أوضحت دراسة نفطية نشرتها مجلة ال"إيكونوميست" البريطانية تضمنت رؤية شاملة للمنسوب العالمي من البترول أن الجزائر تنتج حاليا من النفط بمستوى أكبر من مستوى تجديد الاحتياطي، وتوقعت الدراسة بأن احتياطات الجزائر المؤكدة من النفط مرشحة للنضوب خلال فترة لا تتجاوز 16.8 سنة، في وقت كثفت فيه سوناطراك جهود التنقيب واستكشاف حقول جديدة قفزة من 8 حقول تم اكتشافها في 2005 إلى 20 حقل جديد العام الماضي. احتلت الجزائر المرتبة الأخيرة عالميا في قائمة أوردتها مجلة "إيكونوميست" صنفت الدول حسب حجم الاحتياطيات النفطية المؤكدة والموعد المرجح لنضوبه، وأشارت المجلة البريطانية المتخصصة أنه وبناءا على معطيات الإنتاج والاستغلال الحالية للجزائر، ومع مراعاة الالتزامات المسجلة في مجال التصدير وتطور الاستهلاك المحلي الذي يعرف نموا سنويا بنسبة 6 بالمائة، فإن مدة حياة أو استغلال مخزون النفط في الجزائر تقل عن 17 سنة أي في حدود جيل واحد، و جاءت الجزائر في المرتبة الأخيرة في قائمة ضمت 16 دولة عربية وأجنبية منتجة للنفط صنفت حسب حجم احتياطها والمدة المقتوقعة لنضوبه. وقالت المجلة الإقتصادي التي أوردت أرقام رسمية حول تطور إنتاج البترول في الجزائر ، أن هناك تسارع لوتيرة الإنتاج دون إعادة تجديد المخزون إلى مستوى مماثل. فحسب إحصائيات رسمية، فإن الإنتاج النفطي الإجمالي للجزائر ارتفع من 1578 برميل يوميا عام 2000 إلى 2005 برميل يوميا عام 2006، أي بزيادة نسبتها 27 بالمائة، مع البقاء في حدود 2,2 بالمائة من الإنتاج العالمي، بينما في نفس الفترة انتقل الاحتياطي من 8, 10 إلى 3, 12 مليار برميل أي 1 بالمائة من الاحتياطي العالمي، وخلصت الدراسة أنه بناء على مقارنة بين معادلة الاحتياطي الوطني للنفط والإنتاج، فإن مدة نضوب الاحتياطي انتقل من 2,33 سنة عام 1996 إلى 8 ,16 سنة حاليا. وفقا لما نشرته المجلة نقلا عن شركة "بي بي" النفطية البريطانية فإن عدد الحقول النفطية العملاقة التي تحتل النصيب الأكبر من الإنتاج لا تتعدى أربعة حقول أبرزها حاسي مسعود وحاسي رمل اللذان يمثلان النصيب الأكبر من الإنتاج بنسبة تقارب 60 بالمئة، وتجمع العديد من الدراسات والتحاليل الاقتصادية المتطابقة بخصوص احتياطات النفط العالمي وتوجهات استغلال الطاقة أن الجزائر البلد غير مستكشف حاليا، كما تشير إلى وجود مؤشرات إيجابية واعدة بنسبة 50 بالمائة من مساحته بإمكانية احتوائه لقدرات، وينسجم هذا التحليل مع الأرقام الرسمية المعلنة من طرف شركة سوناطراك والتي تعكس وجود جهود لتكثيف عملية التنقيب عن حقول جديدة للنفط أو الغاز سواء من طرف سوناطراك بمفردها أو بالشراكة مع شركات نفطية أجنبية مستثمرة في الجزائر، وأتاحت هذه الجهود عددا هاما من الاكتشافات، بلغت حسب الأرقام الرسمية ثمانية حقوق جديدة في 2005 بمقدار 47, 58 مليون طن مقابل النفط و20 اكتشافا عام 2006 باحتياط قدّر ب53, 117 مليون طن مقابل النفط و20 اكتشاف عام 2007، وهو ما يؤكد أن عدد الاكتشافات المعلنة خلال السنوات الماضية كان كبيرا. ويتزامن نشر هذه الدراسة مع ما قاله الخبير الدولي في شؤون النفط، نيكولا ساركيس، في محاضرة ألقاها قبل أسابيع في الندوة التي نظمها مجلس الأمة حول الدفاع الإقتصادي أكد فيها أن فكرة نضوب النفط أو الذروة النفطية حقيقة وليست وهما أو خيالا، حيث دعا دول العالم إلى تقبل حقيقة أننا نكتشف أقل من السابق، فيما الحاجيات تتزايد والعرض لا يفي بالحاجيات المتزايدة. مشيرا إلى معطيات لم تكن في الحسبان، كون الدول الصاعدة تستهلك أكثر فأكثر، وضمن نفس السياق أشارت تقارير أخرى إلى أن النضوب على مستوى الدول كان حتى أواخر الثمانينات منحصراً في دولتين هما الولاياتالمتحدة ورومانيا، ولكن العدد بدأ يزداد مؤخراً، حسب تقرير إحصائي سبق وأن أعدته شركة البترولية البريطانية "بريتش بتروليوم".