي لم تتخرج منه حتى الآن أية دفعة، وهو نظام جديد على الجامعة الجزائرية. الأستاذة مريم عبرت عن اندهاش الأساتذة المتعاقدين مما نص عليه هذا المرسوم الوزاري، الذي قالت عنه أنه لا يخضع لأي منطق، فأنا مثلا قالت : أستاذة أدرس مادة الفلسفة في ثانوية منذ سبع سنوات، وأريد أن أدمج وأرسم، حسب هذا المرسوم، لا يحق لي ليس فقط أن أدمج وأرسم، بل ممنوع علي حتى المشاركة في المسابقة الخاصة بمادة الفلسفة في الثانويات، ولا يحق لي أن أشارك أيضا حتى في المسابقات الخاصة بالتعليمين المتوسط والابتدائي، ذلك لأن مادة الفلسفة لا تدرس في هذين الأخيرين، ونفس الشيء حاصل للأساتذة المتعاقدين الموظفين لسنوات وسنوات على أساس حيازتهم على شهادة الليسانس في الترجمة، واللغات الأجنبية، ومنها اللغة الإسبانية والألمانية، اللتين لا تدرسان في التعليمين المتوسط والابتدائي، وكذا تخصصات الاقتصاد والتسيير، هذا أمر غريب، ويدعو للدهشة تقول الناطقة باسم الأساتذة المتعاقدين البالغ عددهم حوالي 30 ألف أستاذ وأستاذة. زد على هذا مثلما تضيف الأستاذة مريم : أن الأساتذة المتعاقدين في أغلبيتهم الساحقة هم أصحاب أقدمية، أي لهم سنوات طويلة من التدريس بالثانويات، وكان من المفرض أن يدمجوا في مناصب العمل التي يحتلونها ولم يدمجوا، هل بعد كل هذه السنوات من الكد واجد والخبرة في التدريس يقال لهم هكذا وبكل بساطة أنتم غير مؤهلين لأن تعلموا في مناصب العمل التي أنتم فيها منذ سنوات، ويجب إنزالكم إلى التعليمين المتوسط أو الابتدائي، بل وإلى قبولكم في إجراء المسابقة فقط ، التي قد تمكنكم من النجاح في التعليم المتوسط أو الابتدائي، هل هذا منطق دولة. ومن أجل حشد همم الأساتذة المتعاقدين، وكافة المتخرجين الجامعيين المعنيين، اجتمعت زوال أمس المكاتب التابعة للمكتب الوطني للأساتذة المتعاقدين، المنضوي تحت نقابة » سناباب « وتولت بالدراسة والتمحيص الأبعاد الخطيرة والمدمرة لهذا المرسوم الهدام، وعدم تلقي الأجور لمدة أربع سنوات في عدة ولايات، والتلاعب في الإعلان عن تاريخ المسابقة وشروطها. وبناء على هذه الأوضاع الصعبة وغير الطبيعية قرر المجلس الوطني للأساتذة المتعاقدين تنظيم اعتصام وطني يوم 02 نوفمبر الداخل، أمام مقر رئاسة الجمهورية، ووزارة التربية ، وكل ذلك مثلما قال البيان الصادر أمس عن المجلس الوطني ، من أجل التعبير بقوة عن رفضنا للشروط الجديدة في التوظيف، والإعلان عن تمسكنا القاطع بحقنا المشروع، المتمثل في إدماج كل الأساتذة في مناصب عملهم الشاغرة منذ سنوات.