بعد صراع طويل مع المرض و عن عمر يناهز 84 عاماً توفي الفنان الكبير سعد أردش بالولايات المتحدة حيث كان يعالج في أحد مستشفياتها، أمضى فيها أكثر من 56 عاماً في خدمة الفن. سعد أردش شيخ المسرحيين العرب الذي كرم في الطبعة الثانية للمهرجان الوطني للمسرح المحترف والجزائر عاصمة للثقافة العربية 2007 من مواليد عام 1924 في محافظة دمياط شمال مصر، وبعد إنهائه دراسته الثانوية التحق بمعهد التمثيل، في ذات الوقت درس القانون في كلية الحقوق جامعة فاروق الأول (عين شمس في ما بعد) وأنهى دراسته للتمثيل عام 1952 بينما حصل على ليسانس الحقوق عام 1955. تصادف وقت سفر البعثة الدراسية لسعد أردش أن وقع العدوان الثلاثي على مصر لذلك تغيرت وجهات السفر حيث أغلق طريق السفر إلى كل من أميركا حيث كان مرشحا للدراسة في المعهد نفسه الذي درس فيه يوسف شاهين وكذلك كان الحال بالنسبة للسفر إلى فرنسا وإنكلترا وكان من نصيبه الذهاب إلى إيطاليا ومنها حصل على دبلوم التخصص في حرفية الإخراج عام 1961 من الأكاديمية الدولية للمسرح بروما، وكان لدراسته بالإيطالية أثر كبير في حياته فيما بعد حيث قدم خمس ترجمات لمسرحيات «جريمة في جزيرة الماعز، انحراف في قصر العدالة، إجوينى، الحفلة التنكرية، بياتريس» إضافة إلى كتاب عن المخرج المسرحي المعاصر، وهو أول كتاب عربي في هذا المجال ويدرس في أقسام المسرح بالجامعات إضافة إلى معاهد التمثيل في مصر والكويت. وفي بداية حياته الفنية شارك هو ومجموعة من الفنانين في تأسيس تجمع مسرحي «المسرح الحر» ذلك التجمع الذي ساعد على اكتشاف أسماء كثيرة في عالم الفن كتابة وتمثيلاً وإخراجاً، نذكر من هؤلاء اسم المؤلف أنور قزمان الذي كان يعمل في الشرطة. تولى سعد أردش العديد من المناصب حيث درس التمثيل والإخراج في المعهد العالي للفنون المسرحية في كل من القاهرة والكويت، كما درس في الجزائر، واستعانت أقسام المسرح بالجامعات المختلفة به، وأدار مسرحي الجيب والحكيم، وقطاع الفنون الشعبية والاستعراضية، والبيت الفني للمسرح. أخرج للمسرح قرابة المائة عرض كان آخرها عرض «الشبكة» المأخوذ عن «سقوط مدينة ماهوجني» . كرم سعد أردش العديد من المرات ونال الفنان الراحل العديد من الجوائز والأوسمة منها وسام العلوم والفنون عام 1967 وجائزة الدولة التقديرية من المجلس الأعلى للثقافة و جائزة الدولة التقديرية عام 1990. وشملت رحلته الفنية التي استمرت لقرابة 40 عاما أعمالا متميزة سواء في التمثيل أو الإخراج، ومن أشهر أعماله "سكة السلامة"، "المال والبنون" ،"عطوة أبو مطوه" ، "الاسطي حسن" ، "شباب إمراة" وغيرها من الأعمال التي تعد علامات في مسيرة المسرح والسينما المصرية . وللراحل العديد من المؤلفات الفنية والدراسات والأبحاث أهمها "المخرج في المسرح المعاصر"، "خادم سيد درويش"، "ثلاثية المصيف"، "جريمة في جزيرة الماعز"، إنحراف في مقر العدالة"، "أجوينى" ، "بياتريس"، و"كارلو جولدونى" وهى سلسلة مسرحيات عالمية . كما قدم الفنان الراحل العديد من الدراسات لدوريات فنية وثقافية متخصصة في مصر والعالم العربي مثل "مجلة المسرح"، "فصول الإبداع الفني"، و"أعلام العراق".