أكد السعيد مقدّم، رئيس مجلس شورى الاتحاد المغاربي، أن انعقاد الدورة العادية التاسعة للمجلس اليوم بعد خمس سنوات يعتبر بمثابة رسالة قوية تقدمها الجزائر لكافة الأطراف التي تُحاول التشكيك في صدق نيتها في تجسيد الاتحاد المغاربي، متوقعا أن تخرج أشغال هذه الدورة بالعديد من التوصيات والقرارات التي تدفع بشكل أكبر نحو ضرورة تجاوز كافة العراقيل التي تحول دون تحقيق أهداف الاندماج. اعترف السعيد مقدم في تصريح خصّ به »صوت الأحرار« بأن اجتماع مجلس الشورى المغاربي في دورته التاسعة التي تنطلق اليوم بقصر الأمم بنادي الصنوبر، سيكون مُثقلا بالكثير من الملفات التي تراكمت طيلة السنوات الخمس الأخيرة على اعتبار أن هذه الهيئة لم تلتئم منذ العام 2005 في دورة تونس، وعليه فإنه توقّع أن تكون جلسات النقاش حول مختلف المسائل المدرجة في دول الأعمال طويلة. وإذا كان الجانب الاقتصادي سيغلب على أشغال هذه الدورة، فإن رئيس مجلس الشورى المغاربي لم يغفل إطلاق بعض الرسائل ذات الطابع السياسي، ولو أنه حرص على التأكيد بأنه لا يمكنه الحديث باسم الشعوب المغاربية كاملة، قبل أن يتابع »إن هذا الاجتماع يُعتبر في حدّ ذاته رسالة من الجزائر لكافة المُشككين في موقفها من أنها تُعرقل الاتحاد المغاربي«، وعلى العكس من ذلك فإن محدثنا يُجزم بأن »الجزائر مُجنّدة لإنجاح الاتحاد وهي مُتمسكة بهذا المشروع الحضاري الذي يخدم مصلحة الشعوب المغاربية كافة«. وفي ردّه على سؤال مُتعلق بأهمية اجتماع الجزائر وتأثيراته على مسار الاتحاد المغاربي، أشار السعيد مقدّم إلى أنه من السابق لأوانه استباق الأحداث، ولكن على الرغم من ذلك فإنه تحدّث عن الملفات التي تمّ إدراجها في جدول أعمال الدورة وفي مقدّمتها تقييم تأثيرات الأزمة الاقتصادية العالمية الأخيرة على البلدان المغاربية إلى جانب قضايا الأمن الغذائي وأزمة المياه، في وقت أكد فيه أنه تم الحسم نهائيا في مسألة المصرف الخارجي للاستثمار والتجارة الخارجية المغاربي الذي اتخذ تونس مقرّا له. كما لفت مقدم أيضا إلى أن التوجه سيكون نحو تكريس الاندماج سمة أساسية تطبع أشغال الدورة التاسعة لمجلس الشورى المغاربي، مع تركيزه على ضرورة أن تولي حكومات المنطقة أهمية كبرى للتنمية البشرية على أساس استغلالها بشكل أمثل رفقة ما تتوفر عليه من موارد طبيعية. وإلى جانب النقاش الخاص الذي سيجمع ما لا يقل عن 150 برلماني مغاربي حول مختلف القضايا، فإن مقدّم أعلن المتحدّث عن أن اجتماع آخر لمجلس الوزراء المكلفين بالعلاقات مع البرلمان، ومن غير المستبعد أن يتم خلاله الإعلان عن استقلاليته نهائيا عن مجلس الشورى ليصبح هو الآخر مجلس دائما. ولهذا الغرض فقد وصل أمس إلى الجزائر كل من الأمين العام لاتحاد المغرب العربي، الحبيب بن يحيى، ورئيس مجلس الشورى لاتحاد المغرب العربي الصحبي القروي، والوزير المغربي المكلف بالعلاقات مع البرلمان "إدريس لشقر. كما حلّ كذلك أمين العلاقات مع الحكومة الليبية أصبيع علي أصبيع، وأمين الشؤون الخارجية بمؤتمر الشعب العام الليبي سليمان ساسي الشحومي، ووزير الاتصال والعلاقات مع البرلمان الموريتاني حمدي ولد محجوب، إلى جانب الأمين العام للاتحاد البرلماني العربي نور الدين بوشكوج، والأمين العام المساعد لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي علي أصغر محمدي سيجاني.