أكد وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي في مداخلته خلال الجلسة الأخيرة للقمة حول أهداف الألفية من أجل التنمية، أن الجزائر تلتزم بعزم بتحقيق أهداف الألفية من أجل التنمية من خلال إدراج التنمية الاقتصادية والاجتماعية ضمن برنامج الاستثمار الجديد 2010-,2014 مشيرا إلى أن العديد من هذه الأهداف تم بلوغها قبل الآجال المحددة بسنة .2015 وأوضح الوزير أمام المشاركين في الجلسة التي تم عقدها في إطار الدورة ال65 للجمعية العامة لمنظمة الأممالمتحدة، أنه ''يمكن الجزم اليوم بأن الجزائر التي قدمت تقريرها الوطني الثاني حول التطورات المحققة في تنفيذ أهداف الألفية من أجل التنمية، بلغت فعلا العديد من هذه الأهداف، ولاسيما في مجالي مكافحة الفقر والتربية، مقترحا بالمناسبة اعتماد مناهج أخرى لتحسين نتائج البلدان النامية في هذا الالتزام العالمي ولا سيما فيما تعلق بمكافحة الفقر. ولدى عرضه لحصيلة الإنجازات، أشار السيد مدلسي إلى أن نسبة الفقر بالجزائر تراجعت من 7,1 بالمائة سنة 1990 إلى 5,0 بالمائة سنة ,2009 وأن أكثر من مليون مسكن تم إنجازه خلال الفترة 2005-,2009 خصص جزء كبير منها للقضاء على البنايات الهشة. كما سجل في مجال التربية ارتفاع نسبة تمدرس الأطفال الذين تبلغ أعمارهم 6 سنوات من 93 بالمائة سنة 1999 إلى 96,97 بالمائة سنة .2009 وبعد أن ذكر بأن ميثاق الألفية حول أهداف الألفية من أجل التنمية المصادق عليه سنة 2000 من طرف الجمعية العامة لمنظمة الأممالمتحدة، كان يسعى إلى تحقيق صحوة المجتمع الدولي أمام أزمة التنمية وإلى الالتزام بتجديد الدعم للبلدان الأكثر هشاشة، أعرب الوزير عن ارتياحه للنتائج التي حققتها بعض البلدان، قبل خمس سنوات من الآجال المحددة (2015)، لكنه تأسف لكون الكثير من البلدان ما تزال تعاني من تأخر في تجسيد هذه الأهداف. وقدم المتحدث بالمناسبة اقتراحات حول العمل المستقبلي في إطار تحسين نتائج البلدان النامية في مجال تحقيق هذه الأهداف، شملت بالأساس ضرورة رفع المساعدة العمومية للتنمية طبقا للالتزامات الدولية، ولاسيما منها تلك التي تم اتخاذها ضمن مجموعة الثماني، وكذا تقديم مهلة لتسديد ديون البلدان النامية التي تواجه صعوبات قصد إكمال المبادرات المتعددة الأطراف أو الثنائية التي تم تبنيها لإلغاء أو تخفيف عبء ديون البلدان الأكثر حرمانا. كما اقترح ضرورة أن تشجع البلدان المصنعة ارتفاع تدفقات الاستثمار المباشر في اتجاه البلدان الأكثر حرمانا وتحسين دخول المنتوجات التي تصدرها البلدان النامية إلى أسواق البلدان المتقدمة. وفي سياق متصل أبرز التقرير الوطني الذي عرضته الجزائر على الأممالمتحدة والذي يغطي الفترة الممتدة من 2005 إلى ,2010 أنه بالرغم من الأزمة الاقتصادية العالمية، فقد استمرت الجزائر في تسجيل نتائج جيدة في إطار تحقيق أهداف الألفية من أجل التنمية، إذ بلغت العديد منها قبل آفاق سنة 2015 التي حددتها منظمة الأممالمتحدة.ويؤكد التقرير أنه فيما يتعلق بتقليص نسبة الفقر والمجاعة فإن السكان الجزائريين الذين يعيشون بنسبة تقل عن دولار واحد للفرد في اليوم، تراجعت من 9,1 بالمائة في سنة 1988 إلى 5,0 بالمائة في سنة ,2009 ''وعليه فقد تم تحقيق الهدف الأول من هذه الأهداف إذ تبقى أكبر نسبة من الفقر مثلما حددت ضمن هذه الأهداف ضئيلة بالجزائر ويمكن القضاء عليها نهائيا''. وسجل التقرير أن تنفيذ البرنامج التكميلي الموجه لدعم التنمية 2005-2009 سمح بتعزيز النتائج المحصل عليها في برنامج دعم الإنعاش الاقتصادي 2001-,2004 في مجال استحداث مناصب شغل وتقليص نسبة البطالة، مشيرا إلى أن الفترة الأخيرة تميزت باستحداث حوالي 3,1 مليون منصب شغل وتخفيض نسبة البطالة بشكل مستمر، حيث تراجعت من 3,15 بالمائة في سنة 2005 إلى 2,10 بالمائة في سنة ,2009 بينما تراجعت النسبة العامة للفقر من 1,14 بالمائة في سنة 1995 إلى 6,5 بالمائة في سنة ,2006 ثم إلى 5 بالمائة في سنة .2008 كما أشار التقرير إلى تخصيص 40 بالمائة من موارد برنامج الاستثمارات العمومية بالنسبة لفترة 2010-2014 للتنمية البشرية، كالتربية والتكوين والصحة والسكن والفلاحة. وبخصوص هدف الألفية الخاص بالتربية أوضحت الوثيقة أن نسبة تدريس الأطفال الذين يبلغ سنهم 6 سنوات، ارتفعت من 43 بالمائة في سنة 1966 إلى 69 بالمائة في سنة 1999 لتبلغ 96,97 بالمائة في سنة ,2009 وهي النسبة التي تصنف الجزائر في نفس المركز مع بعض البلدان المتطورة وتؤكد بأن هدف التربية للجميع بخصوص التدريس قد تم بلوغه. وفيما يتعلق بهدف ترقية المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، تمت الإشارة إلى أن توزيع المتمدرسين على أساس كل جنس بالنسبة لسنة 2008-2009 بلغت نسبته 38,47 بالمائة لدى الأطفال في الطور الابتدائي و72,48 بالمائة في الطور المتوسط و95,57 بالمائة في الطور الثانوي، أما نسبة الفتيات في التعليم العالي فقد ارتفعت عن نسبة الذكور، وبلغت نسبة الطالبات الحاصلات على شهادات مرحلة التدرج 4,63 بالمائة خلال الموسم 2008-,2009 مع الإشارة إلى أن أكثر من 45,1 مليون امرأة جزائرية تشغل مناصب غالبا ما تكون هامة خصوصا في قطاعات التربية والصحة والقضاء والشرطة الوطنية والجيش الوطني الشعبي. وبالنسبة لهدف تقليص نسبة الوفيات لدى الأطفال، فقد تراجعت النسبة من 142 في الألف في سنة 1970 إلى 5,25 في الألف في سنة .2008 أما بخصوص الهدف المتعلق بتحسين صحة الأمومة فتشير الوثيقة إلى أن نسبة الوفيات لدى الأمهات تراجعت إلى 2,86 في 000,100 في 2008 مقابل 215 في 000,100 في ,1992 بينما انتقلت نسبة الولادة في الوسط المدعم من 76 بالمائة في سنة 1992 إلى 2,97 بالمائة في سنة ,2009 مع تحسين التغطية الصحية الموجهة للأمومة والطفولة. بالنسبة للهدف السادس الخاص بمكافحة فيروس فقدان المناعة المكتسبة (السيدا) والملاريا وغيرها من الأمراض، أوضح التقرير أن الجزائر تعد من بين الدول التي تعرف نسبة ضئيلة من انتشار الأمراض، ب1,0 بالمائة بالنسبة لفيروس السيدا، حيث منذ تشخيص أول حالة في 1985 بلغ عدد الحالات المؤكدة في 31 ديسمبر ,2009 مايعادل 1028 حالة، بينما بلغ عدد حاملي الفيروس 4179 شخصا، وتمت الإشارة في هذا الصدد إلى أن 61 مركز تشخيص سري ومجاني، تم فتحه على المستوى الوطني، فيما تعزز الجهاز المؤسساتي للتكفل بإنشاء الوكالة الوطنية للدم وإنشاء 8 مراكز مرجعية للتكفل بمرض فقدان المناعة المكتسبة. وفيما يخص الملاريا انتقل عدد حالات الإصابة بهذا المرض إلى 92 حالة في سنة ,2009 من بينها 88 مستوردة مقابل 152 في سنة ,1990 مع نسبة وفاة منعدمة. وفي إطار الهدف المتعلق بضمان بيئة مستدامة، حققت الجزائر حسب التقرير إنجازات كبرى بفضل البرنامج الوطني للتسيير المدمج للنفايات البلدية، كما حققت تقدما معتبرا في مجال مكافحة التلوث الصناعي والجباية البيئية ونسبة المناطق الغابية بفضل سياسة التجديد الريفي وتحسين نسبة استعمال كافة الموارد المائية، وارتفعت نسبة السكان المستفيدين من الماء الشروب إلى 95 بالمائة في سنة 2009 بينما بلغ الربط بشبكات التموين بالماء الشروب نسبة 93 بالمائة. وبشأن إرساء شراكة عالمية من أجل التنمية والتي تمثل الهدف الثامن والأخير في إطار أهداف الألفية حول التنمية، ذكرت الوثيقة بمباشرة الجزائر للعديد من النشاطات من أجل إقامة نظام تجاري ومالي متعدد الأطراف، علاوة على عملها على تلبية الاحتياجات الخاصة للدول الأقل تطورا، وتبنيها لسياسة مالية حذرة، ليخلص التقرير إلى أن الجزائر قد بلغت أغلبية أهداف الألفية للتنمية قبل موعد .2015 وللإشارة فقد جمعت وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي على هامش الدورة ال65 للجمعية العامة للأمم المتحدة محادثات مع العديد من الشخصيات الدولية، حيث عقد أول أمس جلسة عمل مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية، السيد كريستوفر روس، وسمح اللقاء للطرفين بتبادل وجهات النظر حول الوضع في الصحراء الغربية وآفاق البحث عن حل لهذه المسألة. كما تحادث السيد مدلسي مع نظيريه النمساوي والسلوفيني على التوالي السيدين مايكل سبيندليغر وسامويل زبوغار، ومع مساعد كاتب الدولة الأمريكي المكلف بشؤون الشرق الأوسط السيد جوفري فيلتمان وكاتب الدولة البريطاني المكلف بشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا السيد اليستر بارت. وكان قبلها قد التقى السيد تود ستيرن المبعوث الخاص لأوباما المكلف بالمناخ، وبحث معه آفاق المفاوضات حول مكافحة غازات الاحتباس الحراري، ترقبا لانعقاد اجتماع على مستوى عال للدول الأعضاء في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية المزمع عقدها شهر نوفمبر المقبل في كانكون بالمكسيك. كما التقى السيد مدلسي نظيره المالطي السيد تونيو بورغ الذي استعرض معه العلاقات الثنائية ومسائل ذات اهتمام مشترك. واستقبل من طرف السيد علي عبد السلام تريكي رئيس الجمعية العامة السابقة للأمم المتحدة.