أكد التقرير الوطني الثاني حول الانجازات المحققة في مجال أهداف الألفية من أجل التنمية للفترة الممتدة من 2005 إلى 2010، بلوغ الجزائر لأغلبية هذه الأهداف قبل موعد 2015 بفضل برنامج الاستثمار 2010-2014 الذي سطرته والذي يشدد على ضرورة إرساء شراكة دولية ناجعة تأخذ بعين الاعتبار احتياجات الدول النامية لتحقيق جميع الأهداف المرجوة. جاء في التقرير الوطني الثاني الذي يغطي الفترة الممتدة من 2005 إلى 2010 من أهداف الألفية من أجل التنمية، أن الجزائر قد تمكنت من بلوغ أغلب الأهداف المسطرة قبل موعد 2015، وهي الأهداف التي حددتها منظمة الأممالمتحدة في ثمانية معايير تتعلق بكل من الحد من الفقر المدقع والجوع، ضمان التعليم الابتدائي للجميع والمساواة بين الجنسين واستقلالية المرأة، إلى جانب الحد من نسبة الوفيات لدى الأطفال وتحسين صحة الأمومة، مكافحة فيروس فقدان المناعة المكتسبة والملاريا وغيرها من الأمراض، بالإضافة إلى المحافظة على البيئة وإرساء شراكة عالمية. ففيما يتعلق بالحد من الفقر المدقع والجوع بين التقرير أن النسبة العامة للفقر تراجعت من 14.1 بالمائة لدى سكان الجزائر في سنة 1995 إلى 5 بالمائة في سنة 2008، كما حددت عتبة الفقر الغذائي بمستوى المدخول الذي يمكن به اقتناء منتوجات غذائية تقدر نسبة الحريرات ب 2100 حريرة يوميا ولكل فرد، لتنتقل بذلك نسبة السكان الجزائريين الذين يعيشون بنسبة تفوق دولار واحد للفرد وفي اليوم من 1.9 بالمائة في سنة 1988 إلى 0.9 بالمائة في سنة 2015، وبذلك تكون الجزائر قد حققت الهدف الأول من هذه الأهداف إذ تبقى أكبر نسبة من الفقر مثلما حددت ضمن هذه الأهداف ضئيلة بالجزائر يمكن القضاء عليها نهائيا. من جهة أخرى، أوضح تقرير الجزائر أن هدف التربية للجميع بخصوص التدريس قد تم بلوغه، حيث ارتفعت نسبة تدريس الأطفال الذين يبلغ سنهم 6 سنوات من 43 بالمائة في سنة 1966 إلى 97.96 بالمائة في سنة 2009، مما يعني أن هذه النسبة التي تصنف الجزائر في نفس المركز مع بعض البلدان المتطورة، كما بلغ عدد أطفال الطور الابتدائي أكثر من 3.3 مليون خلال 2009-2010 و3.05 مليون تلميذ في الطور المتوسط وأكثر من 1.17 مليون تلميذ بالنسبة للطور الثانوي. وواصل التقرير الذي بين أن تنفيذ البرنامج التكميلي الموجه لدعم التنمية 2005-2009، قد سمح بتعزيز النتائج المحصل عليها اثر برنامج دعم الإنعاش الاقتصادي 2001-2004 في مجال استحداث مناصب شغل وتقليص نسبة البطالة، تميزت الفترة الممتدة من 2005 إلى 2009 باستحداث حوالي 1.3 مليون منصب شغل وتراجع نسبة البطالة من 15.3 بالمائة في سنة 2005 إلى 10.2 بالمائة في سنة 2009، فضلا عن تراجع نسبة الفتيات في مجال التكوين المهني من 39.7 بالمائة في سنة 2000 إلى 35.3 بالمائة في سنة 2009 كون الفتيات يفضلن التوجه نحو الدراسات الثانوية والجامعية بدلا من التكوين المهني. وحول ذلك، ارتفعت نسبة الفتيات في التعليم العالي عن نسبة الذكور، حيث قدرت نسبة الطالبات المسجلات في مرحلة التدرج بت 63.4 بالمائة خلال سنتي 2008-2009، لتكون بذلك أكثر من 1.45 مليون امرأة جزائرية تشغل مناصب غالبا ما تكون هامة خصوصا في قطاعات التربية والصحة، القضاء، الشرطة الوطنية والجيش الوطني الشعبي. وفيما يخص تقليص نسبة الوفيات لدى الأطفال، أشار التقرير إلى أن نسبة الوفيات لدى هذه الفئة انتقلت من 142 في الألف في سنة 1970 إلى 25.5 في الألف في سنة 2008، كما أن نسبة الوفيات لدى الأمهات قد تراجعت بشكل محسوس إذ بلغت 86.2 في 100 ألف في سنة 2008 مقابل 97.2 بالمائة في سنة 2009 مع تحسين التغطية الصحية الموجهة للأمومة والطفولة.