دعت شخصيات برلمانية ومنظمات غير حكومية ومناضلون في مجال حقوق الإنسان، أول أمس، من مقر الجمعية الوطنية الفرنسية خلال مائدة مستديرة حول »تصفية استعمار الصحراء الغربية: مسؤولية الأممالمتحدة ودور فرنسا« إلى الضغط على مستوى المؤسسات من أجل تحسيس الرأي العام العالمي بضرورة التعجيل بتمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره. تطرقت الخبيرة في الشؤون الدولية مايا صالحي إلى السياق القانوني وأصل النزاع بين الصحراء الغربية والمغرب ومسؤولية الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي في وضع حد لهذا الوضع المتعلق ب »تصفية الاستعمار«. وأوضحت بعد التذكير باللائحة 1514 حول تصفية الاستعمار أن ما يجعل الحالة الصحراوية استثنائية هو كون »الأراضي الصحراوية وجدت نفسها أمام قوة محتلة مباشرة لدى خروج محتل آخر«. وأضافت أن الأمر يتعلق بحالة استعمار غير شرعي وخرق للقانون الدولي، »مما يشرك مسؤولية الدول في مواجهة هذه الخروقات لحقوق الإنسان من قبل المغرب«. ويرى البرلماني الفرنسي فرانسيس جاكوب أن لبلده مسؤولية رئيسية في الرجوع بمسألة تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية إلى الواجهة منوها بالمقاومة»المثالية« ل20 ألف صحراويا أقاموا مخيمات خارج مدينة العيونالمحتلة للتعبير على احتجاجهم، قائلا إن الأمر يتعلق »بشعب يطالب لدى المجموعة الدولية بحقه الشرعي في الالتحاق بركب الأمم«. كما طالب المتدخلون السلطات المغربية ب»تسهيل« مهمة المينورسو، داعين إلى إنشاء »هيئة« أخرى تعنى بالسهر على احترام حقوق الإنسان بالأراضي المحتلة. وأشارت المناضلة الصحراوية، أمينتو حيدار إلى أنه يوجد أكثر من 500 صحراوي ضحية للاختفاءات القسرية، حيث يرفض المغرب الإدلاء بظروف اختفائهم وقالت أن العشرات منهم دفنوا بمقابر جماعية، مضيفة أن الصحراء الغربية لا تزال تحت الحصار العسكري مع منع دخول الصحافة والمراقبين الدوليين. كما تطرق المنسق الصحراوي لدى بعثة الأممالمتحدة من أجل تنظيم استفتاء بالصحراء الغربية المينورسو إلى الاستغلال غير الشرعي لثروات الصحراء الغربية من قبل المغرب، معتبرا أن هذا الأخير ليس قوة حاكمة وإنما قوة محتلة. وشجب نفس المتحدث الدول الأوروبية التي منحت الوضع المتقدم لهذا البلد، داعيا القارة الأوروبية إلى مراجعة أوراقها بخصوص هذه المسألة. وفي تدخله كمنشط للنقاش، دعا رئيس الجمعية الأوروبية لمساندة الشعب الصحراوي، بيار غالان عقب مائدة مستديرة مع البرلمانيين إلى توجيه رسائل إلى الرئيس نيكولا ساركوزي والأمين العام الأممي ورئيس مجلس حقوق الإنسان بجنيف حول المأساة التي يعيشها الصحراويون حاليا بمخيمات بوجدور والعيون والسمارة.