زنا المحارم أو زنا الأقارب، القنبلة الموقوتة، بل العار الذي ينخر أسوار البيوت، جريمة أخلاقية طفت إلى السطح، مؤخرا، لتهزّ مجتمع يصنّفها ضمن »الطابوهات« المسكوت عنها، والتي يرجع المختصون الاجتماعيون أسباب انتشارها إلى عدة عوامل لعلّ أهمها نقص الوازع الديني فضلا عن الإدمان على المواقع الإباحية، آفة المخدرات التي تفقد متعاطيها الوعي وتجعله غير مدرك وغالبا ما يكون الأبناء هم ضحاياها الذين يدفعون »فاتورة« صمت مجتمعي وأسري رهيب، "صوت الأحرار" اقتفت آثار الظاهرة، وفسحت المجال للضحايا للإفشاء عن أسرار"المستور"، ولأهل الاختصاص لتحليل ومناقشة الآفة في عمقها. عندما يتجرد الأب من إنسانيته، وينسى الخال والعم قرابته ويجري الأخ وراء نزواته فلا يمكن أن نقول إلا أن القيم والأخلاق تلاشت وحل محلها الانحلال والفساد، فما أبشعها من كلمات نسمع قصصها فتصيبنا القشعريرة من شدة إثمها وبشاعة مرتكبيها وحتى الساكت عنها، ليس هنالك أبشع منها أنها "زنا المحارم". اليوم سنطرق أبوابا لطالما كانت مغلقة ونكشف المستور والمسكوت عنه، صوت الأحرار ارتأت تسليط الضوء على هذه الظاهرة من خلال رصد قصص حقيقية منها من تم معالجته على مستوى محكمة الجنايات التي كان لها حصة الأسد بقضاياها التي تعددت الخطوط الحمراء ومنها من بقيت في طي الكتمان خوفا من الفضيحة والعار، أين روت لنا »ف. ز« معاناتها مع اقرب الناس إليها الذي من المفترض أن يكون الظهر الذي يحميها و يحمي شرفها. فتاة تتجرع مرارة الزنا منذ طفولتها "ف. ز" هي عنوان حي لمعاناة فتاة قضت نصف عمرها تتجرع مرارة الزنا علي يدي أخيها الذي كان يجبرها على ذلك تحت وطأة الضرب والتعذيب، فما إن استطاعت التخلص من هذا الأخير حتى وجدت نفسها تزني مع أبيها الذي كان من المفترض أن يكون الظهر الذي يحميها وحمي شرفها. هذه الأخيرة بعد صمتها لسنوات وسكوتها عن الجريمة قررت أن تعترف ل "صوت الأحرار" بما كانت تعانيه طيلة حياتها من غير أن تجد وليا ينصفها. تقول "ف. ز" وهي تروي لنا القصة وعيناها مملوءتان بدموع القهر والحزن على طفولتها التي لم تعشها كباقي الأطفال انه كان كلما يخرج أهلهم من البيت يقوم أخوها الذي كان في سن المراهقة بالاعتداء عليها حيث يطلب منها اللعب معها على أساس انه هو الأب وهي تقوم بدور الأم، حتى وصلت سن الثامنة تقول محدثتنا "لم أكن أدرك انه ليس بالأمر العادي إلا عندما سئلت إحدى صديقاتي التي كان لها أخ يكبرها سنا عن نوع العلاقة بينهما و أكدت لي أنها مختلفة تماما عما كان يتعامل به أخي معي"، وتضيف الضحية أنه كلما بقيا وحدهما في البيت كان يرغمها على معاشرته وحين ترفض يشبعها ضربا ما دفعها للهروب منه وتفاديه. وبقلب مجروح تكمل "ف. ز"حديثها عن صدمتها الثانية، وهي في عمر الثالثة عشر حينما كانت تجلس مع أبيها في حديقة البيت وطلبت منه أن يشتري لها حلويات، فقبل الأب بشرط أن تقبله وهي وافقت كونه ليس بالشيء الغريب، إلا انه فاجئها برغبته في تقبليها كما يقبل الزوج زوجته قائلة »لم أدرك حتى وجدته يمارس عليا الرذيلة، واستمريت معه على هذه الحالة حتى بلغت العشرين من عمري ولم أجد من ينصفني، وفي يوم من الأيام تضيف »ف. ز« انه انفرد بها وصارت تصرخ فسمع ابن عمها الذي كان مارا من أمام البيت صراخها فهرع لرؤية ما يحدث إلا أنه صدم من الموقف الذي رآه فقام بضرب والدها الذي تجرد من إنسانيته ضربا مبرحا واخبر والدتها بالأمر إلا أن هذه الأخيرة لم تحرك ساكنا وبقيت تنظر إليهما وكان شيئا لم يحدث. الضحية الأبناء.. والأب الجلاد هي إحدى القضايا التي طرحت في محكمة الجنايات وتم الفصل فيها، وتتمثل أحداث الجريمة في أن اتهمت سيدة زوجها بجناية ممارسة الفعل المخل بالحياء على ابنه وابنته، حيث أصبح ابنها يتصرف تصرفات غريبة مما جعل الأم تتقصى عن أسباب تغيره طيلة شهور، إلا أن اتضح أخيرا أن زوجها كان يرتكب أفعالا مخلة بالحياء على ابنها، الأمر الذي أكده الطفل أمام المحكمة، لتعلم الأم بعدها أنه كان يمارس نفس هذه الأفعال على ابنته أيضا البالغة من العمر 8 سنوات. ولدى سماع أقوالهم أدلى الطفلين بنفس التصريحات حيث أكدا أن الأب كان يمارس عليهما الفعل المخل بالحياء وأنهما لم يخبرا والدتهما خجلا لأنهما يدريان أن ما فعله الأب عيب كما خشيا من ردة فعله، إلا أن الأب دافع عن نفسه باتهام زوجته بأنها مريضة عقليا و تقوم بمؤامرات للانتقام منه وتحطيمه والمساس بشرفه وسمعة عائلته. عندما ينسى الخال قرابته ويركض وراء رغبته الحيوانية تروي الضحية س أنها لم تكن تعرف خالها إلا من خلال الصور لأنه غادر البلاد قبل ميلادها، ولم يعد إلا بعدما صارت شابة يافعة فأخذت تتقرب منه قصد التعرف عليه، لكنها صادفت خالا شاذا يهوى متابعة الفيديوهات الإباحية على شبكة الإنترنت فصار يدعوها لمشاركته، وخلال ذلك كانت تتعرض إلى بعض الملامسات المخلة كما يحكي لها كل تفاصيل معاشرته لزوجته، وبقيت الضحية تتقبل ذلك منه حتى تطورت العلاقة بينهما فراح يستغل فرص غياب والديها ليذهب إلى بيتها ويعيش معها علاقة جنسية كاملة كما يعاشر الرجل زوجته وذلك بوجود وعلم أختها. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل صار يخبرها برغبته في الإنجاب منها، ولما شعرت »س« بخطورة الأمر صارت تحاول صده لكنه كان يرغمها على معاشرته ويطمئنها أنه لن يفعل ما قد يضرها، وتمادى الخال ليتحرش بأختها التوأم فاتفقت الأختان على إخبار أمهما لأن الخال كان يتمادى ويطلب المزيد في كل مرة، لكن الأم لم تصدقهما وتعرضتا للضرب لأن الأم ظنت أنهما تريدان إلصاق تهمة بخالهما الذي يصلي في أولى الصفوف بالمسجد، ولا تنطق شفتاه بجملة إلا ويليها ذكر لله، ناهيك عن صيام الحسنات والفتوى ببعض الأحكام الشرعية،إلا أن هذه الأخيرة صدقت بعدما وصلها تقرير الطبيب الشرعي الذي أثبت تعرض الضحية لاعتداء جنسي، ففضلت الأم الاحتفاظ بالسر ولم تخبر زوجها بالأمر خوفا من ردة فعله وتجنبا للفضيحة. الأخصائية النفسانية أنيسة فرج الله زنا المحارم جريمة نفسية في حق الأبرياء أوضحت الأخصائية النفسانية أنيسة فرج الله في تصريح ل "صوت الأحرار"، أنه لا يمكن اعتبار الشخص الذي يقوم بمثل هذه التصرفات المخلة بالحياء والمحرمة شرعا في ديننا الحنيف بالشخصية العادية، إنما هو إنسان شاذ سواء كان أبا، أخا، عما أو خالا، ولديه شخصية متذبذبة. وأضافت فرج الله أن زنا المحارم حسب علم النفس سلوك غير عادي وخارج عن القانون وعن العادات والتقاليد، وهذا الشخص من المنظور النفسي لديه شخصية متذبذبة غير سوية حيث تدخل فيها عدة عوامل غياب مراقبة الأولياء ، التقليد الأعمى لبعض السلوكات السلبية للغرب، الانترنت، رفقاء السوء،نقص الوازع الديني وغيرها من العوامل والأسباب التي زادت من تفاقم هذه الظاهرة . وفي ذات السياق أكدت الأخصائية النفسانية أن هناك عدة عوامل تتحكم في الإنسان وتقوده إما للخير أو الشر منها الخلل الذي يعود إلى مراحل الطفولة أي مرحلة تكوين الشخصية من خلال تربية الآباء لأبنائهم و كذلك المجتمع الخارجي و المتمثل في الشارع. بالإضافة إلى مشاكل أخرى يكون قد تعرض لها كرؤيته لمشهد جنسي عنيف تحرش جنسي ،ممارسة جنسية ، فهذا يمكن أن ينعكس سلبا عليه في المستقبل حتى وان كانت التربية صحيحة، زيادة على هذا الانترنت وكذا القنوات التي تشجع الجنس بطريقة غير مباشرة مما يودي إلى ضغط جنسي ينتج عنه صراع نفسي داخلي يترجم على شكل سلوكات شاذة من بينها زنا المحارم . وتضيف فرج الله انه يوجد عدة حالات مرت عليهم وأكثرهن صادمة و هي قصص فتيات تعرضن للاغتصاب من طرف الأب مما خلق لديهن مشاكل و صعوبة معاشرة أزواجهن وكذا عقدا نفسية صعب الشفاء منها. وفي حديثها عن الحلول أشارت المختصة النفسانية أن نقص الوازع الديني هو السبب الرئيسي لتفشي هذه الظاهرة، مشددة على ضرورة الابتعاد عن كل ما هو مغري ويدفع لارتكاب الفاحشة خصوصا جريمة الزنا التي تعتبر من الكبائر سواء بالمحارم أو بغير المحارم، إضافة إلى ضرورة زيارة أخصائي نفسي من اجل تغير الأفكار وحتى يغير الإنسان ما بنفسه وكذلك تجنب الوحدة. الإمام جلول قسوم الزنا كبيرة من الكبائر وأعظم إثما إذا كانت بالمحارم أكد جلول قسوم إمام بمسجد القدس في تصريح ل »صوت الأحرار«، أن الزنا بصفة عامة كبيرة من الكبائر حرمها الله عز و جل وحرم مجرد القرب منها أو الوقوع فيها وذلك مصداقا لقوله تعالى »الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مئة جلدة«،مضيفا أن أعظم الزنا هي الزنا بالمحارم لأنه انتهاك لعرض الإنسان الذي من المفترض أن يحافظ عليه، لذلك يجب قطع كل طريق تؤدي إلى مثل هذه الأفعال المحرمة و التي تهز عرش الرحمان. وأضاف قسوم أن الله عز وجل قد بين لنا المحرمات التي لا بجب الزواج منهن والتي تدخل ضمن زنا المحارم تتمثل في المحرمات بالرضاع وبالنسب إضافة إلى المحرمات بالمظاهرة من خلال قوله في الآية الثالثة والعشرين من سورة النساء »حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاَتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاَّتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَآئِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللاَّتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَآئِكُمُ اللاَّتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُواْ دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلاَئِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلاَبِكُمْ وَأَن تَجْمَعُواْ بَيْنَ الأُخْتَيْنِ إَلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً«. وفي ذات السياق كشف قسوم انه هنالك عدة أسباب ساهمت في انتشار هذه الظاهرة التي لم تكن منتشرة سابقا بالشكل الذي نراه اليوم في العديد من الدول، كانتشار الانترنت والفضائيات وكذا غياب الوازع الديني وهو الأمر الذي دفع ببعض ضعاف النفوس إلى البحث عن إشباع غرائزهم الجنسية لدى اقرب الناس إليهم، متناسين الضرر الذي قد يلحقه هذا الفعل بالضحية، بالإضافة إلى تعاطي الكحوليات والمخدرات التي تؤدي إلى حالة من اضطراب الوعي، واضطراب ميزان القيم الأخلاقية لدرجة يسهل معها انتهاك كل الحرمات. كما شدد قسوم على ضرورة التفريق بين الأطفال في المضاجع حيث لا تنام الأخت مع أخيها تجنبا لوقوع الشبهات والوقوع في الخطأ لقول الرسول الكريم »علموا أولادكم الصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع«، إضافة إلى الابتعاد عن كل الأمور الأخرى المنهية عنها كاللباس غير المحتشم للفتيات بالبيت. وأضاف قسوم أن الواجب على من وقع في هذه الفاحشة العظيمة أن يتوب إلى الله توبة صادقة بالندم على ما فات والإقلاع عن الذنب والعزم على عدم العودة إليه، بالإضافة إلى حرصه على القيام بالواجبات الدينية من صلاة وصيام ونحوهما، وكذا الإكثار من النوافل فإن ذلك مما يثبت الإيمان في القلب ويصرف عنه دواعي الشر والفتنة. إذن فالشريعة الإسلامية السمحاء حرمت هذا النوع من الزنا الذي هو مواقعة الرجل لامرأة ذات محرم له، وتبدأ هذه الفاجعة بالتحرش سواء أكان بالنظر إلى أماكن العورة أو اللمس أو الاحتكاك الذي يكون في صورة مزاح إلى أن يصل إلى الطامة الكبرى وهي الوقوع فيما حرم الله. المحامي غوريد الحواس زنا المحارم جرم تصل مدة عقوبته إلى 20 عاما في السجن أكد غوريد الحواس محامي لدى المحكمة العليا، في تصريح خص به »صوت الأحرار«، أن مدة عقوبة زنا المحارم قد تصل إلى عشرين عاما سجنا كما لها جزء هام من العقاب حسب القانون الجزائري الذي يستند تشريعاته من الشريعة الإسلامية، حيث يعاقب مرتكبه بأشد العقوبة. وأضاف غوريد أن المادة337 من قانون العقوبات تنص على انه إذا كان الجاني من أصول من وقع عليه الفعل المخل بالحياء أو هتك العرض أو حتى ينتمي إلى فئة من لهم سلطة عليه، أو من ذوي الأشخاص الذين يخدمون باجرة أو موظفين أو من رجال الدين . وفي هذا الصدد يقول المحامي إذا كان الجاني مهما كانت صفته قد استعان في ارتكاب الجناية بشخص أو أكثر فتكون العقوبة السجن المؤقت من عشر سنوات إلى عشرين سنة في الحالة المنصوص عليها في الفقرة الأولى من المادة 334 والسجن المؤبد في الحالتين المنصوص عليهما في المادتين 335 و336. وكذلك المادة 337 مكرر القانون رقم 14 01 مؤرخ في 4 فبراير سنة 2014 التي تعتبر من الفواحش بين ذوي المحارم العلاقات الجنسية التي ترتكب بين احد هؤلاء. أولا: الأقارب من الفروع أو الأصول ثانيا: الإخوة الأشقاء، أو من الأب أو من إلام ثالثا: شخص و ابن أخواته أو أخواته الأشقاء أو من الأب أو من الأم أو مع احد فروعه رابعا: الأم الزوجة أو الأب الزوجة و الأرملة ابنة أو مع احد اخرمن فروعه. خامسا: ووالد الزوج أو الزوجة أو زوج إلام أو زوجة الأب وفروع الزوج الآخر. سادسا: أشخاص يكون احدهم زوجا لأخ و الأخت وعليه تكون العقوبة السجن من عشر سنوات إلى عشرين سنة في الحالتين 1و2 والحبس من خمس سنوات إلى عشر سنوات في الحالات 3 و4 و5 والحبس إلى خمس سنوات في الحالة 6 أعلاه. وتطبق على العلاقات الجنسية بين الكافل و المكفول العقوبة المقررة للفاحشة المرتكبة بين الأقارب من الفروع و الأصول. كما يتضمن الحكم المقضي به ضد الأب أو الأم أو الكافل سقوط الولاية أو الكفالة وبهذا الخصوص يؤكد ذات المحامي أن مثل هذه الأفعال المخلة بالحياء كثيرة جدا في مجتمعنا ولكن للأسف أن الضحايا لا يقدمون شكوى ويتسترون على الفعل المخل بسبب الخجل والفضيحة التي قد ترافق هؤلاء طيلة الحياة بسبب أن المجتمع الجزائري متحفظ، حيث أن ما تزال محافظة جدا، وترى أن مثل هذا الفعل يعد عارا تجلبه الفتاة وليس الرجل حتى وان كان من المقربين لها ومن الدرجة الأولى. ويضيف المحامي أن المرأة كثيرا ما تكون هي الضحية الأولى والأخيرة لمثل هذه القضايا البشعة ومؤكدا أن حتى العائلات الغربية ترفض وتنبذ مثل هذه الأعمال الشنيعة وتصنفها ضمن الأعمال الوحشية المعاقب عليها من طرف القانون. وفيما تعلق بالنسب والحالات التي قد تدخل المحاكم قال الأستاذ المحامي: »شخصيا مكتبي وعدد كبير من الزملاء لم يستقبلوا مثل هذه الحالات لكن لا يمنع أن المحكمة الجزائرية شهدت مثل هذه القضايا خصوصا بعد رفض العائلة لابنتهم الضحية وطردها إلى الشارع دون رحمة ودون الاستماع لأقوالها». المحللة الاجتماعية زهرة فاسي جريمة لا أخلاقية تنتشر في صمت أكدت زهرة فاسي، أن زنا المحارم ظاهرة تفشت في المجتمع و كثر تداولها بين أروقة المحاكم، مرجعة أسباب انتشار هذه الجريمة اللاأخلاقية إلى عدة عوامل أهمها نقص الوازع الديني إضافة إلى الإدمان على المواقع الإباحية وكذا المخدرات التي تفقد متعاطيها الوعي وتجعله غير مدرك لما يقوم به. أوضحت المحللة الاجتماعية زهرة فاسي في تصريح ل"صوت الأحرار"، أن زنا المحارم جرم كبير لا يزال الصمت يكتنفه و جريمة أخلاقية طفت إلى السطح، مؤخرا، لتهزّ مجتمع يصنّفها ضمن"الطابوهات" المسكوت عنها بين الأسر خوفا من انتشار الفضيحة، ثم تفاقمت هذه الفضائح بفعل عدة عوامل أين أصبح الأخوة يعتدون على أخواتهم و الآباء على بناتهم، وتكثر هذه الأفعال في سن المراهقة أين يبدأ الشاب بالتمرد والبحث عن الأمور العاطفية. ويعود سبب انتشار مثل هذه الظاهرة بالدرجة الأولى حسب المحللة الاجتماعية إلى نقص الوازع الديني الذي لازال المواطن الجزائري يفتقر له رغم كل هذه الموجات والصحوة الإسلامية إلا أن البعض لازال بعيدا عن فهم ديننا و حقيقة القران الكريم، مضيفة أن هذا الإفلاس الديني هو أمر مفتعل وتم التخطيط له منذ قرن كامل تحضيرا لفساد المجتمع و حتى يسهل ضربه في أي وقت. وأضافت فاسي أن ظاهرة زنا المحارم انتشرت بكثرة لدى غزو آفة الخمور و المخدرات في مجتمعنا، حيث فعلت هذه الأخيرة فعلتها في علاقات صلة الرحم أين واستلمنا عدة قضايا من آباء مستهلكون للخمور يعتدون على بناتهم ليلا بكل همجية، و كان أول اعتداء من هذا النوع في مدينة عين طاية، مشيرة في السياق ذاته إلى أن أول بدايات هذه الظاهرة كانت في سنوات السبعينات إلا انه كان قليل الانتشار مقارنة بالوقت الحالي لان المجتمع آنذاك كان لازال قائما بذاته وكانت مدرسة ابن باديس لازالت تؤثر على قلوب الجزائريين. وصرحت المحللة الاجتماعية أن الإدمان على المواقع الإباحية يعد من الأسباب الرئيسية لتفشي هذه الظاهرة، حيث عرفت سنة التسعين عدة قضايا من هذا النوع عندما تم فتح المقعرات الهوائية وبدأنا باستقبال قناة "canal" التي كانت تقوم بنشر فيلما اباحيا مما ساهم في نشر الفسق و الفساد في مجتمعاتنا وأصبحت قضايا الاعتداءات في تزايد مستمر على غرار الزنا والتحرش الجنسي، وكانت أول جريمة بولاية بومرداس أين اعتدى أخ على أخته وكانت نتيجة ذلك أنها حملت منه وبعد ذلك جريمة أخرى في مدينة لقاطة بين أم و ابنها وحملت منه هي الأخرى. وفي سؤالنا لها عن الحلول الردعية للحد من هذه الممارسات، أكدت لنا فاسي أن السجن ليس بالحل المناسب في مثل هذه القضايا،بل لا بد من وضع ردع علمي وديني وهذا عن طريق معالجة نفس الإنسان و تزويده بالعقل والدين حتى يكون هذا الجسد رادعا لنفسه إضافة إلى ضرورة تواصل علماء الدين مع المجتمع والنزول إلى أروقته الضيقة لتوعية الناس عن مدى بشاعة وخطورة هذه الأفعال بالقران و الدين خصوصا زنا الأقارب التي هي كبيرة من الكبائر ولا يجعلونها مجرد "طابوهات" يتسترون عنها.