اعتبر وزير الطاقة والمناجم شكيب خليل أمس بالقاهرة، أنّ المستوى الحالي لأسعار البترول مقبولة، مشيرا إلى أنها ستنتعش في ضوء المتغيرات الاقتصادية العالمية، وفي سياق آخر أكد أعضاء أوابك أن أسعار النفط تعرضت لإضطراب كبير ممّا دفع بالشركات العاملة إلى تخفيض إستثماراتها بنسبة 20 بالمائة خلال العام الجاري. أشار شكيب خليل في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية عقب إختتام أشغال إجتماع مجلس وزراء منظمة الدول العربية المصدرة للبترول أوابك ال 83، إلى أن أسعار النفط الحالية أفضل من تلك التي سجلت في نفس الفترة من السنة الماضية، مضيفا أن المتعاملين الاقتصاديين في مجال النفط ينتظرون تحسنا في مستويات أسعار البترول خلال الفترة القادمة. وفي ردّه على سؤال حول النقاط التي تم تدارسها خلال أشغال إجتماع مجلس وزراء أوابك، قال إنها إقتصرت فقط على النقاط الإدارية، موضحا أن المشاركون لم يتطرقوا إلى المشاريع البترولية المشتركة أو إلى الإتفاقيات، أما بشأن التنسيق العربي بخصوص التذبذبات في مستويات أسعار النفط على الصعيد العالمي، أوضح المتحدث أن الوزراء لم يتطرقوا إلى هذه المسالة مؤكدا أن التنسيق موجود على مستوى الدراسات الميدانية وبنك المعلومات والبيئة وغيرها، مضيفا في سياق حديثه أن بعض أعضاء منظمة »الأوابك« هم أعضاء في منظمة »الأوبك« التي ستجتمع في نهاية الشهر الحالي في لواندا لإتخاذ القرار المناسب. ومن جانب آخر فإن تدخلات المشاركين خلال الجلسة الافتتاحية لأشغال إجتماع مجلس وزراء أوابك ال 83، أكدّت أن الأزمة المالية التي يمر بها العالم منذ 18 شهرا إنعكست سلبا على مختلف القطاعات الاقتصادية في العالم، ومن بينها قطاع النفط الذي تعرضت أسعاره لإضطراب كبير حيث إنخفضت من 140 إلى أقل من 40 دولار للبرميل، كما أشارت إلى أن إنخفاض أسعار البترول لم يواكبه إنخفاض في تكاليف تصنيعه مما دفع بالشركات العاملة إلى تخفيض إستثماراتها بنسبة 20 بالمائة خلال العام الجاري، حيث توقعت التدخلات أن يرتفع إجمالي الطلب العالمي على النفط بسرعة قياسية خلال العشرين عاما القادمة من 85 مليون برميل في اليوم إلى 105 ملايين برميل الأمر الذي سيؤدي إلى إرتفاعات متتالية، وغير مسبوقة في مستويات أسعار البترول. وفي سياق آخر قرر الإجتماع في ختام أشغاله إعتماد توصيات المكتب التنفيذي المتعلقة بنشاط المنظمة في متابعة شؤون البيئة والتغيير المناخي، و كذا الإستعداد للمؤتمر القادم حول تغيير المناخ الذي سيعقد في كوبنهاغن بالدنمارك، كما تم أيضا إقرار توصيات المكتب التنفيذي المتعلقة بنشاط »أوابك« بتطوير بنك المعلومات التابع لها والإعداد لمؤتمر الطاقة العربي التاسع الذي سيعقد في العاصمة القطرية الدوحة خلال شهر ماي القادم، بالإضافة إلى إستمرار بقاء العراق مشرفا على معهد النفط العربي للتدريب لمدة عام آخر إعتبارا من جانفي المقبل، كما تقرر أيضا أن تتولى الإمارات رئاسة الدورة القادمة للمجلس الوزاري والمكتب التنفيذي للمنظمة ابتداء من جانفي 2010. وفي سياق ذي صلة قام مجلس المنظمة بتكريم الفائزين بجائزة أوابك العلمية لعام 2009، منهم الباحث الجزائري جميل حربي مكافأة له على أعماله في مجال تخزين غاز الكربون في باطن احد حقول عين صالح. جدير بالذكر أن منظمة الأوبك قد تعهدت في إجتماعها بوهران خلال شهر ديسمبر 2008 بعد أن تراجع سعر برميل النفط إلى اقل من 33 دولار بسبب الإنكماش الاقتصادي على سحب 4.2 مليون برميل من السوق في اليوم، وهي الخطوة التي أدت إلى تحسن أسعار لتتراوح حاليا بين 75 و80 دولارا للبرميل.