اختتمت أشغال المؤتمر التاسع لحزب جبهة التحرير الوطني بعد ثلاثة أيام من النقاش والحوار بين مناضلي الحزب توجت بتزكية عبد العزيز بلخادم أمينا عاما للأفلان، كما تبنى المؤتمرون القانون الأساسي المعدل والعودة إلى التسميات التقليدية لهياكل الحزب، كما تم انتخاب أعضاء اللجنة المركزية ال351 وتحديد المنطلقات الفكرية ومرجعيات الحزب، إضافة إلى تحديد البرنامج العام للأفلان للمرحلة المقبلة والمصادقة على كافة المشاريع التي أعدتها اللجان الفرعية لتحضير المؤتمر التاسع. أسدل الستار مساء أول أمس على أشغال المؤتمر التاسع لحزب جبهة التحرير الوطني الذي دام ثلاثة أيام بالقاعة البيضاوية بالمركب الأولمبي محمد بوضياف بعد تحضير دام لأكثر من 9 أشهر، حيث عكفت اللجان الفرعية لتحضير المؤتمر على إعداد مشاريع لوائح ونصوص تمت مناقشتها على مستوى هياكل وهيئات الحزب الوطنية والمحلية، وتم تبني هذه المقترحات من طرف المناضلين لتعتمد نهائيا بعدما تمت المصادقة عليها خلال المؤتمر التاسع. المؤتمر التاسع كان فضاء متميزا التقى فيه مناضلو الأفلان من كل الفئات ناقشوا فيه مشاريع اللوائح التي أعدتها اللجان كما تمت المصادقة عليها، ويتعلق الأمر بالضوابط، القانون الأساسي، المنطلقات الفكرية، مرجعية أول نوفمبر، المؤسسات، العلاقات الخارجية، السياسة العامة والبرنامج العام، حيث كان النقاش مفتوحا لكافة المناضلين الذين قدموا وجهات نظرهم بخصوص هذه المشاريع وكل ما يخدم الحزب. وعكس ما كان يتوقعه البعض، فقد عرف المؤتمر التاسع حضورا قياسيا للوفود الأجنبية من أحزاب وشخصيات سياسية بالإضافة إلى الشخصيات الوطنية المعروفة، حيث جرى المؤتمر في ظروف جد عادية ولم يعرف انزلاقات أو أي إقصاء كان لمناضلي الأفلان رغم التوجهات المختلفة لدى أبناء الحزب الواحد. ونظيرا لما قدمه عبد العزيز بلخادم الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني ، أجمع مندوبو المؤتمر التاسع على تزكيته في اليوم الأول من أشغال المؤتمر، إلا أن القانون الأساسي ينص على انتخاب الأمين العام من طرف أعضاء اللجنة المركزية، حيث جرت عملية انتخاب أعضاء اللجنة المركزية في اليوم الثاني من المؤتمر والمقدر عددهم ب351 عضو، والذين بدورهم زكوا عبد العزيز بلخادم أمينا عاما للحزب لعهدة ثانية مؤكدين ثقتهم في شخص الأمين العام مقابل الجهود الكبيرة التي بذلها من أجل الحفاظ على سمعة حزب جبهة التحرير الوطني ولم شمل مناضليه وتجنيب الحزب الذهاب إلى المتحف وهو ما يعد ضربة قاضية لأعداء الحزب الذين كانوا يلهثون من أجل جره إلى المتحف. المؤتمر التاسع كان فرصة لأبناء الحزب الواحد للتأكيد على وحدة صفوفهم ولم شملهم وأن الخلافات التي كانت في السابق قد ذابت، وذلك لكون الحزب أكبر من الصراعات الهامشية، كما أكد بلخادم على أن ذلك يعد ظاهرة صحية وأن الطموح والتنافس لا يعني الصراع والتصدع. الأفلان استطاع أيضا خلال المؤتمر التاسع كسب الرهان والعمل على التطبيق الفعلي للتعديل الأخير للدستور من خلال إعطاء فرصة كبيرة للمرأة والشباب في التمثيل السياسي، حيث ضمت قائمة اللجنة المركزية أسماء نسوية كثيرة وذلك في إطار ترقية المشاركة السياسية للمرأة التي سعى الأفلان إلى تجسيدها ميدانيا ودعم العنصر النسوي لتولي مناصب قيادية في الحزب. وفي ذات المؤتمر وبعد تزكية عبد العزيز بلخادم أمينا عاما للحزب، دعا مناضلي الحزب إلى العمل والوفاء لرسالة نوفمبر والشهداء، وكذا توحيد الجهود وتعزيز العمل الجماعي من أجل رفع راية الجبهة وتعزيز موقعها الريادي كقوة سياسية أولى في البلاد. كما شهد المؤتمر عدة تدخلات تمحورت حول ضرورة الحفاظ على المكاسب التي حققها الحزب طيلة مسيرته السياسية، وكانت السمة البارزة في هذه التدخلات تدخل العنصر النسوي والشباب، حيث دعا الطرفان إلى ضرورة احتضانهما ضمن هياكل الحزب، فيما راح الشباب يتعهد ويلتزم بمواصلة حمل رسالة الشهداء، وباختتام المؤتمر التاسع يكون الأفلان قد كسب رهانه السياسي وأضاف نجاحا آخر في سلسلة النجاحات التي ما فتئ يحققها في كل محطة.