أكد وزير العدل حافظ الأختام، الطيب بلعيز، أن الجزائر لن تدفع الفدية للقراصنة الذين يقفون وراء اختطاف سفينة الشحن »أم في البليدة« منذ السبت الماضي، وقال إن بلادنا كانت أول دولة دافعت عن هذا المبدأ على منابر دولية وبالتالي لا يمكنها أن تكون أوّل من يخرقه. وفي المقابل أبقى الوزير على احتمال متابعة الخاطفين قضائيا عندما التأكد من هوياتهم بمجرد حصول الجزائر على »ثبوتات مادية« على ذلك. أوضح وزير العدل حافظ الأختام في تصريح للصحفيين أمس الأول على هامش جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس الأمة، أنه ليس بحوزة الجزائر المعطيات وما أسماه »الثبوتات المادية« الكافية التي تجعلها تباشر إجراءات المتابعة القضائية ضد خاطفي سفينة »أم في البليدة«، وحتى وإن كان قد اعترف بأن هناك احتمالات كبيرة بأن يكون القراصنة صوماليون فإن بلعيز استطرد قائلا: »نحن لا نبني مواقفنا على كلام الصحف أو معطيات غير مُثبتة..«. وبحسب توضيحات الطيب بلعيز فإنه »عندما تتحصل الجزائر على أدلة تُثبت هذه الفرضيات يُمكن لها أن ترفع دعوى قضائية أمام الهيئات المختصة«، قبل أن يشير في ردّ على سؤال بهذا الشأن إلى أن التحضير من أجل التوصل إلى صياغة معاهدة عربية تتعلق بقضية متابعة القراصنة وصل مرحلته النهائية، وهي الاتفاقية التي قال إن الجزائر ساهمت في إعدادها. وعندما سُئل وزير العدل عن إمكانية أن يلجأ القراصنة، مهما كانت جنيساتهم، إلى طلب الفدية أجاب بنفي قاطع لإمكانية دفعها، وهو ما بدا واضحا من كلامه الذي جاء فيه »كما تعلمون فإن الجزائر هي أوّل دولة طلبت تجريم دفع الفدية للمجرمين والمختطفين أمام جمعية الأممالمتحدة، وهذا من منطلق أن دفع الفدية يعني تشجيع للمجرمين وتمويل الإرهاب«، ثم تابع »لا يمكن إنقاذ حياة شخص مقابل قتل الملايين«، لافتا إلى أن الجامعة العربية تبنت مؤخرا مقترح الجزائر المتعلّق بهذا الملف. وإذا كان الموقف الذي أعلن عنه بلعيز بخصوص دفع الفدية لا يتعارض مع السياسة العامة التي تتبناها الجزائر عموما، فإنه لم يكشف في المقابل عن كيفية التعامل مع التهديد المحتمل لحياة طاقم سفينة »أم في البليدة« التي يتواجد ضمنه 17 بحارا جزائريا. يأتي في ذلك لم تُعلن أية جهة عن مسؤوليتها على عملية القرصنة مثلما لم تكشف عن مطالب مثلما حصل مع حالات قرصنة سابقة في المنطقة. ويتزامن ذلك مع بيان نشرته وزارة الشؤون الخارجية الأوكرانية مساء الأربعاء أكدت فيه أن الشركة المستأجرة للباخرة، وهي تابعة للمجمع اليوناني »آي تي سي«، قد تمكنت لأول مرة من الاتصال بقبطان الباخرة، وهو يحمل جنسية أوكرانية، وقد أبلغها بأن »جميع البحارة يوجدون في صحة جيدة«، كما أفاد أيضا أنه »لم يُصب أي فرد من الطاقم بجروح خلال هجوم القراصنة« وأن »الحالة الصحية للطاقم مُطمئنة«. وبعد مرور أسبوع عن اختطاف سفينة الشحن »أم في البليدة« يزداد قلق عائلات البحارة الجزائريين من منطلق إدراكها بأن ظروف الاحتجاز، بحسب شهادات ضحايا سابقين، سيئة للغاية، وتؤكد قراءات خبراء ومُختصين في شؤون القرصنة البحرية أنه كلما طالت مدة الاحتجاز كلما تدهورت الظروف الصحية للضحايا وازدادت بالتالي احتمالات سقوط ضحايا، خاصة وأنهم يتلقون وجبة واحدة يوميا إضافة إلى كميات قليلة من المياه غير الصالحة للشرب.