سلطت محكمة الجنايات بمجلس قضاء قسنطينة، أمس الثلاثاء، على الإرهابي "شروانة الحاسن" حكم السجن النافذ لمدة 10 سنوات، مع حرمانه من حقوقه المدنية، وهو الحكم الذي سبق وأن صدر في حق المتهم غيابيا في 19 مارس 2007 وهو لا يزال في حالة فرار إلى الآن. تورط في قضية الحال ثلاثة إرهابيين من عائلة واحدة انخرط اثنان منهم في الجماعة السلفية للدعوة والقتال في سنة 2003 والثالث كان يقوم بتمويلهم بالمعلومات وتحركات الأمن والمواد الغذائية، ويتعلق الأمر بالوالد "شروانة الحاسن" المولود في 1954 بعين ولمان ولاية سطيف، وولديه كل من شروانة عبد المومن، وعبد الحميد الذي ما يزال إلى يومنا هذا في حالة فرار، يقطنون ببلدية حامة بوزيان. القضية تعود إلى تاريخ 14 جانفي 2007 عندما ألقي القبض على الإرهابي "شروانة عبد المومن" وهو بصدد تموين الجماعة المسلحة بالمواد الغذائية، واعترف هذا الأخير أنه كان يقوم بزيارة والد شقيقه اللذان كانا في جبل البرّي بونعجة الواقع بين سكيكدة وميلة، وتوبع "عبد المومن" على إثرها بجناية تمويل جماعة إرهابية، واستفاد على حكم البراءة، في الوقت الذي كان فيه الوالد وشقيق المتهم وابنه عبد الحميد في حالة فرار، وأدين المتهم شروانة الحاسن ب 20 سنة سجنا غيابيا ومواصلة أمر القبض الجسدي على ابنه عبد الحميد. وقد تم القبض على المتهم الرئيسي "شروانة الحاسن" في شهر أكتوبر من السنة الماضية 2007 إثر اصطدام مسلح بينه رفقة مجموعة إرهابية أخرى وبين عناصر الشرطة، واستمعت الجهة المحققة إلى أقواله تحت حراسة مشددة، سيما وهو متابع في قضايا إرهابية أخرى منذ سنة 2003 رفقة مجموعة أخرى أعلنت عن معارضتها للنظام واختيارها العمل المسلح، قضى فيها الإرهابي حوالي 10 سنوات في الجبل مع الجماعات الإرهابية التي كلفته بجمع الأموال عن طريق السطو على المنازل ليلا وهم مدججون بالسلاح، إلى أن وقع فريسة المرض وقضى معظم وقته في الجبل طريح الفراش. واعترف "شروانة الحاسن" أنه ضمن الجماعة السلفية للدعوة والقتال، مضيفا أمام هيئة المحكمة أنهم كانوا في حالة فرار من عناصر الأمن لكن الأقدار أسقطتهم في قبضة الأمن الموازي حسب ما وصفه القاضي رئيس الجلسة. وقد أكد ممثل الحق العام على فظاعة الجريمة التي خطط لها الأب وولداه وما لحق المواطنين من عنف ورعب وهم يواجهون جماعة مسلحة ب "الكلاشنيكوف" واجهتهم ليلا وسلبت منهم أموالهم مما أدخل في قلوبهم الرعب، وأكد النائب العام أن المتهم يشكل خطرا على المجتمع كونه منخرطا في الجماعة المسلحة للدعوة والقتال وهي من أخطر الجماعات سفكا للدماء، سيما وهي ما تزال تقر على جهلها بقانون السلم و المصالحة الوطنية، مضيفا أن ادعاء المتهم بأنه كان يجمع الزكاة باطل ولا يقبله منطق، لأن جمع الزكاة لا يكون بالنار والحديد وفي جنح الظلام، ملتمسا من هيئة المحكمة المصادقة على الحكم الغيابي و إدانة الإرهابي شروانة الحاسن ب: 20 سنة سجنا نافذا. أما دفاع المتهم فقد أوضح أن موكله كان مخيرا بين تنفيذ أوامر الجماعة أو تعرضه إلى التصفية الجسدية، فضلا على أنه كان مهددا من طرف أحد أقربائه وهو كذلك "إرهابي" يدعى "شروانة عمار" المتواجد حاليا في سجن بوصوف قسنطينة، وقد أدانت محكمة الجنايات لمجلس قضاء قسنطينة في مداولتها على الإرهابي "شروانة الحاسن" بالسجن 10 سنوات ومنعه من كل حقوقه المدنية، مع أمر القبض الجسدي على الإرهابي "شروانة عبد الحميد" الذي ما يزال في حالة فرار.