عندما يندّد فيلدرز زعيم حزب الحرية الذي حقق حزبه نتائج جيدة في الانتخابات المحلية الهولندية قبل أيام، بالإسلام في لقاء صحفي أقيم أمام البرلمان البريطاني، فإن أوروبا كشفت عن وجهها اليميني المتطرف في كثير من البلدان. وصول هذا السياسي الهولندي سيء السمعة بعد نجاحه في دخول لندن مظاهرات رافضة له ولآرائه الحاقدة، وذلك بغرض عرض فيلمه »فتنة« المعادي للإسلام بعد رفع الحظر عن دخوله لبريطانيا. الغريب أن فيلدرز سيعرض فيلمه على عدد من النواب البريطانيين خلال زيارته التي حل فيها ضيفا على زعيم حزب الاستقلال البريطانى. فيلدرز الذي يثق بأنه سيصبح رئيس أكبر حزب ومن ثم رئيس الوزراء القادم لهولندا لم يعبأ كثيرا للمتظاهرين الذين رددوا جميعا »أبعدوا النازي من شوارعنا« بدا واثقا من خطته غير القابلة للتفاوض مع أحزاب التحالف لحظر هجرة المسلمين في المستقبل إلى بلده. هذا المهووس بعدائه للإسلام والمسلمين والخوف من أسلمة المجتمعات الأوروبية حسب زعمه دخل إلى بريطانيا بعد الحظر الذي فرض عليه قبل أكثر من عام بعد إنجازه لفيلمه الكريه والذي أثار استياء المسلمين خاصة بعد الإساءات أخرى ومنها الرسوم المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم من قبل الصحف الدانماركية. والآن يبدو أن السياق تغير كثيرا في أوروبا بعد الذي يحدث من صعود التيارات اليمينية المتطرفة في معظم الدول الغربية وتصاعد معها سياسة الكراهية ضد الإسلام والمسلمين هناك، مع الحملات الشديدة لمنع المآذن ومنع النقاب والتضييق على المسلمين في مختلف البلدان كما هو الحال في سويسرا وفرنسا وهولندا وباسم الديمقراطية والتعبير الحرّ والحريات. تستقبل بريطانيا هذا السياسي الهولندي العنصري المتطرف باسم الديمقراطية الغربية ولا تلتفت تماما لرأي المتظاهرين والمنددين به، وباسم الديمقراطية أيضا منعت سويسرا المآذن وكذلك فعلت فرنسا بمنع النقاب والتخويف من أسلمة المجتمع كما يصورها ماري لوبان هذه الأيام. وباسم الديمقراطيات الغربية والمجتمع الحرّ يقود الأمريكيون حربهم في أفغانستان ويحتلون العراق ويفرضون قائمة مهينة في المطارات لرعايا دول تهدد الأمن بأعمال قد تكون إرهابية..! باسم الديمقراطية الغربية تكيل هذه الدول بمكيالين لتفرض هيمنتها السياسية ولتسيء لمشاعر المسلمين ومعتقداتهم وتكشف عن عنصرية ما فتئت تتصاعد وتبين عن وجهها القبيح. »الوباء الوحيد الذي يستطيع أن يقضي على الإنسان هو..الإنسان« سعيد بوطاجين