أكدت أمس ل » صوت الأحرار « قيادات النقابات المستقلة المضربة استمرارها في الإضراب الوطني، الذي يتواصل لليوم الرابع على التوالي، رغم تعليمة الخصم من الأجور، وكافة الإكراهات والضغوط الأخرى، ونفت أن تكون استلمت أي قرار للعدالة، التي سُرّب عنها في الصحافة الوطنية، أنها قضت عن طريق محكمة سيدي امحمد بالعاصمة، بعدم شرعية الإضراب، وأمرت بوقفه. اليوم يبلغ إضراب عمال التربية يومه الرابع على التوالي بأعلى نسبة استجابة، سجلت في تاريخ إضرابات القطاع، وهي مثلما قالت النقابات المضربة بما يساوي حوالي 90 بالمائة، وأكثر في التعليم الثانوي، وما يزيد عن 75 بالمائة في مرحلتي التعليم المتوسط والابتدائي، ووبما يساوي 48 بالمائة مثلما روج عن وزارة التربية. الإضراب متواصل حسب تأكيدات القيادات النقابية المنضمة له، رغم كل المعلومات التي روجت عن قرار، صدر عن الفرع الاستعجالي بمحكمة سيدي امحمد في العاصمة، قضى بعدم شرعية الإضراب، وأمر بوقفه. ومن أجل استجلاء هذا الوضع المضبب، وتوضيح الصورة، تقربت »صوت الأحرار« أمس من النقابة الوطنية للأساتذة المتعاقدين، وطرحت السؤال على منسقها الوطني مزيان مريان، وكان جوابه، أن قرار العدالة الذي يجري الحديث عنه لم يصلهم أبدا، وعلموا عنه عن طريق الصحف فقط، وقال مزيان: نحن نحترم العدالة وقراراتها، ونحترم قوانين الدولة، ولكننا نحن لسنا خارجي الطريق، ويجب أن يعلم الرأي العام أننا لو استلمنا هذا القرار لأحلناه على مجلسنا الوطني، وهو وحده الذي يقرر الموقف الجديد. وأعطى مزيان مريان رأيه في الحل الذي يراه مناسبا لعمال القطاع وللوزارة، حيث قال: أتمنى أن نجلس في طاولة مفاوضات من أجل التوصل إلى حل حقيقي، ولن يتم هذا الحل عن طريق الخصم من رواتب المضربين، وحين نجلس إلى طاولة الحوار والتفاوض يجب أن نخرج بحل حقيقي، لا بحل وهمي من أجل ربح الوقت، وعلى الرأي العام أن يفهم جيدا أننا نحن أولياء تلاميذ مثل جميع الأولياء الجزائريين، ولنا أبناء داخل المؤسسات التربوية، وليسوا موجودين في أمريكا أو في أوروبا، بل هم في المدارس الجزائرية، ولسنا نحن الذين نرغب في شن الإضرابات من تلقاء أنفسنا، بل نحن مرغمون ومجبرون على ذلك، ومطالبنا هي مطالب مشروعة ولا غبار عليها. من جهته الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، وعلى لسان رئيسه دزيري الصادق، وجه التحية لكافة عمال التربية الوطنية، الذين مثلما قال عنهم هبوا هبة واحدة، من أجل انتزاع مطالبهم المشروعة، في الوقت الذي يحيي فيه الاتحاد ذكرى تأسيسه التاسعة عشر. أما العضو القيادي الآخر عمراي مسعود، فأكد ل »صوت الأحرار« من جانبه أن الإضراب سيتواصل، وحتى هذه اللحظة لم يصلهم أي قرار من قبل العدالة ، لا بتوقيف الإضراب ولا بالمثول أمامها. وقال عن التعليمة التي أرسلتها وزارة التربية لمديريات التربية، وعممتها على المؤسسات التربوية، الداعية إلى الخضم من مرتبات العمال المضربين ومنحة المردودية، أنها تعليمة استفزازية، ومع ذلك هي لا تخيف العمال، وكان من المفترض أن لا تعاملنا الوزارة بمعاملة الأستاذ مع التلميذ، كان أولى بها أن تكون وسيطا مع الحكومة لتحقيق المطالب المشروعة. وندد في سياق آخر عمراوي بالتصريح الذي أدلى به الحاج دلالو رئيس الفيدرالية الوطنية لجمعيات أولياء التلاميذ، الذي مفاده »أن المضربين جعلوا من التلاميذ رهائن«، وقال عنه نحن الأولياء الحقيقيون للتلاميذ، لأنهم لا يعرفون المنازل إلا في النوم، ونحن الذين نترقب نتائجهم نهاية السنة بلهفة شديدة ، زد على هذا نحن أولياء ومربون، وأبناؤنا هم متمدرسون في الجزائر، في حين أن السيد الذي نندد بما قال ليس له أبناء متمدرسون أصلا، ونحن نسأل ونتساءل عن علاقته بأولياء التلاميذ. ووجه عمراوي نداء إلى الحكومة، قال فيه : لما كانت دولتنا في ضائقة مالية اقتضى علينا الواجب الوطني أن نصبر ونلتزم الصمت، فصبرنا والتزمنا الصمت، أما أن يصبح بخزينتنا 400مليار دولار، ويطمع صندوق النقد الدولي في الإقتراض منها، فنحن أولى بها، ومن حقنا أن تضمن لنا دولتنا العيش الكريم، وتمنحنا حقوقنا كاملة، ولتتأكد أن النهضة الحقيقية لا تأتي إلا عن طريق المدرسة، وأن الخصم من أجور عمالها، المضربين من أجل المطالبة برفع هذه الأجور هو أصلا لا يخدم هذه النهضة.