أكد رئيس المجلس الإسلامي الأعلى أبو عبد الله غلام الله، أن تنصيب لجنة الإفتاء وتعيين مفتي الجمهورية من اختصاص رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، مشيرا في نفس الوقت إلى أن المفتي لا يمكنه أن يقضي على الفتنة الموجودة في ظل تنامي الطائفية. .قال أبو عبد الله غلام الله رئيس المجلس الإسلامي الأعلى في ندوة صحفية نشطها على هامش الندوة العلمية التي جاءت بمناسبة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف احتضنتها جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية حول أهمية القيادة الرشيدة في بناء الأمة، أن تنصيب لجنة الإفتاء وتعيين مفتي الجمهورية من اختصاص رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، حيث قال: لا يوجد منصب مفتي الجمهورية، ورئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الوحيد الذي له الحق في أن يقرر إنشاء مؤسسة للإفتاء، وأوضح أن الإفتاء وظيفة كبقية الوظائف، وإنشاؤها يتم في حالة الحاجة إلى مفتي، كما أن المفتي لا يمكنه أن يقضي على الفتنة الموجودة، في ظل تنامي الطائفية وظهور أفكار تدعو إلى تقسيم الأمة وتشتيت صوتها ووحدة صفها، وأضاف رئيس المجلس الإسلامي الأعلى مدى حاجة المجتمع المسلم إلى ثقافة المواطنة، ودعا غلام الله دعاة مقاطعة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف عبر مواقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك والتويتر، في إشارة منه إلى جماعة القرآنيين، التي تحرض الشباب المسلم وتدعوه إلى الانشقاق عن سُنّة الرسول إلى الإقتداء بالمدرسة المحمدية وسيرة السلف الصالح. وقد تميزت الندوة العلمية بإلقاء محاضرات حول سيرة الرسول ومنهجه في الدعوة إلى الله و بناء الإنسان وإصلاحه باعتباره إجراء وقائي قبل وقوع النزاع وضرورة المبادرة إلى الصلح وإطفاء نار الفتنة وهو ما أشار إليه الدكتور سعيد بويزري من جامعة تيزي وزو الذي تطرق إلى قضية الصلح في سيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام مقدما صلح الحديبية كنموذج وذلك في إطار ما يسمى بفقه التنازل، ولذا كانت القيادة الرشيدة من الأسس التي تبنى عليها الدولة وتحفظ بها الأمن والسلام، وهاتين المنظومتين كانت من منطلق القيادة الرشيدة التي تؤصل وتحقق قيمة السلام، هذا ما أشارت إليه الدكتورة سامية قطوش من جامعة البليدة التي طرحت أسباب الأزمة التي يعيشها المجتمع الإسلامي، موضحة أن فكرة القيادة الرشيدة لا تعني فقط القيادة السياسية، طالما هذه الأخيرة أي القيادة هي فن وثقافة وتعبئة اجتماعية، وتساءلت إن كانت الأزمة هي أزمة إتباع أم هي أزمة أتباع، في ردها على من رفعوا شعار أنا محمد، واعتبرت أن رفع مثل هذه الشعارات لا تعدوا أن تكون مشكلة مظهرات، وما فائدة ترديد هذا الشعار إذا لم يكن متبوعا بعمل صادق. وخلصت الدكتورة قطوش إلى أن الأزمة هي أزمة همم، في رسالة وجهتها إلى العاملين في حقل الدعوة بأن الأمة اليوم في حاجة إلى صناعة ذهنيات وقناعات، وسار على هذا المنهج الدكتور نور الدين عباسي أستاذ بكلية العلوم الإسلامية بجامعة الجزائر 1، في محاضرة له بعنوان الحوار مع الآخر الذي قال أنه يجب أن تكون سياسة الحكماء وقرارات الزعماء مبنية على الحوار مع الآخر، وإتباع الإستراتيجية التي وضعها الرسول، الذي غلب قوة المنطق على منطق القوة في تعامله مع خصومه من قريش، تجدر الإشارة أن الندوة العلمية تميزت بتكريم خاص لرئيس المجلس الإسلامي الأعلى الدكتور أبو عبد الله غلام الله الذي استلم موسوعة تحت عنوان : جريدة القصر وجريدة العصر.