احتضن مقر حزب شيوعيو روسيا مائدة مستديرة حول القضية الصحراوية وذلك بمناسبة الاحتفال بالذكرى 49 لإعلان الجمهورية الصحراوية حضرها دبلوماسيين وأساتذة وطلبة، بالإضافة إلى ممثل جبهة البوليساريو بروسيا، أعلي سالم محمد فاظل، وباحثين مهتمين بنضال الشعب الصحراوي . استذكر المشاركون في المائدة المستديرة تاريخ الشعب الصحراوي ومقاومته للاحتلال المغربي، كما ناقشوا العلاقات القائمة بين القوى السياسية الروسية وجبهة البوليساريو، معربين عن رغبتهم في تطوير وتعزيز تلك العلاقات. ووضع ممثل جبهة البوليساريو بروسيا الحضور في صورة عن آخر التطوّرات التي تعرفها القضية الصحراوية على كافة المستويات والتي تتسم بواقع الحرب واحتدام الصراع مع الاحتلال المغربي. من جانبه، أوضح المستشرق والباحث الروسي، سعيد جافوروف، أن النضال المشروع للشعب الصحراوي ومقاومته تتطلب من المنتظم الدولي إيجاد حل عادل ونزيها يمكّن الصحراويين من تقرير مصيرهم . وبينما شدّد أستاذ العلوم السياسية، سيرغي نيكونوف، على ضرورة تكثيف العلاقات بين القيادة الصحراوية والحكومة الروسية من أجل المساهمة في إيجاد حلّ عادل ونزيه للنزاع في الصحراء الغربية، جدد المستشار بالسفارة الجزائريةبروسيا، محمد سوماني، موقف الجزائر الثابت تجاه القضية الصحراوية العادلة، دعيا إلى ضرورة تكثيف الجهود لكي يمارس الشعب الصحراوي حقه في تقرير المصير والاستقلال. وتمت خلال المائدة المستديرة مناقشة التعاون الثقافي، خاصة الزيارات التي تقوم بها الفرق الموسيقية الصحراوية إلى روسيا. كما تمت إطلاع الحضور على معرض فوتوغرافي يحوي صورا عن جرائم الاحتلال المغربي وانتهاكاته تجاه الصحراويين. بالتزامن مع ذلك، يواصل الاحتلال المغربي حملته القمعية الممنهجة بحق المدافعين عن حقوق الإنسان في الصحراء الغربية المحتلة وفي مقدمتهم رئيس منظمة تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان بالصحراء الغربية "كوديسا" الحقوقي والمعتقل السياسي السابق علي سالم التامك. وقالت "كوديسا" في بيان لها أمس، إنه "استمرارا منها في حملتها القمعية الممنهجة تجاه أعضاء منظمة تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان بالصحراء الغربية، أقدمت قوة الاحتلال المغربي منذ 24 فيفري الماضي على مراقبة وحصار منزل سجين الرأي الصحراوي السابق، علي سالم التامك، الكائن بحي المستقبل بالعيون المحتلة". وحذّرت من محاولة إقدام قوة الاحتلال المغربي، بعد أن قامت بنزع كاميرات المراقبة من العمارة التي يتواجد فيها منزل التامك، على إجراءات قمعية خطيرة قد تهدّد الحقّ في الحياة والسلامة البدنية والنفسية والأمان الشخصي له ولأفراد عائلته وباقي أعضاء منظمته في غياب أي وسيلة توثيق تكون شاهدة على ما يعانيه المدافعون عن حقوق الإنسان والمدوّنون والمدنيون الصحراويون من جرائم ضد الإنسانية بسبب هويتهم الصحراوية ودفاعهم عن حقّ الشعب الصحراوي في تقرير المصير. ومع تصاعد الانتهاكات المغربية، أدان المعتقلون السياسيون الصحراويون مجموعة "أكديم إزيك" كل أشكال القمع والترهيب التي يمارسها الاحتلال المغربي في حق أبناء الشعب الصحراوي المقاوم من تعنيف جسدي وحصار خانق على المنازل، قصد تكميم الأفواه ومحاولة تكريس أمر الواقع للقفز على حق شعبنا في الحرية والكرامة. وأعلن المعتقلون السياسيون في بيان لهم، تضامنهم غير المشروط مع أبناء شعبهم المسالم والمقاوم في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية من نشطاء حقوقيين ومناضلين يدافعون عن حقّ الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال. وجدّدوا الدعوة إلى العالم أجمع من أجل حمايتهم من بطش الاحتلال المغربي عبر توسيع صلاحيات بعثة "المينورسو" لتشمل مراقبة حقوق الإنسان والتقرير عنها. جاء ذلك بعد التدخل الوحشي والعنيف الذي تعرّضت له مجموعة من النشطاء الحقوقيين والمناضلين الصحراويين الأسبوع الماضي بمدينة العيون المحتلة في الوقفة السلمية التي دعت لها الإطارات الحقوقية الصحراوية تزامنا مع تخليد الشعب الصحراوي للذكرى 49 لإعلان الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.