أكد الأسير السابق، الباحث المختص في شؤون الأسرى، عبد الناصر فروانة، بأن إسرائيل مستمرة في استخدام الأسرى حقول لتجارب الأدوية المختلفة وأنها لم تتوقف عن ذلك، بل بالعكس الجرائم تزداد والتصاريح التي تمنحها وزارة الصحة لشركات الأدوية تزداد سنويا بنسبة 15 بالمائة، وأن عدد الأسرى المعرضين لذلك في ارتفاع مضطرد، وهذا ما يفسر تزايد أعداد الأسرى المرضى في سجون الاحتلال الإسرائيلي وظهور أمراض غريبة وخبيثة فردية وجماعية ، مما يشكل خطرا حقيقيا على صحة الأسرى عموما . جاءت تصريحات فروانة هذه خلال ورقة عمل قدمها خلال مشاركته في ملتقى الجزائر لنصرة الأسرى في سجون الاحتلال، الذي اختتم أول أمس، بعنوان »الأسرى الفلسطينيون حقل تجارب للأدوية الإسرائيلية« وأن أكثر من خمسة آلاف تجربة تجرى سنويا على أجسادهم. وتطرق فروانة في مداخلته إلى ثلاث محاور أساسية وهامة، متشابكة ومتصلة ببعضها البعض، حيث تطرق في المحور الأول إلى الأوضاع الصحية والمعيشية السيئة والتي هي كفيلة بتحويل الأسرى الأصحاء إلى مرضى في ظل سياسة الإهمال الطبي والحرمان من العلاج وسوء التغذية. وأكد في ذات الورقة على أن غالبية المعتقلين الفلسطينيين يواجهون مشكلة في أوضاعهم الصحية، فيما يوجد قرابة 1500 أسير بحاجة إلى علاج عاجل وأن العشرات منهم يعانون من أمراض خطيرة وخبيثة. وفي المحور الثاني تطرق فروانة إلى استخدام الأسرى حقول لتجارب الأدوية وأسهب في ذلك مستحضرا تصريحات عضو الكنيست الإسرائيلي داليا ايتسك التي كشفت عام 1997 عن منح وزارة الصحة ألف تصريح سنويا لشركات الأدوية لإجراء تجارب على أجساد الأسرى، وكذلك شهادة آمي لفتات رئيس شعبة الأدوية بوزارة الصحة التي أكدت على أن زيادة سنوية مقدارها 15بالمائة تمنح لشركات الأدوية على حجم التصاريح الممنوحة لها لإجراء تجارب الأدوية على الأسرى وفي هذا المحور استحضر بعض شهادات الأسرى والأمثلة الحية التي تؤكد على ذلك وكر العديد من أسماء الأسرى الذين أصيبوا بأمراض خبيثة داخل السجن أو ظهرت الأمراض عليهم بعد التحرر بسبب آثار السجن والتجارب والأوضاع المأساوية. وأشار فروانة بأن النازيين كانوا هم أول من استخدموا الأسرى حقول لتجارب الأدوية، وهناك تشابه كبير لما يجرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وما يبرز من أمراض فردية وجماعية غريبة مع ما كان يحدث ويبرز في المعتقلات النازية وعلى سبيل المثال لا الحصر التسمم الجماعي . وفي ذات السياق أكد فروانة بأن وجود قرابة ثلاثة آلاف أسير في سجني نفحة وريمون وفي معتقل النقب يشكلون ما نسبته 45 بالمائة من مجموع الأسرى يتعرضون لتجارب بيئية جماعية لا سيما وأن منطقة صحراء النقب خطيرة من الناحية البيئية نظرا لوجود مفاعل ديمونا وتأثير مخلفاته السامة، وأن وزارة البيئة الإسرائيلية نشرت في جانفي/ يناير الماضي تقريرا حذرت فيه من خطورة وجود نفايات سامة وخطيرة على حياة البشر في منطقة النقب وهي المنطقة المقام عليها السجون المذكورة، وقالت بأن المنطقة قريبة من مفاعل ديمونا وتستخدم لدفن النفايات النووية ومادة الإسبست التي تؤدي إلى الإصابة بأمراض مسرطنة، مبينا بأن منطقة النقب ملاصقة للحدود المصرية، وهي منطقة عسكرية إستراتيجية للاحتلال وهو يخضع بذلك الأسرى لتجارب البيئية للاستفادة منها ولمعرفة مدى تأثرهم من البيئة هناك وتجنيب الجنود من أمراض يمكن أن تصيبهم أو إيجاد العلاج اللازم إذا ظهرت وفي كل الأحوال الأسرى هم الضحية، وهذا ما يفسر ظهور أمراض خطيرة وتزايد عدد الأسرى المصابين بالسرطان في السنوات الأخيرة. وفي المحور أكد فروانة على ضرورة الاهتمام بالأسرى داخل السجون والعمل الجاد من أجل تفعيل قرار منظمة الصحة العالمية التي اتخذته في مايو/أيار الماضي ومما تضمنه نص القرار إدانة إسرائيل لإهمالها الأوضاع الصحية للأسرى الفلسطينيين داخل سجونها وتشكيل لجنة دولية من الأطباء المتخصصين للكشف عن الحالات المرضية الحرجة وتقديم العلاج السريع لهم .....الخ وفي ذات المحور دعا إلى ضرورة الاهتمام بالأسرى المحررين وإجراء فحوصات دورية لهم وتوفير الرعاية الصحية لهم لا سيما وأن أمراضا كثيرة تظهر عليهم بعد التحرر لها علاقة بالسجن وآثاره ولربما بتجارب الأدوية.