أكد الدكتور عبد اليمين بوداود أن المقابلة الكروية التي جمعت الفريقين الجزائري والمصري فجرت منابع الوطنية، مشيرا إلى أن الرياضة تعتبر عاملا أساسيا لتكريس الهوية والوحدة الوطنية والقضاء على العنصرية، داعيا إلى تعزيز دور الرياضة المدرسية التي تعتبر الأداة للتربية على المواطنة. أوضح بوداود في المحاضرة التي ألقاها أمس بعنوان »الرياضة والمواطنة« خلال الندوة الوطنية التكوينية للشباب أن ما حدث خلال المباراة التي جمعت الفريقين الجزائر والمصري فجرت منابع الوطنية وهو تفسير صادق لحب الوطن خاصة وأن الجماهير الجزائرية سارعت تلقائيا ودون أي توصية إلى رفع الرايات الوطني تعبيرا عن وطنيتها ومواطنتها، مشيرا إلى أن الرياضة عامل أساسي لتكريس الهوية والحدة الوطنية، والقضاء على العنصرية. وفي ذات السياق، أكد الدكتور على أن تربية المواطن وتنشئته الاجتماعية الجيدة ضرورية من خلال الأسرة والمدرسة والملعب والمسجد وكل وسائل الإعلام، داعيا إلى وضع برامج وطنية ومحلية للتربية على المواطنة والالتزام بالواجبات نحو الآخرين ونحو الوطن وترسيخ ثقافة التضامن والتسامح، بالإضافة إلى التكوين المستمر لمربي الرياضة والتركيز على الأبعاد التربوية والأخلاقية للتربية البدنية والرياضية كأداة للتربية على المواطنة. وأمام شباب حزب جبهة التحرير الوطني، ركز بوداود على ضرورة زيادة الحجم الساعي المخصص للتربية البدنية والرياضية في المدارس والجامعات، مؤكدا أن الرياضة ضرورة لتعزيز تنمية الإحساس بالانتماء وبالهوية، مضيفا أنها ضرورة اجتماعية وصحية لتطوير وتنمية المعارف والمبادئ، الاتجاهات والمحافظة على صحة المجتمع، واستطرد قائلا »إن الرياضة ضرورة لتكريس السيادة الوطنية كما أنها ضرورة استراتيجية وجيو سياسية لتطوير التنمية المستدامة« وتطرق الدكتور إلى الحديث عن دفاع فريق جبهة التحرير الوطني لكرة القدم عن الاستقلال من خلال زرع قيم وثقافة الوطنية والمواطنة، حيث تم إنشاء تنظيمات تابعة لجبهة التحرير الوطني وبعد ميلاد الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين والاتحاد العام للعمال الجزائريين، حيث رأت جبهة التحرير الوطني ضرورة إيجاد تنظيم رياضي يحمل اسمها ويكون سفيرا لها في المحافل الدولية لما للرياضة من شعبية على المستوى العالمي وخاصة كرة القدم فقررت تأسيس فريق لكرة القدم من اللاعبين الجزائريين المنتمين إلى البطولة الفرنسية، ووجهت نداء إلى هؤلاء اللاعبين للالتحاق بالثورة. وفيما يتعلق بأسباب الاهتمام بكرة القدم ودورها في المواطنة، أشار الدكتور إلى أن كرة القدم تلغي كل العوامل التي تفرق بين أبناء البشر وهي لعبة محكومة بمنظومة قانونية عالمية متفق عليها وتُطبق فيها القوانين بشكل مكشوف وينزل فيها الثواب والعقاب في نفس اللحظة، كما أضاف بأنها تحقق العدل في الميدان وتوحد بين الإنسانية جمعاء. وعن دور الأنشطة الرياضية المدرسية في التربية على المواطنة، أكد الدكتور بوداود أن المدرسة مكان لتلقين المعارف والقيم والمبادئ وتكوين المواطن الصالح، بالإضافة إلى أنها القناة الرسمية لتكوين العنصر البشري المهيأ لممارسة السلوك الديمقراطي والمشاركة الفعالة في التنمية، مشددا على أن التربية على المواطنة تبدأ من الحوار والاحترام المتبادل حتى تحقق العلاقة التربوية أسمى معانيها، داعيا إلى أن تعكس المدرسة في برامجها ومناهجها قيم التضامن والتعاون والمشاركة وبث روح المسؤولية ومحاربة التعصب