»..إن الغناء مباح بكل حالاته سواء كان بالموسيقى أو بدونها، شريطة أن لا يصاحبها مجون أو سكر أو التلفظ بكلام ماجن، وأنا اتحدى كل من اتهمني هنا بالإتيان بشيء جديد، أؤكد أن لا نص صريح في الكتاب أو السنة يحرم الغناء، فليس في شرع الله تعالى أن لا يستمتع الإنسان بالصوت الندي الحسن، بل جاء فيه ما يحث عليه ويشير إليه، كما في قوله صلى الله عليه وسلم : علمها بلالا ، فإنه أندى منك صوتا. وإنما عاب الله تعالى نكارة صوت الحمير. وقد صح عن عمر رضي الله عنه، أنه قال: الغناء من زاد الراكب، وكان له مغني اسمه »خوات« ربما غنى له في سفره حتى يطلع السحر، وقد تنازع الناس في الغناء منذ القدم، ولن أستطيع في رسالة كهذه أن أنهي الخلاف، وأن أقطع النزاع، ولكني أردت فقط الإشارة إلى أن القول بإباحته ليس بدعا من القول، ولا شذوذا، بل وليس خروجا على الإجماع«. هذا مقتطف من بيان للشيخ عادل الكلباني إمام وخطيب جامع الراجحي الكبير في الرياض نشره على موقعه الرسمي على الإنترنت مدافعا فيه عن فتواه التي أباح فيها الغناء، وهي الفتوى التي أثارت ردود فعل كبيرة في الحجاز وباقي أنحاء العالم الإسلامي خاصة لدى السلفية والوهابية التي ترفض تماما مثل هذه الاجتهادات مهما كانت تحديات العصر التي تواجه المسلمين. المسألة ليست أولوية في الصراع بين الحق والباطل اليوم ولكنها واجهة لخلافات فقهية كثيرة بين مدرسة الرأي ومدرسة الحديث، والفارق فقط اليوم أن الخلاف بدأ ينشأ في مسائل كثيرة من داخل المدرسة السلفية الوهابية وشيوخا لأن الإجماع محال في الفروع أو القياس، وجاء هذه المرة من الرياض بعد تعرض الشيخ محمد الغزالي رحمه الله لوابل من الانتقادات والإساءة بعد كتابه الشهير: »السنة بين أهل الفقه وأهل الحديث« ولم يتجرّأ أحد منذ ذاك التاريخ على الاستمرار في إنضاج مشروعه ورأيه الذي لم يكتمل رغم أننا إلى اليوم نعيش حصاد الخلاف المقصود منعا للاجتهاد وانتصارا للحديث مهما كان على حساب الفقه والرأي وذاك موضوع آخر..! أما بعد: »بعض الشيء أهون من بعض«