صرح وزير الثقافة عز الدين ميهوبي بأن القانون الجديد للكتاب من شأنه تشجيع تسويقه محليا لتشجيع عملية التوزيع داخل كل ولاية. وقال ميهوبي على هامش زيارة عمل وتفقد لولاية الجلفة، أول أمس، بأن القانون الجديد للكتاب "يفرض على مديريات الثقافة عبر كل ولاية وكذا المؤسسات التي تعنى باقتناء الكتب بأن تقتنيه محليا لتشجيع عملية التوزيع داخل كل ولاية". وأضاف الوزير بأن هذا الإجراء يهدف إلى تشجيع فتح مكتبات ونقاط بيع للكتب بكل ولاية مذكرا أن الهيئات التي كانت تقتني الكتاب من غير ولاياتها ومن عند ناشرين من ولايات أخرى لاعتبارات معينة لاسيما مسألة التعود والثقة «مفروض عليها في القانون الجديد لاقتنائه محليا عدا العمليات التي تخص الإصدارات الغير موجود التي يمكن طلبها «. واستهل ميهوبي زيارته للولاية بمعاينة مشروع مكتبة نصف حضرية بببلدية بويرة الأحداب (80 كلم شمال الولاية) وقد رصد لمشروعها غلاف مالي بقيمة تزيد عن 43 مليون دج. وبنفس البلدية زار الوزير زاوية عين أقلال التي استمع فيها لشروحات وافية حول هذا المعلم الديني العتيق الذي يعود تاريخ تأسيسه إلى سنة 1870 وأعيد ترميمه سنة 1898 وهو معلم مصنف ولائيا كتراث. وبهذه الزاوية التي وقف فيها ميهوبي على موروث حضاري هام يتمثل في مجموعة من المخطوطات المحفوظة في خزانة الزاوية طلب منه ترقية تصنيف هذا الإشعاع الديني وطنيا. وأكد الوزير في هذا الشأن أخذ بعين الاعتبار هذه المخطوطات داعيا إلى ضرورة مواصلة الحفاظ عليها و جعلها في متناول الباحثين و محاولة رقمنتها. وبعاصمة الولاية أشرف ميهوبي بدار الثقافة ابن الرشد على لقاء جمعه بمثقفي ومبدعي الولاية وفنانيها الذين استمع إلى انشغالاتهم كما أشاد بالمستوى الراقي لهؤلاء وأسمائهم كثيرة -على حد تعبيره- «فهم مبدعون حقيقيون ومناضلون يكافحون من أجل نشر أعمالهم دواوينهم وقصصهم للوصول إلى المنابر الأكثر لإسماع صوتهم فلهم نظرتهم في العمل الثقافي». وأشاد الوزير بالدعم الذي أولته الدولة في قطاع الثقافة بهذه الولاية المشهود لها في الفعل الثقافي وطنيا مؤكدا بأن هذه الولاية «تعتبر الوحيدة التي يوجد عبر كل بلدية من بلدياتها مكتبة كفضاء للمطالعة». كما تفقد الوزير أيضا خلال هذه الزيارة مشروع إنجاز مقر جديد لمديرية الثقافة وكذا عدد من المنشآت داخل القطب الثقافي على غرار المسرح الجهوي والمتحف الولائي والمكتبة الرئيسية وملحق المركز الوطني للدراسات ما قبل التاريخ والمعهد الجهوي للتكوين الموسيقي والمدرسة الجهوي للفنون الجميلة. كما أعطى بالمناسبة وزير الثقافة، إشارة إنطلاق عروض « سينما المدينة» بالمركب الرياضي الجواري بحي الظل الجميل بعاصمة الولاية بحضور عدد من الوجوه الفنية والسينمائية ويدخل هذا الفعل الثقافي في إطار ترقية مفهوم الثقافة الجوارية. ويتمثل برنامج هذه التظاهرة في عرض سلسلة من الأفلام السينمائية التي تعكس تاريخ وثقافة وتقاليد الجزائر داخل القاعات وكذا بالهواء الطلق.. وبالموزاة انطلقت بالولاية، العديد من العروض السينمائية لحوالي عشرة أفلام و أشرطة وثائقية بمختلف مناطق الوطن في إطار برنامج «سينما المدينة» و «سينما الشاطئ»،. وسيتواصل هذا البرنامج بالتعاون مع مديريات الثقافة للولايات إلى غاية شهر سبتمبر المقبل حيث يتضمن عروضا سينمائية في الهواء الطلق لمدة سبعة أيام بالشواطئ و أربعة أيام بالمدن الداخلية كما يخص البرنامج بعض مدن الجنوب الكبير. و من الأفلام التي ستعرض بهذه المناسبة الفيلم الطويل «عطور الجزائر» لبشير بلحاج و «يما» لجميلة صحراوي» و «تيتي» لخالد بركات و «البطلة» لشريف عقون أمام الأفلام الوثائقية فيتم عرض الشريط الوثائقي «الجزائر من عل» ليان ارتوس برتران و فيلم «عبد القادر» لسالم براهيمي و افلام من نوع الرسوم المتحركة.أما برنامج «سينيما الشاطئ» فينظم من الفاتح إلى 16 أوت بنفس الأفلام على مستوى الشواطئ بالإضافة إلى أفلام قصيرة من نوع الرسوم المتحركة بكل من وهران و بجاية و عنابة و تلمسان و بومرداس والعاصمة. تنصيب لجنة خاصة تهتم بإعادة تحريك السينما كما كشف وزير الثقافة عز الدين ميهوبي في ساعة متاخرة من ليلة الإثنين إلى الثلاثاء بالجلفة عن تنصيب لجنة مؤخرا تهتم بإعادة تحريك السينما غايتها دراسة مواضيع القاعات والتمويل والقوانين المسيرة للقطاع وغيرها. وقال الوزير لدى إعطائه إشارة إنطلاق عروض «سينما المدينة» في أعقاب زيارته للولاية بأن المواضيع التي ستدرسها اللجنة تتعلق ب»مسألة القاعات والتمويل وكذا مسألة القوانين المسيرة لسوق السينما كالتوزيع والضمانات التي تقدم للموزعين». وأضاف ميهوبي أن هذه اللجنة تعد بمثابة «ورشة كبيرة .. من شأنها دراسة النصوص التي يمكن أن تدخل في مجال الإنتاج السينمائي والتكوين بإعتباره الأساس في الوقت الذي يحتاج القطاع إلى تكوين واسع في تخصصات دقيقة في مجال السينما ومختلف صناعته كالصوت وهندسة الصوت والصورة والإضاءة... «. وفي حديثه عن السينما أكد ميهوبي بأن فيه «عمل كبير ينتظرنا لإعادة الحياة السينمائية في الجزائر» حيث يتم الآن كما قال العمل على إستعادة القاعات الجاهزة لعرض الأفلام حيث تم إحصاء 75 قاعة على المستوى الوطني لها قابلية لعرض كل الأفلام. وذكر أنه تم مبدئيا وضع تصورات بشأن تطوير السينما تخص اولا القاعات التابعة للقطاع وكذا قاعات سينيماتيك حيث ستديرها مؤسسات تابعة مباشرة للوزارة. ويعني ذلك كما قال إنشاء شبكة تابعة للوزارة لتوزيع الأفلام وعرضها. ويقضي هذا التصور بإعادة تجهيز القاعات بالأجهزة الحديثة عالية الدقة في مجال العرض. أضاف في نفس السياق أنه تم ايضا التواصل مع عديد الولايات لتمكين وزارة الثقافة من القاعات المغلقة لدراسة إمكانية إعادة تهيئتها ووضعها قيد التسيير الذي "قد يكون بين العمومي والخاص". وفي رده على سؤال حول النقوش الصخرية والأثرية أكد الوزير بان مديرية التراث هي بصدد «إعداد مخطط وطني» لمسح كل محطات نقوش صخرية عبر الولايات وأن تكون عملية التصنيف متواصلة لتحول دون تلف بعض الأثار . وأوضح ميهوبي ان حي القصبة بالعاصمة «يشكل الثقل» في هذه العملية و"ذلك بمتابعة مباشرة من الوزير الأول بغية تهيئته وترميمه وجعله على الصورة التي كان عليها حتى نؤسس لثقافة حماية تراثنا من النسيان والتلف والدخول في الثقافة السياحية من جديد". وقد تم عرض ضمن فعاليات سينما المدينة التي أعطى الوزير إشارة إنطلاقها بالمركب الرياضي «حي الظل الجميل « بعاصمة الولاية فيلم وثائقي بعنوان «الجزائر نظرة من السماء « الذي أنجز من طرف الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي بشراكة مع مؤسسة «هوب» للإنتاج السينمائي التي مقرها بفرنسا. وتدوم تظاهرة «سينما المدينة» التي إنطلقت رسميا من الجلفة وبالتوزاي مع ذلك بولايتي باتنة والبليدة أربعة أيام و يتضمن برنامجها تقديم عروض لأفلام تعكس تاريخ وتقاليد الجزائر في إطار ترقية مفهوم الثقافة الجوارية وللعلم حضر فعاليات الإفتتاح عدد من الوجوه الفنية والسينمائية المعروفة.