دعا خبراء في الصحة خلال اللقاء الذي جمعهم بالعياشي دعدوعة رئيس الكتلة البرلمانية لحزب جبهة التحرير الوطني بمقر المجلس الشعبي الوطني إلى تنظيم ندوة وطنية الغرض منها إعداد مخطط وطني لمكافحة السرطان تحت رعاية رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بما يضمن التصدي إلى هذا الداء الذي عرف تفشيا كبيرا على المستوى الوطني لا سيما وأن التقارير الأخيرة تشير إلى إحصاء 35 ألف إصابة بالسرطان. استهل العياشي دعدوعة رئيس الكتلة البرلمانية للأفلان مداخلته أمس بالتأكيد على أهمية التصدي إلى داء السرطان، مشيرا إلى مبادرة رئيس الجمهورية التي أعلن من خلالها عن ضرورة وضع مخطط وطني لمكافحة السرطان، وفضل المتحدث أن يكون شعار اللقاء الذي جمعه بعدد من الدكاترة المختصين في القطاع الطبي »السرطان مرض يمكن الوقاية منه«، وتساءل عن طبيعة المساعي التي يجب القيام بها لتحسيس المواطنين بخطورة المرض انطلاقا من تجنيد وسائل الإعلام ، تنظيم معارض ولقاءات خاصة، توزيع مطويات عبر كامل التراب الوطني وغيرها من المبادرات. بدوره الدكتور كمال بوزيد أشار إلى أهمية إعداد مخطط وطني لمكافحة السرطان يعلن عنه في لقاء وطني، كما يجب إشراك جميع المعنيين بهذه القضية من مرضى، أطباء، نواب ومسؤولين، بالإضافة إلى باقي القطاعات الوزارية المعنية كوزارة الصحة، وزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي، كما أكد على ضرورة تحديد مختلف النشاطات والأهداف المرجوة من هذا المخطط الوطني تكون متبوعة بعملية تقييم دورية ومتواصلة للعمل المنجز واشترط بوزيد أن تكون المبادرة تحت رعاية رئيس الجمهورية بما يضمن للمخطط أن يجمع كل القطاعات التي لها صلة بالقضية. وفي سياق متصل قال البروفيسور منصوري بمستشفى باب الواد إن مشكل السرطان يتطلب تجنيد كل القطاعات للتكفل بمعالجة المرضى المصابين بهذا الداء، مكافحة السرطان تقتضي إنشاء شبكة تضم كل المعنيين ثم يأتي دور الندوة الوطنية التي توكل لها مهمة التحضير لمخطط وطني لمكافحة السرطان. وأضاف البروفيسور أن الحديث عن التشخيص يفرض الامتثال لمعايير معينة، حيث يجب أن توكل هذه العملية لفريق من المختصين يتم تكوينهم وفق متطلبات التشخيص، وعليه فإن التصدي لهذا الداء يتطلب العمل وفق مسار معين يكون معرفا على جميع المستويات، فالهدف من الندوة الوطنية يتلخص في تحديد مسؤولية الجميع لا سيما وأن الدولة تخصص مبالغ ضخمة للتصدي إلى السرطان لكن دون جدوى. من جهته الأستاذة خيرة المختصة في علم الأوبئة حذرت من خطورة تفشي مرض السرطان بالجزائر، خاصة وأن هذا الداء يزحف بقوة كبيرة في وقت نجد فيه أن أغلب حالات التشخيص تكون في مراحل جد متأخرة من المرض، بما يجعل الجزائر تسجل أعلى نسبة من حيث الوفيات في العالم، وبذلك أشارت المختصة إلى ضرورة الاهتمام بجميع مراحل التكفل بالمرض لأن مرحلة التشخيص وحدها لا تكفي، خاصة وأن الجزائر تقع في منطقة وبائية. أما الأستاذ صالح بن ديب المشرف على مصلحة الأمراض السرطانية بمستشفى مصطفى باشا فقد اعتبر أن إعداد مخطط وطني لمكافحة السرطان يعد ضرورة مستعجلة، كمما أكد أن عملية التكفل بالمرضى والتصدي للداء ككل لا يجب أن تقتصر على المدى البعيد فقط، بل يجب التكفل كذلك بالحالات الآنية التي تتطلب علاجا، ومن هذا المنطلق أوضح أن اللجوء على ندوة وطنية بات حتمية لا مفر منها شريطة أن تكون تحت رعاية رئيس الجمهورية، هذا المخطط يكون في رأيه قائم على ثلاث نقاط أساسية وهي تحديد الأهداف، تحديد الإمكانيات المادية والبشرية ومن ثم عملية التقييم الدوري والمتواصل ، كما يجب تنصيب لجنة تدير كل هذا النشاط تكون مرؤوسة من طرف احد الأطباء الذي يضمن حسن التنسيق والتقييم. وعن دور السياسي في تفعيل مثل هذا المخطط، أجمع الحضور على ضرورة توفر إرادة سياسية، وعليه فقد تقرر تنظيم يوم برلماني يسمح بإثراء المبادرة وذلك بحضور الوزراء المعنيين من صحة وضمان اجتماعي والتعليم العالي، وتحضيرا إلى هذا الموعد قرر الحضور تنصيب لجنة تحضيرية تقوم بإعداد النصوص وتحديد المشاركين، بالإضافة إلى شعار اليوم البرلماني واهم المحاور التي ستطرح فيه، اللجنة التحضيرية ستلتقي يوم 22 فيفري الجاري لوضع اللمسات الأخيرة لهذا اللقاء الذي سيمهد بدوره إلى ندوة وطنية تحت رعاية رئيس الجمهورية الهدف منها إعداد مخطط وطني لمكافحة السرطان.