تنعقد اليوم، الدورة الثالثة للجنة الحكومية المشتركة رفيعة المستوى بين الجزائر وفرنسا، وسيتم التوقيع على عدة اتفاقيات بين البلدين، والتي تأتي في سياق سياسي اتسم مؤخرا بالتوتر على خلفية الهجمة التي شنتها وسائل إعلام فرنسية ضد رموز وشخصيات جزائرية، حيث أمام الوزير الفرنسي الأول مانويل فالس فرصة للحديث مع المسؤولين الجزائريين حول هذا الموضوع وتوضيحه. سيتم التوقيع على عدة اتفاقيات بين الجزائر وفرنسا في إطار انعقاد الدورة الثالثة للجنة الحكومية المشتركة رفيعة المستوى اليوم، والتي سيترأسها الوزير الأول الجزائري عبد المالك سلال ونظيره الفرنسي مانويل فالس، وأكد مصدر دبلوماسي بباريس أن هذه الدورة التي سيشارك فيها أعضاء من الحكومتين ستسمح بإجراء حصيلة عن التقدم المسجل في خارطة الطريق الثنائية التي تم إقرارها خلال الدورتين السابقتين للجنة الحكومية المشتركة رفيعة المستوى أو في إطار اللجنة المختلطة الاقتصادية الفرنسية الجزائرية وتحديد أهداف جديدة طموحة في جميع جوانب العلاقة الثنائية. كما تمت الإشارة إلى أن هذه القمة ينتظر أن تتوج بالتوقيع على عدة اتفاقات تشمل مجالات متنوعة على غرار التربية والتشغيل والشباب والرياضة فضلا عن اتفاقات أخرى في مجال الشراكة الاقتصادية، أما المشاريع المعدة للتوقيع فتخص إنتاج العوازل الكهربائية للضغط العالي وتلك الخاصة بصمامات المحروقات. كما سيتم إنشاء شركة مختلطة في مجال الهندسة الصناعية وأنظمة التسيير وأخرى في ميدان الاستشارة والخدمات الرقمية، وتمت الإشارة إلى أن هناك أيضا مشاريع أخرى محتملة ستشكل -بتحفظ- موضوع توقيع على هامش اللجنة الحكومية المشتركة رفيعة المستوى من بينها المشروع الرئيسي المتعلق بإنشاء مصنع بوجو-سيتروان في الجزائر وتلك المتعلقة بتثمين الفوسفات وإنتاج الغاز الصناعي وكذا النقل بالسكك الحديدية. كما انه من المتوقع جدا أن يتم في إطار الاتفاقية الإطار الموقعة في 26 أكتوبر الأخير بباريس خلال أشغال اللجنة المختلطة الاقتصادية الفرنسية الجزائرية بين المجمع الجزائري جيكا ولافارج التوقيع على ثلاثة اتفاقات ويتعلق الأمر بتأهيل مصنع الاسمنت برايس حميدو وانجاز قطب تكنولوجي وإنشاء أرضية لتصدير الاسمنت. وسيتم على هامش هذا الموعد الهام تنظيم منتدى أعمال جزائري فرنسي الثالث من نوعه وذلك اليوم وغدا ويشارك فيه حوالي 300 متعامل اقتصادي من الجانبين، وأضاف ذات المصدر أن الهدف من هذا الحدث هو تحديد وتشجيع وتكثيف الشراكات المنتجة ومرافقة تلك المؤسسات والمتعاملين الاقتصاديين إلى غاية التوقيع على أول اتفاق، أما المجالات المعنية بهذا المنتدى فتخص قطاعات البناء والأشغال العمومية والمناولة الميكانيكية والصناعات الغذائية والرقمنة والصحة والتكوين المهني والمالية. ومن جهة أخرى من المنتظر أن يجري الوزير الأول الفرنسي على خلفية الهجمة التي شنتها وسائل إعلام فرنسية ضد رموز وشخصيات جزائرية مما دفع الجزائر إلى استدعاء السفير الفرنسي وتقديم ملاحظات مشددة في هذا الموضوع، محادثات مع المسؤولين الجزائريين لاسيما بعد رفض الجزائر منح تأشيرة الدخول لصحافي من جريدة "لوموند" الفرنسية، بهدف تغطية زيارة فالس إلى الجزائر، على خلفية نشرها تسريبات "أوراق بنما". أعرب رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، أمس، عن "أسفه الكبير" لرفض الجزائر منح تأشيرات دخول لصحفيين فرنسيين على خلفية نشرها تسريبات "أوراق بنما"، مؤكدا أنه سيطرح هذا الموضوع على السلطات الجزائرية خلال زيارته في إطار الصداقة والوضوح. وعبر الوزير الأول الفرنسي مانويل فالس قبيل وصوله إلى الجزائر للمشاركة في الدورة الثالثة للجنة الحكومية المشتركة رفيعة المستوى، عن "أسفه الشديد"، من قرار السلطات الجزائرية برفض منح التأشيرة للصحفي صحيفة "لوموند" الفرنسية و"كنال بلوس"، مؤكدا أنه سيطرح القضية على المسؤولين الجزائريين لتوضيح الأمور، حيث وقال في تدوينه على موقع "تويتر": "أسف شديد، سأكون في الجزائر العاصمة من أجل التعاون بين بلدينا، لكنني سأعود إلى هذا الموضوع في إطار الصداقة والوضوح". وتعني تدوينة فالس أنه متضامن مع وسائل إعلام بلاده، سواء تلك التي منعت عنها التأشيرة أو تلك التي قررت مقاطعة زيارته تضامنا مع زملائها كما أنه يتفهم قرارها، وبحسب ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية، فقد اتصل رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس بالوزير الأول عبد المالك سلال سعيا لحل هذه المسألة وتوضيحها. وقد رفضت الجزائر منح تأشيرات دخول لصحفي في صحيفة "لوموند" الفرنسية وبرنامج "لو بوتي جورنال" الذي تبثه القناة التلفزيونية "كنال بلوس" كان من المفترض أن يغطيا زيارة فالس، بسبب إطلاقها "حملة معادية" ضد الجزائر إثر نشر "أوراق بنما" ولمسربة التي كشفت عن فضيحة فساد وتهرب ضريبي على نطاق واسع من خلال شركات في بنما. وتضامنا مع هؤلاء الصحفيين، أعلنت إذاعتا "فرانس كولتور" و"فرانس انتر" العامتان وصحيفتا "ليبيراسيون" و"لوفيغارو" مساء الجمعة المنصرم امتناعها عن تغطية زيارة فالس، مؤكدة في بيان مشترك أن "منع صحافيين من تأدية مهامهم هو تقويض لحرية التعبير"، وقالت من جهتها الجريدة اليمينية الفرنسية "لوفيغارو": "باسم حرية التعبير لن نرسل فريقا إلى الجزائر لتغطية زيارة مانويل فالس".