انقسمت النقابة الوطنية لمستخدمي الإدارة العمومية ) جناح فلفول بلقاسم( على نفسها، وكانت البوادر الأولى لهذا الانقسام ظهرت للعلن منذ بضعة أشهر، واتضحت بشكل جلّي شهر أوت الجاري، حيث عقد المنشقون اجتماعا يوم 5 أوث في باب الزوار بالعاصمة، وقاموا بانتخاب أمانة وطنية موازية لأمانة فلفول وجماعته، ترأسها رابح اسماعيل، العضو القيادي مع فلفول، وقرروا عدم الاعتراف بالقرارات والإجراءات التي تصدر عن فلفول بلقاسم، أو رشيد مالاوي، لأنهما حسبهم لا يمثلون القاعدة العمالية. انشقت مجموعة قياديةّ عن النقابة الوطنية لمستخدمي الإدارة العمومية )جناح بلقاسم فلفول (،الذي هو أصلا منشق عن نقابة »سناباب«، التي يرأسها رشيد معلاوي، وقد كشفت هذه المجموعة القيادية المنشقة عن تنظيمها لاجتماع يوم 5 أوث الجاري، في باب الزوار بالعاصمة، شارك فيه ممثلو 30 ولاية، وشكلوا أمانة وطنية من 15 عضو، يرأسهم رابح اسماعيل، الذي كان أمينا وطنيا مكلفا بالمنازعات في المكتب الوطني الذي يرأسه فلفول كأمين عام. وحسب ما أكدته ندوة صحفية، نشّطها مؤخرا رابح اسماعيل الأمين العام، رفقة عدد من زملائه في أمانة المكتب الوطني، وما تضمنه بيان صادر عن نفس التشكيلة، في الأسبوع الثاني من أوت الجاري، فإن الأمانات الولائية لكل من تلمسان، المدية، تيبازة، والبويرة قد اجتمعت على انفراد بين 9 و16 أوت الجاري، وتدارست الوضعية النظامية للنقابة ، وقد أوضحت للجميع في بيان موحد المضمون، أنها شاركت في الاجتماع المشار إليه، وشكلت مع بقية ممثلي 26 ولاية أخرى أمانة وطنية، عن طريق الإنتخاب، ترأسها رابح اسماعيل، أمينا عاما، وهو عضو قيادي سابق في جناح فلفول، وفي هذه البيانات الموحدة المضمون كلها أكدت أنها قررت عدم الاعتراف بالقرارات والإجراءات ، التي يصدرها كل من فلفول بلقاسم، ومعلاوي رشيد، لأنهما مثلما جاء في هذه البيانات الموحّدة لا يمثلان القاعدة العمالية. وأرجع المنشقون عن فلفول أسباب انشقاقهم هذا لمجموعة كبيرة من المآخذ، هي في واقع أمرها كلّها اتهامات، وانتقادات لاذعة لفلفول بلقاسم، وبدرجة أقل لرشيد معلاوي. وحسب ماجاء على ألسنة الأسماء المنشقة المذكورة سابقا، وما ورد في البيانات التي أصدرتها، ووزّعت على الصحافة الوطنية، واستلمت »صوت الأحرار« نسخا عنها، فإنهم أرجعوها إلى قيام »قيام فلفول بتغليط كل المؤسسات وتوجيه التهم لخصومه جزافا، واستمرار ما أسموه ب »النزاع والعبث باسم النقابة، من قبل الجناحين المتصارعين لكل من فلفول بلقاسم، ومعلاوي رشيد، الذين قالوا عنهما أنهما »ألحقا أضرارا بالغة بالعمال، وبالنقابة، وجمدا نشاط النقابة لمدة ستّ سنوات، وأقصياها من المشاركة في إثراء ومناقشة الملفات ذات الصلة بالشغل، وقوانين العمل المختلفة، وقد وصفوا هذا الأمر ب »الجريمة والخيانة« . ومن الأسباب الأخرى التي أوردتها البيانات، الصادرة عن الفروع النقابية بالولايات الأربع المذكورة سابقا أن فلفول اعتمد في تعيين معظم أعضاء الأمانة الوطنية على ولاية واحدة ، وكذا رؤساء كل الاتحاديات الوطنية، واستغل أموال النقابة منذ 2004، دون حسيب أو رقيب»، هذه كلها اتهامات ووردت وردت في البيان الموحد للولايات المذكورة. ووفق ما أكدت هذه القيادات، فإن الأمانة الوطنية الجديدة راسلت بهذا الخصوص رئاسة الجمهورية، والوزارة الأولى، ووزارة العمل ، وأطلعتها على هذه الحيثيات، ووضع نقابة »سناباب«، ومجمل المخاطر والظروف غير الطبيعية وغير العادية التي تمرّ بها، جراء ما ذُكر من قبل، وأوضحت لهذه الهيئات الثلاث كافة الأسباب التي جعلت هؤلاء النقابيين ينتفضون على رفيق دربهم فلفول بلقاسم، الذي هو في أصله أيضا انتفض على رشيد معلاوي،قبل ست سنوات. وبناء على كل ما تقدم طالبت هذه المجموعة وزارة العمل وقف هذا الوضع، الذي أسمته ب »المهزلة«، وأطلعت الرأي العام على عقد مؤتمر وطني جامع لكل نقابيي سناباب بأجنحتها الثلاث، وهي ترحب بكل من يود المشاركة، وقد التمست من وزارة العمل تسهيل هذه المهمة، التي تهدف إلى الإبقاء على رأس واحد للنقابة، وجمع عمالي موحد.