غدا يعقد الرئيس الأمريكي باراك أوباما عشاء عمل يحضره مجرم الحرب الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والرئيس المصري حسني مبارك والملك الأردني عبد الله الثاني، وبعدها بيوم، أي يوم الخميس، ستبدأ المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. حسب برنامج عشاء العمل فإن مبارك سيلقي كلمة باسم العرب، ولا أحد يعرف متى فوض العرب الرئيس المصري للحديث باسمهم، فالجامعة العربية لم تصدر قرارا بشأن المفاوضات، بل إن قرارات القمة العربية الأخيرة، التي لم يحضرها مبارك، سارت في اتجاه معاكس للاتجاه الذي اختاره عباس بوحي من مبارك وعبد الله الثاني، وهذا يعني أن حضور مبارك وملك الأردن سيكون لتمرير مشروع تصفية القضية الفلسطينية باسم العرب حتى وإن كان كثير من العرب لا يوافقون عليه. بعيدا عن الشكليات، توجه مجرم الحرب الإسرائيلي إلى الأمور الأكثر جدية، فقد نفى نتنياهو في اجتماع لوزراء الليكود في الحكومة تعهده بتمديد العمل بقرار تجميد الاستيطان، وجدد اشتراطه الاعتراف بيهودية إسرائيل في أي اتفاق محتمل مع الجانب الفلسطيني، وهذه هي الشروط الإسرائيلية التي سترسم طريق المفاوضات مع الفلسطينيين، وفي الجهة المقابلة خرج عباس على شعبه من خلال تلفزيون سلطته ليردد نفس الأكاذيب التي سمعناها منذ سنوات طويلة، وهي أن أمريكا قدمت ضمانات، وأن الاستيطان سيجمد، وأن الهدف هو إقامة الدولة الفلسطينية على أراضي 1967 وعاصمتها القدس، ويعلم عباس أن هذا مجرد هراء. إسرائيل أرادت المفاوضات المباشرة دون شروط فكان لها ذلك، ثم هي الآن تريد المفاوضات مع الاستيطان، وفي مرحلة لاحقة المفاوضات دون تنازل عن القدس أو عن أراضي الضفة، ثم مفاوضات بشرط الاعتراف بيهودية إسرائيل، ثم المفاوضات بشرط الالتزام الفلسطيني بعدم المطالبة بأي شيء في المستقبل، وإذا بقي عباس وزمرته جاثمين على صدر الشعب الفلسطيني فسيحقق نتنياهو في عام واحد ما عجز اليهود عن تحقيقه منذ آلاف السنين.