انتقد كل من فلورة بوبرغوت، رئيسة جمعية البركة بالجزائر العاصمة وعبد الله بوخالفة رئيس الجمعية لولاية باتنة، إهمال السلطات المعنية تطبيق قانون 2002 الخاص بالمعاق والمراسيم التنفيذية التي جاءت لتدعيم مواده، مبرزين التناقض الصارخ بين الجانبين النظري والتطبيقي في مجال العناية والتكفل بشريحة المعاقين بالجزائر. وأبدى ممثلا جمعية البركة لمساعدة الأشخاص المعاقين حركيا، استياءهما من تصرف بعض السلطات في تذكر هذه الفئة فقط في 14 مارس و3 ديسمبر مع إهمالهم لها طيلة أيام السنة. تحيي جمعية البركة لمساعدة الأشخاص المعاقين حركيا على مستوى كل من ولاية الجزائر العاصمة وولاية باتنة اليوم العالمي للمعاقين، ابتداء من 2 إلى غاية 8 ديسمبر الجاري، فقد أكد السيد بوخالفة عبد الله أن الجمعية ستنظم ابتداء من 2 إلى 4 ديسمبر أياما إعلامية تحسيسية حول قانون الأشخاص المعاقين الصادر سنة 2002 وكذا المراسيم التنفيذية الصادرة بعده في إطار تسهيل تطبيق مواده على أرض الواقع. بوخالفة: معاقو باتنة يعيشون المعاناة الحمراء أكد رئيس جمعية البركة لولاية باتنة السيد عبد الله بوخالفة في تصريح ل ''الحوار'' أن معاقي ولاية باتنة، خاصة الأطفال منهم، يعيشون يوميا معاناة وصفها بالحمراء، على جميع الأصعدة انطلاقا من عدم توفر الإمكانات المادية اللازمة للنهوض بمستواهم المعيشي أو فيما يتعلق بمخلفات المعتقدات والموروث الثقافي والاجتماعي. وأوضح محدثنا أنه حتى على مستوى البلديات الكبرى بولاية باتنة لا يتمتع الشخص المعاق بالحرية والقدرة على التنقل بمفرده دونما الحاجة إلى مساعدة من أشخاص معاقين، فلا الطرقات ولا الشوارع أو الحدائق والساحات العمومية مهيأة بما يمنحه استقلالية وحرية، حيث يشعر الشخص المعاق دائما، قال بوخالفة، بالتبعية ما يدخله في دوامة العقد النفسية وحتى النقمة على نفسه وأحيانا يفكر حتى في عدم الخروج إلى الشارع والتخلي عن أبسط حقوقه في التعلم أو العمل. وأضاف محدثنا، أن نسبة الأطفال المعاقين حركيا والمتمدرسين بالولاية تقدر ب 300 طفل فقط، في حين كان من الممكن أن يكون العدد أكبر من هذا بكثير، إلا أن العديد أو غالبية العائلات الباتنية لا تتمكن من تأمين مقعد دراسي لأبنائها المعاقين سواء لقلة إمكانياتها وعجزها عن توفير كرسي متحرك، أو لحاجة الطفل لمرافقة مستمرة من أحد أفراد عائلته بحكم سكنهم في مناطق نائية وجبلية، أو بسبب الإجراءات البيروقراطية لمدراء المدارس الذين يرفضون استقبالهم بحجة تطلبهم رعاية خاصة. وفي ذات السياق، تطرق بوخالفة إلى جملة المشاكل التي يعاني منها المعاقون بالولاية، خاصة في مجال النقل، فلا يتمتع المعاقون بحقهم في النقل المجاني حسب ما تنص عليه القوانين الخاصة بالمعاقين فكل شخص حامل لبطاقة المعاق من حقه استعمال النقل الحضري بصفة مجانية، لكن السلطات المحلية تطلب منهم استصدار بطاقة خاصة لمجانية النقل، وهو ما تعمل باقي الإدارات المعنية باستصدارها على التماطل في تمكينهم منها. كما يشتكي غالبية الأولياء من غياب التكفل النفسي بأبنائهم المعاقين على مستوى المدارس، وكذا من تأخر تقديم المواعيد لحصص العلاج الفيزيائي وإعادة التأهيل الحركي. وأوضح بوخالفة أن المركز الوحيد موجود على مستوى مستشفى باتنة الجامعي والأهم من ذلك هو تواجد القاعة في الطابق الرابع من مبنى المستشفي الذي لا يتوفر على مصعد كهربائي. وواصل محدثنا أن اللجنة الولائية للتربية الخاصة، والتي تضم كلا من مديرة الصحة ومديرية الشؤون الاجتماعية، وممثلين عن الولاية، لا تقوم بالمهمة الموكلة لها. فلورة: الجزائر تسجل 3 آلاف معاق جديد سنويا أكدت من جهتها رئيسة جمعية البركة لولاية الجزائر فلورة بوبرغوت أن الجزائر تسجل سنويا 3 آلاف إعاقة جديدة سنويا ناجمة عن حوادث المرور، حسب ما كشفت عنه إحصاءات الدرك الوطني والشرطة خلال تدخلاتها المستمرة. وكشفت فلورة عن التناقض الموجود بين تصريحات الجمعيات الوطنية الناشطة في مجال مساعدة المعاقين حركيا وتصريحات وزارة التضامن الوطني، حيث تؤكد الوزارة ان عدد المعاقين حركيا بالجزائر يقدر ب مليون و20 ألف شخص، في حين بقدر العدد الفعلي أكدت فلورة ب 4 ملايين شخص معاق. أما بالنسبة لإحياء اليوم لعالمي فستنظم الجمعية على مستوى بلدية المحمدية بمساعدة امن الدارالبيضاء، يوما إعلاميا تحسيسيا بمخاطر حوادث المرور يوم 8 ديسمبر الجاري.