شرع مجمع صروح العقاري الإماراتي في مساعي جادة للحصول على موافقة الحكومة الجزائرية على منحه مشروع تطوير الواجهة البحرية لمدينة الجزائر العاصمة، المدرج ضمن الاستثمارات العقارية التي جمدتها »إعمار« الإماراتية قبل سنة، حيث كشفت »صروح« عن تصاميم ومجسمات جاهزة لمشروع موقع ألفية الجزائر ستقترحها قريبا على وزير السياحة شريف رحماني. بعد أكثر من سنة عن مغادرة شركة »إعمار« الإماراتية للجزائر، وتجميدها لخمسة مشاريع استثمارية ضخمة فاقت قيمتها 20 مليار دولار، كانت ستغير ملامح العاصمة، من خلال تطوير الواجهة البحرية لمدينة الجزائر، بدأت مجموعة »صروح« العقارية الإماراتية تتحرك لإعادة إحياء هذه المشاريع الاستثمارية المجمدة وحل محل منافستها »إعمار« في الجزائر، حيث أعلنت شركة صروح أنها انتهت من وضع تصاميم ومجسمات تتضمن المخطط الرئيسي لموقع ألفية الجزائر، وكشفت عبر موقعها على انترنت عن مجموعة من الصور للشكل الجديد الذي ستكون عليه ساحة الشهداء وواجهة البحرية المقابلة لها بعد تنفيذ المشروع. وقالت صروح الإماراتية أن المهندسين المعماريين الذين اختاراتهم لوضع التصاميم عقدوا ورشة عمل لفهم التاريخ والثقافة والسياسة التي شكلت مدينة الجزائر العاصمة قبل وضع تصاميم المشروع الذي قالت الشركة الإماراتية»إنه يهدف لإعادة وصل القصبة التاريخية مع البحر الأبيض المتوسط، فضلا عن تنشيط منتزه الواجهة البحرية وتجديد الميناء، وأيضاُ ساحة الشهداء التي تبدو كعنصر أساسي لمخطط المشروع«. وأعلنت صروح الإماراتية أنها ستلتقي وزير البيئة والسياحة وتهيئة الإقليم شريف رحماني قريبا جدا لعرض التصاميم عليه وتقديم مقترحاتها بخصوص هذا المشروع، في خطوة تكشف عن مساعي شرعت فيها صروح لخلافة إعمار في الجزائر وتجسيد مشاريعها الخمسة للتطوير السياحي والعقاري بالعاصمة والتي تخلت عنها إعمار بعد أكثر من أربعة سنوات من الشد والجذب بين الحكومة والمجمع الإماراتي لإزالة العقبات التي ظلت تعيق مشاريعها الاستثمارية.ولم تكشف صروح العقارية عن قيمة مشروع ألفية الجزائر الذي تسعى للدخول من خلاله بقوة لسوق الاستثمارات العقارية بالجزائر بعد ما حصلت في 2007 في إطار برنامج رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لإنجاز مليون سكن على مشروع إنجاز سكنات موجهة فئة محدودي الدخل. وفي وقت شكلت الأزمة المالية العالمية السبب الرئيسي لانسحاب إعمار من الجزائر عقب انهيار البورصات في منطقة الخليج وخسارة إعمار لأزيد من 10 بالمئة من مواردها المالية، الأمر الذي دفعها إلى أعادت النظر في مشاريعها في الجزائر، يبدو أن الوضع المالي الجيد الذي يتمتع به مجمع صروح في السنوات الأخيرة على الرغم من الأزمة المالية العالمية دفعها للتفكير في الاستحواذ على استثمارات إعمار بالجزائر، حيث تشير الأرقام الرسمية أن صافي أرباح صروح في الربع الأول من السنة الجارية بلغ 131.6 مليون درهم إماراتي، مرتفعاً عن 130.4 مليون درهم إماراتي خلال السنة الماضية، في وقت تواصل فيه أسهم إعمار في الانخفاض حيث تراجعت بنسبة 2.6بالمئة في إقفال يوم الأربعاء الماضي.