قادته موهبة الرسم ومعها موهبة النقد إلى عالم الإحتراف الفني منذ نعومة أظافره فبات اليوم إسما لامعا في مجال الرسم الكاريكاتوري، بدأ مشواره مع الريشة والقلم في عمر الثانية عشر، فكان من المتفوقين في مادة الرسم، فاستغل موهبته بعمله على تطويرها وإنضاجها إلى أن أصبح رسام محترف يرسم الكاريكاتور ويتقاضى أجرا على ذلك. استهل سمير بوحالة كلامه مع "صوت الأحرار" بحديثه عن موهبته بكل حب وشغف نلمح من خلال طريقة كلامه حبه وعشقه الكبيرين لفن الرسم الكاريكاتوري، حيث قال بأن هذا الفن بالنسبة له هو عبارة عن إبداع يقوم به الإنسان في مجال من مجالات الحياة، مضيفا بأنه منذ ولوجه لعالم الفن الكاريكاتوري سخر ريشته في الدفاع عن كرامة الإنسان وأنه يدين لدور الصحافة في صقل موهبته. مشيرا في كلامه إلى أن حكايته مع الرسم بدأت منذ تعلمه لمسك القلم تقريبا وحتى قبل التحاقه بالمدرسة، فقد كان يحب الإنعزال والرسم على التراب لساعات طويلة وقد استمر معه هذا الشغف بالرسم حين التحق بالمدرسة، ليكتشف المعلمين والأساتذة ميوله وموهبته، أما حكايته مع الكاريكاتير يقول سمير بأنها بدأت في السنة الثامنة ابتدائي بالضبط أين قام بإعداد بحث دراسي حول مجازر 08 ماي 1945 وزينه بالخط العربي، وكان في مجمله رسوم كاريكاتير تصور جرائم المستعمر أين أعجبت به أستاذة المادة وشجعته كثيرا. وفي إجابة له عن سؤالنا حول ما هي الميزات التي يجب على الفنان الكاريكاتوري أن يكتسبها، قال بحسب رأيه الخاص بما أنّ رسام الكاريكاتير صاحب رسالة وله تأثير كبير وواسع على الجمهور فيجب أن يكون قدوة في عمله من خلال التزامه بقضايا المجتمع وتخندقه دائما في صف مصالحه العامة ومحاولة ايصال همومه وآلامه بأمانة إلى المعنيين، كما يجب أن يكون اجتماعيا ويتوفر على خبرة وتجربة في الحياة، وكذلك يجب أن يميز بأسلوب مميز في الطرح رسما وكتابة، كما يحتاج لذكاء ودقة ملاحظة وبعد نظر، أما أهم شيء يجب أن يلتزم به الفنان الكاريكاتوري هو الأمانة في التعامل مع أعمال الزملاء والتضامن وفضح اللصوص الذين يقتاتون من أفكار الغير في هذا المجال. مضيفا بأن فن الكاريكاتور من أفضل الطرق وأقصرها لإيصال أي رسالة هادفة حيث يمكن اختيار أكثر من موضوع في صورة تعبيرية تثير الاهتمام. وفي حديثه لنا عن كيفية قضائه ليومه بين العمل والمنزل قال محدثنا بأن يومياته لا تتشابه في الغالب ولا يمكن أن يحدد ما يقوم به بصفة عامة، لكن من بين الأمور الثابتة عموما ممارسته للرياضة بعد صلاة العصر، وكذلك مطالعته للكتب ومتابعته للأخبار بشكل يومي. الرسم الكاريكاتوري مهنة شاقة تتطلب الموهبة وعن مهنة الرسم قال سمير بوحالة بأنها مهنة شاقة، تتطلب الموهبة والإطلاع والمتابعة والتفرغ كما يجب عليك منحها الوقت، وأيضا تحتاج لوقت طويل في إخراج فكرة، كما يتوجب على من يمارس هذه المهنة صقل موهبته عن طريق المواظبة على الإنتاج و الإطلاع وعدم الشعور بالرضا التام عن كل ما ينتج. أما عن واقع الفن الكاريكاتوري أوضح سمير بأن هذا المجال كغيره من المجالات الأخرى في هذا البلد يعاني التهميش وغزو الطفيليين والدخلاء وأصحاب المال، لهذا فالأمور في هذا المجال ليست على ما يرام، كما تسيره مجموعة لوبيات تمتص المال العام دونما اعتبار للنتيجة، وخير دليل ما حدث و يحدث من مهازل في كل تظاهرة ثقافية أين يتكرر ظهور الرداءة في كل مرة و كأنه لا يوجد غيرها في هذا البلد بينما من يمارس الفن ويكرس له حياته غالبا ما يهمش بعيدا عن الأضواء لأن ظهوره مضر بالمصلحة ويربك حسابات سماسرة بالفن. صوت المواطن الصعوبات كثيرة ومتنوعة منها ماهو مهني ومنها ماهو خارج المهنة، أما المهنية منها فهو قلة الاهتمام بالكاريكاتير في الكثير من الأحيان تنتقد وتنتقد بجرأة للمظاهر السلبية التي نشاهدها بشكل يومي وتقزيم دوره في الجرائد خصوصا وفي وسائل الاعلام خوفا وطمعا خاصة حين يكون الذهن متعبا ومعكرا من متطلبات الحياة وفي نفس الوقت تكون مطالبا بالخروج بفكرة لتنشر في أسرع وقت، خوفا من جرأة الكاريكاتير وبلاغته وطمعا في رضى السلطة ووالوكالة الوطنية للإشهار، بالإضافة إلى الأجر الزهيد المخصص لرسامي الكاريكاتير على الخصوص، والرقابة والتوجيه الممارس من طرف مسؤولي الجرائد بما يخدم مصالحهم الضيقة، فأنا أطمح في المستقبل القريب أن أمارس مهنتي وأنجح في هذا المجال خارج الوطن، كما أترك رسالة إلى زملاء المهنة وأقول لهم أن يتحدوا وينفضوا غبار الذّل عنهم.