ربما لم تشهد أي مباراة على مدار التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم جنوب أفريقيا 2010 منذ انطلاقها وعلى مدار عامين تقريبا مثل هذا الكم من الترقب والتغطية الإعلامية كتلك التي تشهدها المباراة المرتقبة بين مصر والجزائر والمقرر لها اليوم بملعب القاهرة لحسم مصير بطاقة المجموعة الثالثة. ورغم الحيطة والسرية التي يفرضها الجانبان على استعداداتهما لتلك الموقعة فلم يبخل المدربان القديران سعدان وشحاتة على موقع الفيفا أمس بأن يخصاه برأيهما قبل ساعات من مواجهتهما المنتظرة. فكلا الرجلين يؤمن تماما بفرص فريقه في التأهل بنفس الوقت الذي يكن فيه كل الاحترام لمنافسه، فيقول سعدان »نحن في وضعية أفضل على مستوى النقاط والأهداف وهو بالطبع عامل هام للغاية ويجعلنا ندخل للمباراة بأعصاب هادئة وحقيقة تفوقنا على الفريق المصري قبل مواجهته في القاهرة حسابيا، يجب أن نستفيد منها على الميدان". **»المباراة ستقام على جبهتين نفسية وتكتيكية وسيكون للجانب النفسي أهمية خاصة لتحديد الفائز«. ويحسد سعدان شحاتة على الظروف التي تهيأت للمدرب المصري للإعداد لتلك المباراة »هي بالطبع ميزة في صالح المصريين كونهم في معسكر مغلق للإعداد لما يزيد عن الأسبوعين وذلك لأن أغلب عناصرهم من المحليين ولكننا نتفوق في السمات النفسية وأغلب لاعبينا محترفين بأفضل أندية أوروبا وهو ما ساعدنا على إدراك الكثير خلال معسكرنا بمدينة فلورنس بإيطاليا رغم قصر مدته«. بينما يرى شحاتة أن لاعبيه قادرون على تخطى كل التحديات »نحن ندرك أن لدينا فرصة يجب علينا استغلالها وقد واجهنا ظروف أكثر صعوبة من قبل ومع أعتى المنافسين و تمكنا من تخطيها، كان البعض يؤكد على أننا فقدنا فرصة التأهل بعد هزيمتنا من الجزائر في البليدة ولكننا اليوم مازلنا في السباق ولدينا فرصة علينا التشبث بها مع الاحتراز الكامل من منافس قوي«. ولم يخف سعدان حقيقة أن التأهل لكأس العالم لم يكن الطموح الرئيسي لفريقه قبل انطلاق التصفيات لكن تغيرت الأمور مع انطلاق المرحلة الثالثة من المباريات التأهيلية: »كان الهدف المحدد لنا هو العودة لأمم أفريقيا بعد غياب دام أربع سنوات وهو ما تحقق بفضل المساندة الغير محدودة التي نلقاها في الجزائر على كافة الأصعدة وحقيقة لم يكن يشغل بالي سوى تحقيق هذا الهدف ولكنى شعرت أننا ربما نكون قادرين على تحقيق ما هو أبعد من ذلك بعدما فزنا على السنغال 3-2 في المرحلة الثانية ومع التطور الكبير الذي شهده الفريق على مدار العامين الأخيرين». والطريف في الأمر أن كلا من سعدان وشحاتة قد أجمع على أن زامبيا كانت نقطة التحول في المجموعة وخاصة بعد نجاح كلا منهما في العودة بالنقاط الكاملة من هناك. **»الفوز على زامبيا هو ما جعلنا نتصدر المجموعة بارتياح و خاصة أننا كنا قد فزنا على مصر قبلها بجدارة وها نحن هنا اليوم على أعتاب العودة مرة أخرى لنهائيات كأس العالم«. كانت تلك كلمات سعدان وهي لم تختلف كثيرا عن كلمات شحاتة الذي مدح كثيرا قدرة لاعبيه لتحقيق الفوز خارج ملعبهم على رواندا ثم زامبيا بهدف للاعب حسنى عبد ربه الذي سيفتقده المصريون في تلك المباراة. وكما كان متوقعا فإن سعدان وشحاتة رفضا الحديث عن فريقيهما و لكنهما لم يبخلا بالثناء على المنافس فقال شحاتة عن الفريق الجزائري "فريق يلعب كرة جيدة للغاية و لديهم حماس وإصرار كبير على التنافس" بينما أكد سعدان تربع الكرة المصرية على عرش الكرة الأفريقية في السنوات الأربع الأخيرة بقوله "يعيشون حالة نادرة من الاستقرار والفوز بلقبين بهذه القيمة يعكس الخبرات الكبيرة التي تسرى في عروق هؤلاء اللاعبين«. **»لن نلعب أمام مصر بأسلوب دفاعي لأن ذلك سيكون أكبر خطأ و لكننا سنؤدي مباراة متوازنة وخاصة أن لدينا أفضلية على مستوى النتيجة«. وعلى الجانب الأخر فإن سعدان يرى أن المباراة ستكون بين اللاعبين على أرض الملعب وليست في المدرجات وأن فريقه قد يستفيد من الضغوط الكبيرة على المصريين إذا ما استفادوا من نقاط الضعف في الفريق المصري والتي تمرنوا عليها طوال الأيام الماضية. وفى نهاية حديثهما، ناشد المدربان جماهير بلديهما بالتزام السلوك الرياضى في مساندة اللاعبين لتخرج المباراة بصورة مشرفة.