لا يزال النظام المغربي يواجه ضغوطات متزايدة من قبل العديد من المنظمات الحقوقية الدولية، حيث دعت منظمة كوبية الرباط إلى الإطلاق الفوري للناشطين الحقوقيين السبعة الذين اعتقلتهم بعد زيارتهم لمخيمات اللاجئين بتندوف، وأطلقت منظمة أخرى دانماركية مبادرة دولية من اجل إطلاق السجناء الصحراويين، في وقت يواصل فيه نظام المخزن عملياته القمعية ضد الصحراويين خلال مظاهرات نظموها بمدينة بوجدور بالأراضي المحتلة. أدانت منظمة تضامن شعوب إفريقيا و آسيا وأمريكا اللاتينية أول أمس الخميس بهافانا الحكومة المغربية لاعتقالها التعسفي للمناضلين الصحراويين السبعة لحقوق الإنسان الذين تم توقيفهم في 8 أكتوبر الفارط بمطار الدارالبيضاء بالمغرب، وطالبت بإطلاق سراحهم الفوري، و أشارت المنظمة الكوبية في بيان تناقلته وكالة الأنباء الصحراوية أنها تنضم إلى النداءات العالمية المطالبة من السلطات المغربية بوضع حد لاعتقال المدافعين عن كرامة الشعب الصحراوي الشقيق و مضايقتهم و تخويفهم. و أكدت المنظمة الكوبية أنه يجب على الحكومة المغربية أن تضع حدا للقمع مع إطلاق سراح السجناء السياسيين الصحراويين الذين تعرضوا لممارسات غير إنسانية من قبل السلطات المغربية خاصة المدافعين عن حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة في الصحراء الغربية و في جنوب المغرب و بعض المدن المغربية، ودعت من جهة أخرى الأممالمتحدة إلى تحمل مسؤوليتها في حماية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية من خلال بعثة الأممالمتحدة من أجل تنظيم استفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو) أو من خلال آلية أخرى في أقرب الآجال. وكشفت وكالة لأنباء الصحراوية أنه تم إيقاف مواطن صحراوي و إصابة ستة أشخاص آخرين بجروح خلال تدخل عنيف للشرطة المغربية ضد متظاهرين صحراويين بمنطقة بوجدور بالأراضي الصحراوية المحتلة ، وقامت قامت قوات التدخل السريع المغربية بتفرقة المتظاهرين الذين كانوا يطالبون بتقرير مصير الشعب الصحراوي و إطلاق سراح السجناء السياسيين من خلال استعمال القنابل المسيلة للدموع و العصي، حسب نفس المصدر، وتوجد من بين المتظاهرين المصابين الناشطة الصحراوية في مجال حقوق الإنسان سلطنة خيا التي تعاني من جروح على مستوى الذراع و الرجلين، إضافة إلى خمس نساء أخريات منهن امرأة طاعنة في السن. ونبهت رابطة حماية السجناء الصحراويين بالسجون المغربية إلى خطورة الحالة الصحية لثلاثة معتقلين صحراويين مضربين عن الطعام ،حسبما أفادت به وزارة المناطق المحتلة والجاليات، وكشفت الرابطة في بيان تناقلته وكالة الأنباء الصحراوية ، عن الحالة المزرية للمعتقلين المضربين عن الطعام بالسجن لكحل بالعيون المحتلة وهم »بشري بن طالب«و »بركان محمد« و »الشيخ أميدان« ،ودعت المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإنقاذ حياتهم، وأشارت الرابطة إلى أن صمت إدارة السجون المغربية عن هذا الوضع يؤكد السياسة الممنهجة التي تهدف إلى الانتقام من المعتقلين السياسيين الصحراويين بسبب مواقفهم السياسية من قضية الصحراء الغربية، ووجهت الرابطة في الأخير ، نداءا عاجلا إلى »كافة الضمائر الحية والغيورة على حقوق الإنسان من أجل التدخل والضغط على الدولة المغربية لحماية أرواح المعتقلين السياسيين وتمتيعهم بحقوقهم المشروعة التي يكفلها لهم القانون المنظم للسجون «،وكان ثلاثة معتقلين قد دخلوا في إضراب مفتوح عن الطعام في 5 أكتوبر2009 ، احتجاجا على الوضعية المزرية التي يعيشونها داخل السجن و تنديدا بالمعاملة المشينة و الحاطة من الكرامة الإنسانية التي تعاملهم بها إدارة سجن لكحل. ومن جهة أخرى، أطلقت منظمة »أفريكا كونتاكت« الدنماركية حملة دولية لإطلاق سراح النشطاء الحقوقيون الصحراويون السبعة الذين اعتقلوا في 8 أكتوبر الجاري بعد زيارتهم لمخيمات اللاجئين الصحراويين، وقد انضمت يوما واحد بعد إعلان الحملة ،أكثر من 17 منظمة من الدنمارك و بلجيكا و ألمانيا والسويد، وتسعى المنظمة بالتعاون مع ثلاث منظمات دنماركية، وحزب سياسي إلى انضمام مئات المنظمات عبر العالم قبل تاريخ 09 نوفمبر 2009 الذي حددته المنظمة لإرسال رسالة إلى ملك المغرب تحمل توقيع المنظمات المنضمة إلى الحملة. وتواجه الرباط ضغوطا دولية غير مسبوقة على خلفية ممارساته القمعية في الصحراء الغربية، وعلى خلفية الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة وداخل التراب المغربي والتي تستهدف نشطاء بحقوقيين صحراويين بمن دون تمييز، مع الإشارة أن القمع المغربي بياتي متزامنا مع الاستعدادات للشروع في جولة بجديدة بمن المفاوضات بين المغرب وجبهة البوليساريو من اجل الوصل إلى حل سلمي للنزاع بينهما.