لا يمكن أن تمر 2015 دون أن نشير ولو بإيجاز إلى أهم ما حققته قواتنا المسلحة خلال ذات السنة من انجازات، خاصة وأن العام المنقضي قد شهد ديناميكية كبيرة مكنت جيشنا من تعزيز احترافيته التي بلغها في السنوات الأخيرة، بفضل رجال "عاهدوا ووفوا"، رجال "مخلصين لله وللوطن" غايتهم صون البلاد وهمهم أمنها واستقرارها، ولأن ذلك يستدعي يذل المزيد من الجهد ومواكبة التطورات في المجال فقد سعت قيادة الجيش الوطني الشعبي إلى مد وحداتها بكل ما يمكنها من ذلك سواء لوجستيا أو معنويا لأن الأمر يتعلق ب"حماية الوطن". واصلت المؤسسة العسكرية في سنة 2015 نفس النهج الذي رسمت مساره قيادة الجيش الوطني الشعبي وعلى رأسها رئيس الجمهورية وزير الدفاع الوطني القائد الأعلى للقوات المسلحة خاصة فيما يتعلق بمواكبة التطورات التكنولوجية التي تقتضي تطوير المنظومة التكوينية وعصرنة الوحدات القتالية، فضلا عن مواصلة أداء مهامها فيما يتصل بمحاربة الإرهاب وحماية حدود البلاد، وذلك بكل احترافية وفعالية. جاهزية قام نائب وزير الدفاع الوطني قائد أركان الجيش الوطني الشعبي أحمد قايد صالح خلال السنة المنقضية بجولات مارطونية قادته إلى مختلف النواحي والقيادات العسكرية، اطلع خلالها على مدى جاهزية الوحدات والأفراد القتالية، كما كانت المناسبة فرصة قدم فيها الفريق قايد صالح توجيهاته وتعليماته خاصة فيما يتعلق ببذل المزيد من الجهود لحماية امن واستقرار البلاد مشيرا في إحدى زياراته الميدانية إلى أن التصدي الصارم لبقايا الإرهاب يستلزم التحلي باليقظة المستمرة والاستعداد الدائم لمواجهة أي طارئ. وبغية بلوغ أعلى جاهزية لجيشنا الوطني الشعبي اتخذت القيادة العسكرية العديد من الإجراءات الرامية إلى تطوير أداء الأفراد والوحدات القتالية، خاصة فيما يتعلق بمواصلة تحديث وعصرنة قواتنا المسلح، حيث أن التكامل بين الجانبين التعليمي والتأهيلي المنوط بالمنظومة التكوينية من جهة والجانب العملي والميداني الموكل خصيصا لبرامج التحضير القتالي، من جهة أخرى منح للجيش الوطني الشعبي دفعا كبيرا في مجال التحكم في كافة العلوم العسكرية وشتى المعارف العلمية والتكنولوجية ومنحه بالتالي قدرة عالية في مجال التكيف مع مقتضيات العصر ومتطلبات التماشي مع مستلزماتها العملياتية والقتالية. ونستشف ذلك من خلال تطور البرامج التكوينية المواكبة للتكنولوجيات الحديثة في المجال التي شهدتها مختلف المدارس العسكرية، فضلا عن مد مختلف القيادات والوحدات القتالية بآخر ما توصلت إليه التكنولوجيات كل في اختصاصه، وعلى سبيل الذكر لا الحصر فقد قام الفريق قايد صالح خلال نوفمبر 2015 بقيادة القوات البحرية بالأميرالية, بتدشين وتفتيش هذه السفينة الحربية المزودة بأحدث التكنولوجيات في المجال العسكري البحري والقادرة على العمل والتدخل في نطاق واسع لأداء مهام متعددة، والتي تعززت بها قواتنا البحرية في إطار برنامج تحديث وعصرنة أسطولها البحري, والذي سيسهم في الرفع من القدرات الدفاعية وفي تطوير وتعزيز قوام المعركة للجيش الوطني الشعبي. تكوين وعصرنة وبهدف تكوين جيل جديد من حماة الوطن، واصلت قيادة الجيش الوطني الشعبي سعيها لتطوير منظومة التكوين في مدارس أشبال الأمة، وذلك تجسيدا لقرار رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني القاضي بإحداث مدارس أشبال الأمة ، حيث تدعم هذا التوجه الجديد في تكوين كوادر قواتنا المسلحة بتدشين مدرسة أشبال الأمة من نوع ثانوية بسطيف بإقليم الناحية العسكرية الخامسة، فيما سعت قيادة الجيش إلى عدم ترك لا شاردة ولا واردة فيما يتعلق بآخر التكنولوجيات الحديثة في مجال الأسلحة وفي ذات السياق حضر نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق بالإمارات العربية المتحدة المعرض الدولي للدفاع »إيداكس-2015« الذي عرف مشاركة كبار مصنعي مختلف الأسلحة في العالم. ولم تغفل قيادة الجيش الوطني الشعبي على دعم وحداتها القتالية بإنتاج محلي الصنع، حيث شهدت سنة 2015 ميلاد أول شاحنة عسكرية وذلك من نوع »مرسيداس-زيتروس 2733 أ « وهي مركبة صناعية لكل أصناف الأرضيات 6X6ذات تحرك عالي لنقل الوحدات العسكرية- وكان ذلك ثمرة شراكة »جزائرية- إمارتية- ألمانية«. كما يعد هذا لبنة إضافية للاقتصاد الوطني الذي يعرف نقلة نوعية في السنوات الأخيرة. فعالية واحترافية من جهة أخرى واصل الجيش الوطني الشعبي باحترافية وفعالية كبيرتين دحره لفلول الإرهاب وتطهير البلاد من شرورهم، حيث تمكنت مختلف الوحدات القتالية في سنة 2015 من القضاء على عشرات الإرهابيين واسترجاع عدد كبير من الأسلحة، فضلا عن تامين حدود البلاد من كل الأخطار، في ظل التهديدات الإرهابية على حدودنا الشاسعة وبالأخص الجنوبية والشرقية »مالي وليبيا« اللتين تشهدان انفلاتا امنيا خطيرا ساهم في انتشار الجماعات الإرهابية المسلحة على غرار ما يسمى »داعش«، كما وقف الجيش الوطني الشعبي في وجه عصابات التهريب وتمكن من حجز كميات كبيرة من المخدرات والمواد الغذائية المهربة، حيث بقيت وستبقى قواتنا المسلحة بالمرصاد لكل من تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار البلاد. وعلى العموم فإن 2015 كانت بحق سنة استكمال احترافية الجيش وذلك من خلال الانجازات التي تحققت سواء على الصعيدين التكويني والتكنولوجي أو فيما يتعلق بمواصلة مكافحة الإرهاب وتقفي آثار المجرمين أو حماية امن واستقرار البلاد من كل المخاطر والتهديدات.