هو من مواليد طنجة (شمال المغرب) سنة 1973، رسام كاريكاتير الرأي ورسومات الصحافة، رسام كاريكاتير بيومية “المساء" المغربية، سكرتير تحرير جريدة “الوشاية الساخرة"، عمل كرسام للكاريكاتير بالعديد من الصحف المغربية، حائز على درع الشرف لجائزة الكاريكاتير العربي 2012 بقطر، منسق عام المهرجان الوطني لشفشاون للكاريكاتور. ما الذي يستهويك في الكاريكاتير كفن للتعبير والإبداع، أو بعبارة أكثر دقة كيف وجدت نفسك متورطا في شَرَكِ هذا الفن الساخر من تناقضات المرحلة؟ أحببت هذا الفن في سن المراهقة، ساعتها عقدت العزم على مزاولته، حتى بدون طموح حقيقي لأصير رساما محترفا كما هو الشأن الآن. لقد اقتحمته أول الأمر بدافع الاستكشاف ورغبة عميقة في مقارعة شيء ممانع ومناور ومثير.. أعتقد أن الكاريكاتير فن يجعلنا مدمنين عليه عندما نتذوقه أول مرة، الأمر لا يقتصر على هواة الرسم فقط بل يشمل أناس لا يرسمون ويتابعونه بشغف كبير. للكاريكاتير أسباب كثيرة تكسبه حب الناس، إنه فن ذكي ومركب وهو فن مفرد بصيغة الجمع، تتداخل فيه العديد من الفنون الأخرى وتلتقي فيه العديد من أنماط التعبير، ولعله اللغة الأرقى والأجدر للتعبير عما يختلج دواخل الإنسان. من أين لفنان الكاريكاتير هذه القدرة الهائلة والخلاقة للتعبير عن قلق المجتمع تجاه القضايا المصيرية والحياتية؟ من الجلي أن لرسام الكاريكاتير إمكانيات متفردة ذهنية وفكرية وفنية تمكنه من استيعاب الأحداث وتلخيصها، وبالتالي تقديمها في قالب كاريكاتوري يجمع بين إمتاع النظر وإغناء الفكر. هذه المعادلة السحرية التي ترضي العقل والقلب معا ليست سهلة تماما، لأنها تتطلب العديد من الشروط النادرة التي تتوافر في القليل من الرسامين، منها مهارة الرسم والقدرة على تكثيف الحدث بكل تشعباته واختزاله في مشهد مرسوم. ما تقييمك للمشهد الفني الكاريكاتوري بالمغرب، وهل من خطوط حمراء لهذا الفن في المغرب؟ يمكن لنا أن نطمئن على وضعية الكاريكاتير المغربي، وهذا لا يعني أنه في وضعية مريحة تماما. إلا أن المنابر الصحافية الجديدة بدأت تفرد له صفحاتها وأصبحت تؤمن بدوره في رفع مبيعاتها، وإن كان ذلك يحدث بشكل محتشم، ويرتبط بأشخاص معينين يوجدون في هذه الصحيفة أو تلك، ملمون بفن الكاريكاتير ويقدرونه ويمنحونه بعض الفرص. يعيش الكاريكاتير المغربي يوبيله الفضي، وكنا نأمل أن تكون وضعيته أفضل مما هي عليه، هكذا كانت تقتضي الموضوعية، سواء على صعيد الحريات أو على مستوى وضعية الفنان المهنية والاجتماعية، ولكننا في المغرب نعيش على المستوى الصحافي أزمة قراء التي لازالت سارية، للأسف، الأمر الذي لا يشجع بعض طلبة معاهد الفنون على اقتحام هذا اللون من الإبداع. كما أن المغرب سبق أن عرف خلال عقدي السبعينيات والثمانينيات تجارب صحافية متخصصة في الرسم الساخر عرفت نجاحا شعبيا منقطع النظير لا أثر لها اليوم. وهناك تحديات جديدة فرضتها وسائط الاتصال جعلت العالم عبارة عن معارض مفتوحة، وبالتالي لم يعد هناك أي اعتبار لكلمة محلي، بل لا تعترف القيم الإعلامية الجديدة بهذه الصفة بتاتا، وإذا أراد الفنان اليوم التواجد في الساحة عليه أن يقدم أعمالا تنافس على المستوى العالمي. فنان الكاريكاتور المغربي العربي الصبان إلى أي حد أثر في مسارك الفني؟ أعتبر الفنان العربي الصبان من أساتذتي الكبار الذين أثروا فيّ بشكل واضح، خصوصا في مرحلة كانت زاويته اليومية في جريدة العلم من النوافذ القليلة المفتوحة على عوالم فن الكاريكاتير، الفنان الصبان من أجود ما أنتجه المغرب في هذا المجال إلى اليوم، وأسلوبه البسيط في التنفيذ ينطوي على دهاء على مستوى الفكرة وتأثيث المشهد، لهذا الفنان الفضل الكبير في تطور الكاريكاتير المغربي بشكل عام. والشهيد ناجي العلي على المستوى العربي؟ أسال الفنان الكبير المرحوم ناجي العلي أنهارا من المداد نقدا وتمحيصا لمسيرته وأعماله وتأثيره في الفنانين الآخرين مما يجعلني لا أستطيع أن أضيف أي شيء في هذا الباب، وما يمكنني قوله هو إنني أتفق إلى حد ما مع الفنان السوري الكبير علي فرزات حين قال عن ناجي ما مفاده أنه كان حالة خاصة، لا يشبه رسامي الكاريكاتير في شيء، إنه حالة متفردة وستبقى كذلك. أحد أعمالك الكاريكاتورية فازت، مؤخرا، بجائزة عربية لفن الكاريكاتير، حدثنا عن الجائزة وكيف نزل عليك خبر هذا الفوز؟ شاركت في الدورة الأولى في مسابقة الكاريكاتير العربي صحبة 154 فنان عربي، واختير رسم لي من ضمن الرسوم المكرمة بدرع الشرف، وأنا سعيد بهذا التتويج المعنوي لأن مشاركتي في المسابقة كانت بدافع التواجد والمشاركة، ولم يخطر على بالي الفوز على الإطلاق، وقد فاجأني الخبر تماما، إلى درجة أن الفرحة اختلطت لديّ ببعض الحزن والندم، لأنني لم أستعد جيدا للمسابقة. وعلى العموم، فأنا سعيد بهذه الجائزة التي وضعت إسمي إلى جانب الفنانين الكبار في العالم العربي.