انطلق صباح أمس الإضراب الوطني المتجدد كل أسبوع، الذي دعت إليه نقابات المجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، والاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، والنقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، وقد سجلت نسبة الاستجابة له في التعليم الثانوي حسب مزيان مريان 100 بالمائة في بعض الولايات، وبين 90 و100 في ولايات أخرى، فيما قدرها عمراوي مسعود، العضو القيادي في الاتحاد في مراحل التعليم الثلاث بما بين 70 و90 بالمائة، وهذه هي النسب التي شككت فيها وزارة التربية عبر مديرياتها الولائية المختلفة. قال مزيان مريان في الندوة الصحفية التي نشطها أمس على الساعة الحادية عشر، بالعاصمة أن الإضراب المتواصل في يومه الأول حقق استجابة واسعة لم تسجلها أية حركة احتجاجية منذ سنة 2003، وقد قدرها في التعليم الثانوي ب 100 بالمائة في بعض الولايات، وما بين 90 و100 بالمائة في ولايات أخرى، وقال عنه أيضا عمراوي مسعود في اتصال مع »صوت الأحرار« تمّ حوالي الساعة الواحدة زوالا أن نسبة الاستجابة له بلغت في المراحل التعليمية الثلاث بين 70 و90 بالمائة، وهذا ما طعنت فيه وزارة التربية، واعتبرته أمرا مبالغا فيه، وينتظر مثلما قال مزيان أن ترتفع هذه النسبة عقب انطلاق نقابة »كلا« في هذا الإضراب نهار اليوم. تسجيل هذه النسبة بهذا المستوى المرتفع قال عنه مزيان مريان أنه يعني أن الحركة الاحتجاجية حققت نجاحا كبيرا لم تحققه أية حركات احتجاجية من قبل، وهذا كله تحقق بفضل تجند عمال القطاع وتضامنهم، وأن الكرة الآن هي في شباك وزارة التربية ورئاسة الحكومة ورئاسة الجمهورية. وذكر مزيان بأرضية مطالب نقابة »سناباست«، دون الحديث عن مطالب النقابات الأخرى المضربة، التي هي متماثلة في مجملها، وهي : إصدار نظام تعويضي، يأخذ بعين الاعتبار الاقتراحات المقدمة من قبلنا ومن قبل الشركاء الاجتماعيين الآخرين، وتطبيقه بأثر رجعي بداية من جانفي 2008، التكفل بطب العمل في القطاع، إعادة النظر في تسيير أموال الخدمات الاجتماعية، تخصيص منحة لعمال الجنوب، التكفل بالتعليم التقني ومنح أساتذته كامل حقوقهم، والتقاعد بعد 25 سنة من الخدمة الفعلية، هذه المطالب كلها قال عنها مزيان سلمت لوزارة التربية، ولكن تبين في لقائنا الخميس الماضي بالوزير وأمينه العام أن الاستجابة لمطالبنا هذه تتجاوز وزير التربية، ويجب أن تحال على الوزير الأول. وفي سياق النضالات النقابية السابقة قال مزيان : في 21 جوان الماضي خضنا معركة ، توجت بتنصيب لجنة للتكفل بنظام التعويضات، لكن للأسف لا شيء تحقق حتى الآن، وتأكدنا أن وزارة التربية في هذا التاريخ كانت تريد ربح الوقت، لأنه يتزامن مع تاريخ إجراء امتحانات البكالوريا. وعن استمرارية الإضراب قال مزيان: نحن مصممون على مواصلة الإضراب، ولن نتوقف عنه حتى تتحقق مطالبنا، التي هي مطالب مشروعة وعادلة، وقد دخلنا هذا الإضراب مرغمين، لأن الوزارة تقول أن أبواب الحوار مفتوحة، وهي مفتوحة بالفعل، لكن في كل مرة تقول لنا أن الصلاحيات ليست بأيديها، وربما يكون هذا هو السبب الذي حتم على نقابة »كناباست« اشتراط إجراء عملية التفاوض مع جهة مسؤولة مخول لها اتخاذ القرارات، وهذا من أجل تجنب ضياع الوقت والتراوح في عين المكان. وانتقد مزيان مريان ممارسات غير مشرفة، قامت بها أحد أشباه النقابات، حين ادعت عشية انطلاق هذا الإضراب أنها تراجعت عن الإضراب، قبل أن تقرره بشجاعة أمام الرأي العام والصحافة الوطنية، وهذا السلوك غير المحترم هو نفسه تقريبا كانت قامت به هذه الشبه نقابة في الإضراب السابق، الذي خاضته جماعيا تنسيقية نقابات الوظيف العمومي، والهدف من كل هذا هو محاولة كسر الإضراب، والتشويش عليه أمام الرأي العام وعمال القطاع. ومن جهته عمراوي مسعود قال عن الإضراب أنه فاق كل التوقعات، ولأول مرة يحقق هذا النجاح، رغم كل المغالطات والإكراهات التي لجأ إليها بعض مديري التربية والمؤسسات التربوية، ومن بين ما ذكره عمراوي في هذا السياق، أن بعض مدراء التربية رفعوا للوصاية تقارير غير صحيحة، وليست بها النسب الحقيقية المسجلة لليوم الأول من الإضراب، عدم السماح للتلاميذ بالخروج من المؤسسات التربوية، للتغطية على الإضراب، التهديد بالخصم من الأجور، وينتظر أن يتواصل حسبه بنسب مشاركة أكبر، لاسيما بعد التحاق بقية النقابات الأخرى نهار اليوم.