أكد وزراء الخارجية العرب رفضهم كل أشكال الابتزاز من قبل الجماعات الإرهابية كدفع الفديات لتمويل جرائمها، مجددين تأكيدهم على إدانة الإرهاب بجميع أشكاله وصوره ومهما كانت دوافعه ومبرراته، كما شددوا ضرورة التفريق بين الإرهاب والمقاومة المشروعة. تبنى أمس وزراء الخارجية العرب في دورتهم العادية الأخيرة بالقاهرة ضمن بند الإرهاب الدولي، وسبل مكافحته اقتراح الجزائر القاضي برفض كل أشكال الابتزاز من قبل الجماعات الإرهابية بالتهديد أو قتل الرهائن، أو طلب فدية لتمويل جرائمها الإرهابية. وفي ذات الصدد دعا الوزراء، الدول العربية التي لم تصادق على الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب إلى المصادقة على الاتفاقية، مجددين تأكيدهم على إدانة الإرهاب بجميع أشكاله وصوره ومهما كانت دوافعه ومبرراته وضرورة التفريق بين الإرهاب والمقاومة المشروعة، ضد الاحتلال وعدم اعتبار العمل المقاوم عملا إرهابيا مع الأخذ بالاعتبار أن قتل الأبرياء لا تقره الشرائع السماوية ولا المواثيق الدولية. كما شددوا مجددا على رفض الخلط بين الإرهاب والدين الإسلامي الحنيف الذي يدعو إلى إعلاء قيم التسامح ونبذ الإرهاب والتطرف، وضرورة العمل على معالجة جذور الإرهاب وإزالة العوامل التي تغذيه من خلال القضاء على بؤر التوتر وازدواجية المعايير في تطبيق الشرعية الدولية ووضع حد للاحتلال الأجنبي والظلم والاعتداء على حقوق الإنسان وكرامته. وقد تمت خلال الدورة، الإحاطة بالجهود التي بذلتها المجموعة العربية في الأممالمتحدة ودعوتها إلى استمرار التنسيق مع المجموعات الإقليمية، من أجل عقد دورة خاصة للجمعية العامة للأمم المتحدة أو عقد مؤتمر دولي تنظمه الأممالمتحدة والإسراع في إعداد اتفاقية الأممالمتحدة الشاملة حول الإرهاب تتضمن تعريفا محددا للإرهاب متفق عليه دوليا يأخذ في الاعتبار التمييز بين الإرهاب والحق المشروع للشعوب في مقاومة الاحتلال والعدوان. وكان كمال رزاق بارا، مستشار لدى رئيس الجمهورية، حذر في تدخل له بمناسبة الاجتماع الثاني لمنظمة الأممالمتحدة حول الإستراتيجية العالمية ضد الإرهاب الذي عقد من 7 إلى 9 سبتمبر في نيويورك، وخصص لموضوع »الفدية كوسيلة لتمويل الإرهاب«، من التهديد الخطير المحدق بالأمن الدولي بسبب ظاهرة احتجاز الرهائن من طرف المجموعات الإرهابية وطلب الفدية وإطلاق سراح الإرهابيين مقابل إطلاق سراح الرهائن، حيث دعا إلى اتخاذ إجراءات لإجبار الدول على احترام التزاماتها.في هذا الشأن. وذكر خلالها بارا أن فعالية الإجراءات المتخذة لحد الآن لمكافحة تمويل الإرهاب الدولي »أجبرت المجموعات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم القاعدة على اللجوء إلى طرق بديلة لا سيما منها التهريب والمتاجرة في المخدرات والأسلحة وكذا عمليات الاختطاف مقابل دفع الفدية«، مضيفا أن»ذلك ما يجري فعلا في منطقة الساحل الإفريقي، حيث أصبح هذا العمل نمط تمويل مربح بالنسبة للمجموعات الإرهابية التي تنشط تحت لواء القاعدة«، كما أشار إلى أشار إلى أن عمليات الاختطاف التي استهدفت غربيين في الساحل الإفريقي جلبت للإرهابيين أكثر من 50 مليون أورو، يضاف إليها مبلغ 100 مليون أورو في أشكال مختلفة.