عادت الأوضاع بقطاع التربية الوطنية إلى حالتها الطبيعية، وباستثناء بعض المؤسسات التربوية التي أصابتها عمليات تخريب جسيمة، التي هي في حالة ترميم وتجهيز مستعجل للغاية، فإن كافة المؤسسات التربوية بأطوار التعليم الثلاثة عادت لأدائها التربوي العادي، وبما فيها المؤسسات المتضررة، وتلاميذها اليوم هم في أقسام الدراسة بكل هدوء وطمأنينة. بهدوء الأوضاع عبر الولايات، التي تعرّضت للتظاهر والتخريب، استعادت المؤسسات والهياكل التربوية سيرها الطبيعي والعادي، ومثلما قالت وزارة التربية في آخر تصريحات لوكالة الأنباء الجزائرية، فإن كل المؤسسات التربوية عبر كامل أرجاء الوطن استأنفت عملها بصورة عادية وطبيعية، باستثناء بسيط لمؤسستين تربويتين بولاية بجاية، الأولى ببلدية خراطة، والثانية ببلدية درقينة، وسبب عدم استئنافهما لعملهما يعود لامتناع أولياء التلاميذ عن السماح لأبنائهم بالالتحاق بهما، قبل أن تهدأ الأوضاع بصفة نهائية. وحسب وزارة التربية الوطنية، فإن عمليات الترميم والتهيئة من جديد تجري بصورة لا مركزية على مستوى مديريات التربية، وقد اختيرت لذلك العديد من المقاولات، وهي الآن في عُجالة من إنهاء الأشغال، وتهيئة المؤسسات التربوية بالصورة التي كانت عليها قبل أن يطالها النهب والتخريب، والفضل في ذلك مثلما أوضحت وزارة التربية الوطنية يعود بالأساس إلى حالة التجنيد الكُلي التي يوجد عليها مسؤولو الهياكل اللامركزية للتربية الوطنية، بالتعاون الوطيد مع السلطات المحلية الولائية، وقد اختارت مهنيّين ومقاولات صغيرة للقيام بالأشغال الضرورية، لإعادة تهيئة المؤسسات التربوية المتضرّرة، بغرض استقبال التلاميذ في أحسن الظروف الممكنة، وخصّصت ميزانيات إضافية للتعويض عن الترميمات والتجهيزات المتضررة، وفي مقدمتها تجهيزات المخابر المدرسية، وتجهيزات الإعلام الآلي التي تعرّضت للسطو والنهب في أغلب حالاتها، من قبل المخرّبين، وحتى هذه اللحظة وزارة التربية هي بصدد الحصول على كافة المعلومات من مديريات التربية، والإعداد لمجموع الخسائر المادية التي تعرضت لها مؤسساتها وهياكلها عبر الولايات، وهي في عمومها تشمل ما يُقابلُ ماليا الخسائر الناجمة عن عمليات التحطيم للمداخل الرئيسية للمؤسسات والهياكل، وتكسير زجاج النوافذ، والنوافذ الخشبية والمعدنية في حدّ ذاتها، والكراسي والطاولات، والسبّورات ، وخيوط الكهرباء والهاتف، والخزانات بما تحويه من مكاتب ودفاتر وسجلات وأوراق إدارية، وتحطيم التجهيزات المخبرية والمكتبية للإدارات، وما تتوفر عليه المطاعم المدرسية، وغيرها. ومثلما يعلم الجميع، فإن عددا معتبرا من المؤسسات والهياكل التربوية المتضرّرة، التي أحصتها وزارة التربية الوطنية، وقدّرتها بمجموع 45 مؤسسة، قد تعرّض للحرق الكُلّي أو الجزئي، ولم يبق من التجهيزات المُشار إليها إلا الرماد، ولولا يقظة المواطنين المخلصين من العقلاء والخيّرين وقوات الأمن الوطني لما نجت العديد من المؤسسات والهياكل التربوية من أن تلقى نفس المصير، وقد أشادت وزارة التربية الوطنية نفسها بما بذله هؤلاء، من أجل حماية المؤسسات التربوية من أعمال الشغب والتخريب، وهذا هو المطلب الذي كان تقدّم به الاتحاد الوطني لجمعيات أولياء التلاميذ، حين دعا إلى تكاثف جهود الأولياء، وحماية مكتسبات القطاع، والتوجّه لأبنائهم بالنصح والإرشاد والتوعية، وهو نفس المنحى الذي نصحت به نقابات القطاع، وتنظيمات المجتمع المدني.