استرسل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في مدح الحزب العتيد بأسمى وأرقى العبارات التي لا يمكنها إلا أن تؤكد مدى الرابطة العميقة التي تجمعه بحزب جبهة التحرير الوطني، بوتفليقة لم يتردد في التعبير عن تقديره واحترامه للقيادة الحزبية التي ساهمت في رأيه في الحفاظ على وحدة وتماسك الأفلان، كما حيا مناضلو الحزب على كل ما قدموه في سبيل هذا الحزب من أجل الارتقاء به إلى أعلى المستويات وجعله قدوة في الساحة السياسية لتكريس الممارسة الديمقراطية. بعث رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، أمس، برسالة إلى المشاركين في المؤتمر العاشر لحزب جبهة التحرير الوطني، حيث استهل الرئيس خطابه بالقول، إسمحولي أن أستأذنكم بتطفلي هذا في مؤتمر الحزب العتيق لأن مسؤولياتي الدستورية تفرض علي عدم التحزب وأن أكون رئيسا لكل الجزائريين أنى كانت مشاربهم«. كما حيا بوتفليقة مناضلي الأفلان على وفائهم للحزب العتيد وعلى عطاء نضالهم جيلا بعد جيل وبغيرتهم على مبادئه وقيمه وبحفاظهم على موقعه الريادي في مسار بناء الجزائر والنهوض بها إلى عهد الديمقراطية الرصينة المسؤولة. كما عبر بوتفليقة في رسالته عن فخره واعتزازه بمكاسب الأفلان هذا الحزب من رصيد نضالي عريق يعرفه على مر الأجيال أبناء الجزائر وكل من ساهم من قريب أو من بعيد في تاريخ النضال التحرري عبر العالم أجمع. ولذلك -يقول الرئيس- فأنا بهذه المناسبة التي يجدد فيها الحزب صفحاته الناصعة ليقرأها أبناء الجزائر بكل فخر واعتزاز، أعرب لكم عن ارتياحي لتمكن قيادتكم من الحفاظ على تماسك بنية هذا الحزب التاريخي العتيد المتجذر في أعماق الشعب الجزائري بالرغم مما تخلل مسيرته الطويلة من صعاب عقب دخول بلادنا عهد التعددية السياسية وخاصة ما ألم به خلال السنوات الأخيرة من محاولات متوالية لزعزعته. ومن هذا المنطلق، أكد الرئيس أنه يكن خالص التقدير لكل المناضلات والمناضلين الذين تمكنوا في كل مرة من تجاوز المصاعب الظرفية التي اقتضت مزيدا من التجند والتبصر واليقظة في سبيل الحفاظ على حزبهم والنهوض بدوره الفاعل الريادي لمواصلة بناء الجزائر والارتقاء بها إلى مصاف البلدان المتقدمة في العالم. وبالنسبة لرئيس الجمهورية، فإنه لا يوجد دليل أبلع من اجتماع هؤلاء المناضلين اليوم كجبهة واحدة موحدة لعقد المؤتمر العاشر وقال إنه على يقين وبلا ريب سيتم بلوغ الهدف المنشود وبأن هذه الأعمال ستتميز عن أعمال المؤتمرات السابقة بالنظر إلى المستجدات القائمة في الساحة السياسية الوطنية والتحديات الهامة المتسارعة على المستويين الإقليمي والدولي. وذلك بفضل وطنيتكم الصادقة وإخلاصكم الدائم لحزبكم وإقبالكم على تجديد الحزب وتشبيبه سائرين قدما على نهج أسلافكم الأماجد من محرري الجزائر وبناة نهضتها. وبلهجة احترام، أوضح الرئيس أنه يزداد تقديرا لنضال أبناء الحزب العتيد الذي وصفه بالمشهود، كلما فكر في تاريخ الجزائر وكلما دقق النظر في معاناتها طيلة العهد الاستعماري البغيض وكلما استحضر مسيرة النضال والبناء منذ أن افتك الشعب الجزائري الأبي استقلاله افتكاكا وانطلق في مرحلة البناء والتشييد تصميما منه أن تكون للجزائر المكانة اللائقة بها بين الأمم. وتساءل الرئيس بوتفليقة الذي لم يتوقف عن مدح الحزب العتيد، قائلا، كيف لا تراودني هذه المشاعر وتلك الذكريات في هذا الظرف بالذات ونحن في شهر ماي وهو كما تعلمون شهر الصمود والتضحيات الباهظة الأليمة الراسخة إلى الأبد في الذاكرة الجماعية. وفي هذا السياق، أكد التاريخ يشهد بأن الجزائر استطاعت فور ميلاد جبهة التحرير الوطني أن تتجاوز تلك المجازر الوحشية التي حدثت في مثل هذا الشهر قبل سبعين عاما وحولت دموع الألم إلى دموع ابتهاج واستبشار متواصل بالانتصارات تلو الانتصارات بفضل رباطة جأش محرريها الأشاوس وعزائمهم الصلبة القوية. فما أعظمه -يقول بوتفليقة- من كفاح خاضوه بثقة في النفس وإيمان بالنصر وما زلتم تستكملونه بعدهم وستظلون أنتم والآتون بعدكم على مواصلته بكل عزم وثبات على الدوام أوفياء للوطن العزيز.