اتهم الدكتور والمحلل السوسيولوجي محمد طيبي، المعارضة بمحاولة إفشال أي مشروع للسلطة أو مبادرة للأحزاب خوفا من السقوط، قائلا إن حسابات الأفافاس قد وضعتها في موقف حرج من خلال قبول جبهة التحرير الوطني المشاركة في ندوتها، مما سيخلق حسبه جوا من النقاش حول قضايا البلاد الراهنة من باب تطوير ثقافة الحوار بين الأحزاب، كما سيرفع نوع من الضبابية للواقع السياسي الجزائري. علق الدكتور والمحلل السوسيولوجي محمد طيبي، على تصريحات الأحزاب المعارضة حول مشاركة جبهة التحرير الوطني في ندوة الأفافاس، قائلا إنها تحاول إفشال أي مشروع للسلطة أو مبادرة الأحزاب كتلك التي يقوم بها الأفافاس لكسب مشروعيتها، وأضاف أن الجماعة المخندقة في تنسيقية الانتقال الديمقراطي لها موقف قطعي من مبادرة الأفافاس وتبحث دائما عن الحجج لتعارضها، لاسيما وأن حسابات الأفافاس قد وضعت التنسيقية في موقف حرج من خلال قبول جبهة التحرير الوطني المشاركة في ندوتها. وأوضح طيبي أن المعارضة لديهم تكتل الخائفين عن السلطة نظرا لانعدام برنامج سياسي يمثلها، على عكس جبهة القوى الاشتراكية التي تعتمد على استراتيجية لتزيد من تجدرها في المجتمع، قائلا إن هذا الواقع يجعل المعارضة فاقدة لأدوات إثبات الذات ومحاولة ظهورها في موقف متشدد وناقد لأي مشروع أو مبادرة خوفا من السقوط وبحثا عن التأثير السياسي لاسيما مع اقتراب أهم المواعيد السياسية لتعديل الدستور والانتخابات المقبلة التي تعتبر آخر امتحان لهم. وفيما يتعلق باقتراح حركة مجتمع السلم في التحاور مع السلطة، أوضح محدثنا أن رئيس الحركة قد قدم مطلبا وليس مبادرة وهو أعلى من مبادرة الأفافاس من خلال طلب محاورته أركان الجيش، قائلا إن هذه الخطوة ستؤدي بالحزب إلى الإنسداد لاسيما وأنه يعيش حالة توتر داخله. وأضاف طيبي أن مشاركة جبهة التحرير الوطني في مبادرة الأفافاس جاءت منطلق وجود تقاطعات بين الحزبين وهي ليست بالجديد على الساحة السياسية، لاسيما من حيث المرجعية الوطنية والمواقف التي تكون لصالح المصلحة العامة للبلاد، بالإضافة أن المعالم السياسية تفرض اليوم التأقلم والتغيير وفق المقتضيات الراهنة، كما أضاف أن الآفلان قد إطلع عن الأفكار التي تتضمنها المبادرة خاصة وأن مفهوم الوفاق الوطني لا يرفضه أحد عاقل، والذي يدخل – حسبه- في باب تطوير ثقافة الحوار بين الأحزاب التي تسمح بتأطير المجتمع والخروج عن التقليد القديم الذي لا يرى أن هناك حوار بين السلطة والأحزاب، مشيرا إلى أن الآفلان يرى في هذه المبادرة منفعة للحزب والبلاد من حيث الاستقرار والحفاظ على أمن الجزائر. ومن هذا المنطلق، أكد المحلل السوسيولوجي أن الأفافاس أراد من خلال مبادرته لاسيما بعد إعلان الآفلان عن مشاركته فيها، أن يبعث برسائل للسلطة تتضمن أن المشهد السياسي الوطني يحتاج إلى معابر بين السياسيين في إطار استراتيجية الحزب لإيجاد الحلول والبدائل المناسبة لتقترحها على السلطة، وليس طمعا في الوصول إلى إليها. ووافق المحلل السيسيولوجي موقف الآفلان حول فتح النقاش حول القضايا المطروحة في الندوة وغلقه حول بعض المبادئ التي تتعلق بشرعية مؤسسات الدولة خلال ندوة الأفافاس، قائلا إنه من الناحية السياسية لا يمكن لأي حوار أن يتم إذا طرح مسائل الشرعيات التي تتعلق بالبلد ومؤسساته، فالنقاش حول هذه المسائل – حسبه – هو عبث في السياسة، وأضاف أن الحوار السياسي هو إيجاد مخارج لتطوير البلد وليس الوصول إلى السلطة، وهذا ما توصل إليه الأفافاس من خلال خلق حوار تشاركي نتيجة خلق الثقة وتهيئة الأجواء للرأي العام ليختار وينتقد بكل ثقة وشفافية في إطار قوانين البلاد . كما أكد الدكتور أن مشاركة الآفلان في مبادرة الإجماع رفع نوع من الضبابية للواقع السياسي الجزائري من خلال فتح مجال الحوار حول الأفكار وتهيئ الظروف للمواعيد السياسية المقبلة ، وهذا ما سيضع تشكيلات سياسية أخرى أمام خيار المشاركة في هذه المبادرة أو تعزل سياسيا، لاسيما وأنها تطرح أفكارا لتنمية البلاد واقتراح حلول للنظام السياسي، فالانفتاح السياسي – يضيف طيبي- سيخلق جوا للنقاش حول قضايا البلاد الراهنة وسيرفع نوع من الضبابية للواقع السياسي الجزائري، وبالتالي يظهر هنا أهمية مشاركة مختلف الأحزاب لتهيئة أنفسهم للمواعيد السياسية المقبلة، على غرار تعديل الدستور والانتخابات التشريعية المقبلة. وقال محدثنا أن مبادرة الأفافاس وتنسيقية الانتقال الديمقراطي، هي متناقضة تماما بحيث أن هذه الأخيرة تحيل إلى تراكم تيارات متنوعة ولا تحمل برامج أحزاب لأنها تحقق لمقصد الوصول إلى السلطة وليس تقديم بدائل واعدة لها، مما جعلها لا تعتبر نموذجا في العمل السياسي، على عكس مبادرة الأفافاس التي تطرح أفكارا للتنمية واقتراح حلول للنظام السياسي.