كشف الشريف رحماني وزير البيئة وتهيئة الإقليم، خلال حفل التوقيع على اتفاق الشراكة مع الصندوق العالمي للبيئة، ممثلا في مديرته العامة مونيك باربي، عن تخصيص ميزانية قدرها 20.2 مليون دولار، لتجسيد برنامج الطاقات المتجددة بمدينة بوغزول، وجعلها مدينة نموذجية خالية من الغازات السامة وفوضى العمران، حيث تساهم الحكومة بمبلغ 12 مليون دولار، في حين التزمت المديرة العامة للصندوق العالمي بدعم قدره 8.2 مليون دولار. أكد الشريف رحماني، أمس، لدى توقيعه اتفاق التعاون مع الصندوق العالمي للبيئة، بجنان الميثاق، بحضور المديرة العامة مونيك باربي، والأمين العام لوزارة الطاقة والمناجم والأمين العام للمركزية النقابية عبد المجيد سيدي السعيد، وبعض السفراء، ومنهم السفير الفرنسي، على أهمية المخطط الوطني لتهيئة الإقليم وحماية البيئة الذي سطرته الحكومة، مبرزا التحديات المطروحة التي يتوجب مواجهتها من خلال جملة من الآليات، لخّصها في إعادة النظر في فوضى العمران، والسعي لإحداث توازن على مستوى الإقليم. وذكر الوزير أن ما لا يقل عن 80 بالمائة من سكان الجزائر يتمركزون في الساحل، في حين تبقى الهضاب العليا تعاني من اختلالات ديموغرافية، وهو ما جعله يؤكد أهمية المدن الجديدة على غرار بوغزول، وسيدي عبد الله، وحاسي مسعود والمنيعة، والتي يجب أن تكون نموذجية من حيث التصميم والتخطيط وكذلك استخدام الطاقات المتجددة، من أجل المحافظة على البيئة والاقتصاد في استهلاك الطاقات التقليدية،التي تؤثر سلبا على المناخ وعلى البيئة والإنسان. رحماني الذي شدد على التحديات الكبرى التي تطرحها المدن، سواء من حيث الاكتظاظ أو الفوضى العمرانية أو غيرها من المشاكل التي أضحت تؤثر على البيئة والمحيط، أوضح أن سكان المدن في الجزائر سيصل حدود 14 مليون ساكن مع حلول 2030 وهو ما يتطلب التحضير من الآن للتكيف مع التحولات التي تعرفها البيئة. واعترف الوزير أن هذه المهمة تقتضي ضرورة تنسيق الجهود مع كل الفاعلين في المجتمع من أجل التحسيس بمخاطر الاعتداء على البيئة والمحيط وأيضا من أجل المساهمة في تطبيق الإستراتيجية الوطنية لحماية البيئة وتهيئة الإقليم. ومن هنا يعتقد الوزير أن الرهان على المدن الجديدة، مثل بوغزول وغيرها، سيكون من بين المخارج المطروحة لحماية تدهور الإقليم والبيئة، وهو ما ذهبت إليه المديرة العامة للصندوق العالمي للبيئة، حين شدّدت على أهمية التخطيط والتنسيق العمراني واستعمال الطاقات المتجددة في مدينة بوغزول وجعلها خالية من الغازات، مضيفة أن الشراكة بين الهيئة التي تمثلها والجزائر تهدف لتكون نموذجا ليس على المستوى الوطني ولكن على المستوى المغاربي، مؤكدة أن الجزائر على غرار كل الدول معرضة للتغيرات المناخية، كما كشفت بالمناسبة عن مساهمة الصندوق العالمي بقيمة 8.2 مليون دولار لتجسيد مشروع الطاقات المتجددة في بوغزول. أما الأمين العام لوزارة الطاقة والمناجم فقد أكد الأهمية التي توليها وزارته إلى استخدام الطاقات المتجددة في مختلف مناحي الحياة، كاشفا عن البرنامج الذي سطرته وزارة الطاقة والمناجم لتعميم استخدام الطاقات المتجددة.