دعا وزير الشؤون الدينية والأوقاف بوعبد الله غلام الله الأغنياء إلى دفع الزكاة إلى الفقراء، مشيرا إلى أن الزكاة تساهم في إصلاح المجتمع والمشاركة في بناء محيط خال من الآفات الناتجة عن الفقر، فيما وزع الوزير شهادات الاستفادة من أموال الزكاة المخصصة للاستثمار على 65 شابا. أشرف غلام الله أمس بدار الإمام بالمحمدية على توزيع شهادات الاستفادة من أموال الزكاة المخصصة للاستثمار على 65 شابا من ولاية الجزائر، حيث أكد الوزير في افتتاحه لأشغال الندوة الشهرية لصالح الأئمة والأعوان الدينيين أن هؤلاء الشباب استفادوا من حوالي 200 ألف دج لكل واحد منهم لإنجاز مشاريعهم، فيما سيتم توزيع إعانات مالية ل3800 عائلة فقيرة قدرت قيمتها ب4000 دج. وفي ذات السياق، شدد الوزير على ضرورة أن يعي الأغنياء »المقصد« من دفع الزكاة إلى مستحقيها من الفقراء، مبرزا أهمية أن يساهم هؤلاء في إصلاح المجتمع والمشاركة في بناء محيط خال من الآفات التي قد تنتج عن الفقر، مشيرا إلى دور الأئمة في التوجيه والمساهمة في صندوق الزكاة وتنمية المجتمع. و من جهته، أوضح مدير الشؤون الدينية والأوقاف بالعاصمة مساعدي لزهاري أن الحملة الثامنة لصندوق الزكاة توجت بجمع 3.5 مليار سنتيم بعد عملية الجمع التي دامت شهرين على مستوى الصناديق الموضوعة في المساجد والمؤسسات الاقتصادية، مضيفا بأن الأموال التي جمعتها اللجنة المكلفة بزيارة المؤسسات الاقتصادية كانت أقل من تلك المجموعة في المساجد لكون المؤسسات لا تؤدي الزكاة في فترة واحدة، مشيرا إلى أن الحساب البريدي الخاص بالعملية يبقى مفتوحا أمام هذه المؤسسات. كما أكد ذات المسؤول أن عملية جمع أموال الزكاة كانت ممتازة من حيث الجمع والتقسيم، مشيرا إلى أن الإدارة لم تتدخل في عمليتي الجمع والتقسيم و كل العمل كان على مستوى اللجان المختصة. ومن جهة أخرى، تطرق الدكتور محمد بوجلال في محاضرة ألقاها بعنوان »دور القرض الحسن في التنمية الاقتصادية والاجتماعية« إلى الحديث عن صندوق الزكاة كمؤسسة المجتمع بكامله، داعيا الجميع إلى المشاركة في تطويره وتعزيزه من خلال دور الأئمة في هذا المجال. وبعد أن تحدث عن التجربة الجزائرية في مجال القرض الحسن، أكد الدكتور بوجلال أن للعالم الاسلامي اليوم فرصة لإعادة بناء نفسه والمساهمة من جديد في بناء الحضارة الإنسانية خصوصا، مشيرا إلى أن المقصد من فرض الشريعة الإسلامية للزكاة هو الاستقرار والتعاون بين الأغنياء و الفقراء، مؤكدا أن دور النظام الرأسمالي الذي سيطر على العالم لمدة خمسة قرون بدأ ينحسر وبذلك انتقلت الحضارة من جهة إلى أخرى وهي الآن متجهة نحو الشرق الأقصى، مشددا على أن المخرج من الأزمات المالية التي يعاني منها الاقتصاد العالمي هو الاسترشاد بمبادئ الإسلام في مجال التمويل.