ثمنت أحزاب سياسية وجمعيات، أول أمس، القرارت المتخذة من طرف رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بشأن الوضع في غرداية، داعية سكان المنطقة إلى تغليب الحوار والعقل من أجل تجاوز هذه الفتنة التي تسببت في سقوط ضحايا أبرياء، كما دعت الحكومة إلى اتخاذ تدابير ردعية لإخماد نار الفتنة، مطالبة إياها بالضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه التطاول على الشعب الجزائري وكل من تسبب في إشعال نار الفتنة. وثمن تجمع أمل الجزائر "تاج" قرارت رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بشأن الوضع في غرداية، داعيا السلطات العمومية إلى العمل بالصرامة المطلوبة وتطبيق القانون في متابعة المتسببين في المساس بأمن الأشخاص والممتلكات مع الإسراع في تنفيذ برامج التنمية بالمنطقة، كما دعا الحزب الجميع وعلى الخصوص سكان غرداية إلى تجنب تغذية الأزمة بالمساهمة في تغليب صوت الحكمة والعقل والتحلي بروح المسؤولية في مثل هذه الظروف. بدوره ثمن التحالف الوطني الجمهوري القرارات والتوصيات الصادرة عن الاجتماع الأمني المصغر برئاسة رئيس الجمهورية، مطالبا السلطات العمومية باتخاذ كافة الإجراءات والتدابير الكفيلة باستعادة السكينة والهدوء وضمان حماية أمن المواطنين وممتلكاتهم من خلال فرض سلطة القانون، وجدد الحزب بالمناسبة دعوته لجميع المتدخلين في صناعة وتوجيه الرأي العام الوطني لاسيما النخبة السياسية وأسرة الإعلام إلى توخي الحذر والتحلي باليقظة والمهنية وتفادي التعليقات والأوصاف التي من شأنها تعميق الشرخ وتكريس الاحتقان وإذكاء نار الفتنة. وفي ذات السياق، أبدى التحالف الوطني الجمهوري استعداده للمساهمة في أي مبادرة سياسية أو ميدانية من شأنها جمع شمل سكان غرداية ومساعدتهم على استرجاع تلاحمهم، أما الحزب الوطني الجزائري فقد دعا الحكومة إلى اتخاذ تدابير ردعية لإخماد نار الفتنة، مطالبة إياها بالضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه التطاول على الشعب الجزائري وكل من تسبب في إشعال نار الفتنة. من جانبها دعت حركة الإصلاح الوطني جميع الأعيان وممثلي المجتمع المدني ومختلف الفاعلين في المجتمع إلى بذل المزيد من الجهود لإخماد نار الفتنة وتهدئة شباب ومواطني المنطقة من الطرفين، بدوره شدد حزب الشباب الديمقراطي على ضرورة "اتخاذ تدابير لازمة وردعية لحصر المتسببين في إشعال الفتنة بغرداية وتقديمهم إلى العدالة وتمكين قوات الأمن من أداء مهامها على أكمل وجه، كما ناشد الحزب الفاعلين في هذه الولاية من مشايخ وأعيان وجمعيات لرص الصفوف وفتح قنوات الحوار لإخماد نار الفتنة واعتماد خطاب وحدوي يحمي الجزائر من أي إنزلاق. واعتبر رئيس جبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد، الإجراءات الأمنية التي اتخذها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أساسية وضرورية لحل الأزمة في ولاية غرداية التي عرفت مؤخرا أعمال عنف أدت إلى وفاة أكثر من عشرين مواطن، وقال بلعيد خلال ندوة صحفية أن القرارات التي اتخذت بغرض تهدئة الوضع في ولاية غرداية هي تدابير وقائية أساسية وضرورية من شأنها تهدئة الأوضاع مؤقتا ولا بد أن تتبعها إجراءات سياسية لحل مشكل العنف بغرداية نهائيا، ويكمن الحل السياسي الذي يقترحه بلعيد، في حوار سياسي جاد وعميق يضم كل فئات المواطنين بالمنطقة من شباب واعيان ومسؤولين ومعارضة لبحث المشاكل العميقة للمنطقة وليس فقط ما هو باد منها، لان الحل الأمني حسبه يهدأ الأوضاع ولا يزيل أسبابها جذريا. وأكد رئيس جبهة المستقبل أن خطورة الوضع بغرداية تقتضي من السلطة والمعارضة وكل الشعب التجند والعمل سويا لتجاوز ما يعيشه مواطنو هذه المنطقة، كما دعا إلى تطبيق القانون على جميع المسؤولين عن الوضع سواء منهم المحرضين السياسيين أو الذين يحملون خطابا دينيا متطرفا. ودعا المواطنين بغرداية إلى التعقل ونبذ العنف والابتعاد عن الحقد وزرع الفتنة والحوار من أجل تشخيص المشاكل والخلافات المادية منها والعقائدية. ودعت الأمينة العامة لحزب العمال, لويزة حنون, أمس من جهتها، إلى تقوية النسيج الاجتماعي عن طريق معالجة كل المشاكل التي يعاني منها المواطن بولاية غرداية للقضاء على أسباب الفتنة التي تسببت في وفاة مواطنين أبرياء. وشددت خلال افتتاحها لاجتماع التنسيقية الوطنية لمنظمة الشباب للحزب, أن تحصين ولاية غرداية يتطلب وجود "دولة قوية تسهر على تقوية النسيج الاجتماعي عن طريق معالجة كل المشاكل التي يعاني منها المواطن بهذه الولاية، موضحة أن هناك قوى خفية تحاول خلق صراع طائفي في هذه الولاية، مشيرة إلى أن الجزائر توجد اليوم في منعرج حاسم: إما أن تصحح أخطاءها وإما أن تعرض نفسها للتفكيك. أما المجلس الإسلامي الأعلى فقد ناشد على لسان رئيسه الشيخ بوعمران، كافة طلائع المجتمع من مسؤولين وسياسيين ورجال دين وأعيان من جميع أنحاء الوطن ومثقفين وأعضاء الجمعيات المهنية والتنظيمات الطلابية والشبابية، إلى بذل كل ما في وسعهم لكشف الأطراف التي تقف وراء إشعال نار الفتنة ومنعهم من تأجيجها، كما أهاب بوعمران بكافة الأطراف المعنية والمتسببة في هذه الأحداث الأليمة إلى تغليب منطق الحوار، محملا كل من يقف متفرجا ولديه جزء من الحل مسؤولية هذه المأساة. بدوره، ثمن الاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين المساعي الحميدة لرئاسة الجمهورية والحكومة لإطفاء نار الفتنة، داعيا الإخوة الفرقاء بمنطقة غرداية إلى تغليب الحكمة على كل عمل يؤدي إلى المزيد من زهق الأرواح وخراب في الأموال والممتلكات، ودعا الإتحاد سكان غرداية وخاصة الشباب منهم إلى تغليب العقل وترجيح نعمة الأمن والمصلحة العامة على غيرها من النداءات المغرضة.