يستضيف البرلمان الجزائري ابتداء من اليوم وعلى مدار يومين أشغال الدورة السابعة لمجلس الشورى المغاربي بحضور رئيسي غرفتي البرلمان الجزائري السيد عبد القادر بن صالح رئيس مجلس الأمة والسيد عبد العزيز زياري رئيس المجلس الشعبي الوطني وحوالي 150 نائبا يمثلون برلمانات الاتحاد. ويضم جدول أعمال الاجتماع الذي يحضره أيضا الوزراء المكلفون بالعلاقات مع البرلمان في دول الاتحاد وكذا مسؤولو الهيئات البرلمانية المماثلة في البلدان العربية والإسلامية والإفريقية، تقييم واقتراح حلول عملية تهدف إلى تفعيل عمل المجلس وأجهزته. وستكون المناسبة أيضا فرصة للمصادقة على جدول الانتقال الدوري للجان الخمس للمجلس بالإضافة إلى النظر في وضعية وآفاق الاتحاد. وسيضبط المشاركون كذلك جدول عمل المجلس وتاريخ انعقاد دورته الثامنة كما سيصادق على جدول الانتقال الدوري للجان الست للمجلس. وبدأت الوفود المشاركة في الوصول إلى الجزائر وفي مقدمتها الأمين العام لاتحاد المغرب العربي السيد الحبيب بن يحي ورئيس مجلس الشورى لاتحاد المغرب العربي السيد الصحبي القروي، إضافة إلى الوزير المغربي المكلف بالعلاقات مع البرلمان السيد إدريس لشقر وأمين العلاقات مع الحكومة الليبية السيد أصبيع علي أصبيع وأمين الشؤون الخارجية بمؤتمر الشعب العام الليبي السيد سليمان ساسي الشحومي ووزير الاتصال والعلاقات مع البرلمان الموريتاني السيد حمدي ولد محجوب. كما وصل أمس الى الجزائر الأمين العام للاتحاد البرلماني العربي السيد نور الدين بوشكوج والأمين العام المساعد لإتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي السيد علي اصغر محمدي سيجاني. واستقبل الوفود بمطار هواري بومدين الدولي وزير العلاقات مع البرلمان السيد محمود خذري والأمين العام لمجلس الشورى المغاربي السيد السعيد مقدم ورئيس الشعبة الجزائرية لمجلس الشورى لاتحاد المغرب العربي السيد عيسى خيري. وتكتسي الدورة العادية لمجلس الشورى المغاربي أهمية بالغة كونها تأتي في ظرف تسعى فيه جميع الأطراف المشكلة للاتحاد في إعادة إحياء هذا التكتل وتجاوز العقبات التي تعيق اليوم تحقيق حلم الشعوب في رؤية اتحاد مغاربي قادر على مواجهة التحديات العالمية الراهنة خاصة ما ارتبط بمواجهة زحف العولمة. ويسود الانطباع لدى المشاركين أن هذه الدورة من شأنها أن تطرح نظرة براغماتية للعلاقات بين البلدان الخمسة المشكلة للاتحاد من حيث البحث عن مخرج للجمود الذي يكتنفه حاليا، من خلال تجسيد اقتراح تحويله إلى تكتل اقتصادي مثلما ترافع من اجله الجزائر، وهو الأمر الذي دافع عنه وزير الخارجية السيد مراد مدلسي في الاجتماع الأخير لوزراء خارجية بلدان الاتحاد المغاربي المنعقد بطرابلس الليبية. وأوضح السيد مدلسي في تصريحات صحفية أن الدول الخمسة تناقش حاليا كيفية بلورة فكرة إنشاء مجموعة اقتصادية مغاربية. وبالفعل بدأت هذه الفكرة في التجسيد من خلال إعلان إنشاء بنك مغاربي للاستثمار والتجارة الخارجية. ويراهن المنظمون على هذه الدورة من اجل بلورة أفكار يمكن تنفيذها على أرض الواقع، خاصة وأن الدورة ستعرف مشاركة أكثر من 150 نائبا برلمانيا يمثلون جميع التيارات السياسية في البرلمانات المغاربية بحضور الأمين العام السيد لحبيب بن يحيي، هذا الأخير أكد أكثر من مرة أن الحديث عن جمود هياكل الاتحاد يعتبر ''إجحافا'' في حق التكتل وفي الجهود المبذولة كون مختلف هياكله تعرف نشاطا متواصلا وتعقد اجتماعات دورية لتقييم العمل المنجز في الميدان. ويذكر أن الدورة العادية السادسة لمجلس الشورى المغاربي انعقدت بتونس في جوان 2005 وعرفت تشكيل لجنة جديدة تعنى بالمرأة والطفولة وطرق العناية بهما وأطلق عليها اسم ''لجنة المرأة والطفولة''. ودعا المشاركون في ختام أشغالهم إلى تفعيل الاتحاد واستكمال هياكله وآلياته والتعجيل بعقد القمة المغاربية لتحقيق أهداف الاتحاد وطموحات شعوبه، وحث على استكمال البناء المغاربي من خلال إقامة منطقة للتبادل الحر.