مختص في القضية الفلسطينية بأبعادها الحقوقية،الإنسانية، السياسية والحضارية ،حمل هاجس بلده و انتما7ه للوطن العربي في أعماقه منذ مغادرته المرغمة أرض المقدس ليستقر في برشلونة جاعلا من قلمه الإسباني و الکتالوني سلاحا دو حدين يطلق تارة عيارا ت تقيلة في وجه الظلم و الاظطهاد الذي طال أرضه المقدسة ويجوب تارة بتقاليد وعبق ثقافات وطنه بکل مظاهرها .إنه الکاتب والناشط الإعلامي الفلسطيني الدکتور صلاح جمال أبو علي الذي تربطه بالجزا7ر علاقة خاصة تعود إلي طفولته أين کان يردد النشيد الوطني الجزا7ري مع رفقا7ه في المدرسة ولازال يحفضه وردده آخر مرة عند مشارکته الجالية الجزا7رية في وقفة سلمية مساندة للحراک . في حوار صريح خص به «صوت الأحرار» يشارکنا صاحب «نکبة »هواجسه ،تطلعاته و أراءه في کل ما يحدث في عالم اجتاحه کورونا و يعيش غليان جيو سياسي في ظل أزمات ضربت مختلف المجالات. ما هي النصا7ح التي توجهها للقراء بصفتکم طبيب للتعايش مع هذه الجا7حة؟ أفعل ذلك فقط على المستوى الخاص وليس العام ، لأنني أنا نفسي مُلتزم بنصيحة خُبراء عِلم الأوبئة. نصيحتي للجميع هي الاستماع للخبراء. أعلم أنهم في بداية انتشار الوباء لم يكونوا يعرفون الكثير ، لكن على الرغم من ذلک , كانوا الوحيدون الذين يعرفون ولو القليل. كما يقول المثل العربي ,اعطي الخُبز لِخَبّازه . ما رأيک في ما يعرفه العالم و الوطن العربي خصوصا من تحولات في مختلف المجالات في الأونة الأخيرة؟ لسوء الحظ ، فإن العالم العربي يسيركالعربة خَلف ما يحدث في العالم المتقدم في العلوم وفي مجالات أخرى. وسنستمر على هذا النحو طالما أن القوى الكبرى تُريد ذلك. وللأسف نَجد الحكام العرب مُستعدين للتعاون معهم مقابل السماح لهم بالتربع على العروش الهشة .لو ألقينا نظرة فاحصة خلال وباء كوفيد 19 ،لنَجد أن العالم العربي لم يساهم بأي بحث أو فكرة علمية. وهم دائما ينتظرون الحلول من الخارج. إن هذا الاعتماد من العالم العربي لا يقتصر على الجائحة الحالية ،بل في جميع مجالات الحياة. ماتعليقکم حول مسار تسابق بعض الدول العربية م5خرا للتطبيع مع اسرا7يل .الذي انطلق قطاره من الإمارات والبحرين، في وقت حاولت دول أخري الحفاظ على موقف موحد ضد إسرائيل؟ في رأيي، كانت الخطيئة الكبرى التي ارتكبها الفلسطينيون في ايلول 1993 هي الإعتراف بدولة إسرائيل في إتفاقية أوسلو الكارثية مقابل وعود عقيمة. الكل يعلم أنّ الزعيم الإفريقي مانديلا كان قد نَصح عرفات بِرفض الحُلول على مراحل وعلى أساس الوعود و «النوايا الحسنة »كان هذا برأيي هو أول تطبيع . علينا أن نفكر أن غالبية حُكّام العرب يَتُم تعيينهم, بطريقة أو بِاُخرى, من قبل الإمبراطوريات والقوى العظمى الغربية ،بما معناه أنه ليس لديهم إرادة حاسمة ومستقلة. الذي حَدث مؤخراأن إدارة نتنياهو وترامب غارقة بالفشل وحالات الفساد ، وهم في حاجة ماسة للتسويق الداخلي لبعض «الإنجازات الفضفاضة »لإستعادة تأييد الناخبين وتشتيت انتباههم. السؤال اللذي يطرح نفسهِ ،من يستطيع أن يُمَهل لهم الطريق لتحقيق هذا الهدف الفذ؟ بدون شك ,بعض الأمراء والرؤساء العرب المُدجنون مقابل حمايتهم بالتربع على العروش الهشة ،والبعض الآخر مقابل طبق من العَدس. وعكس ذلك وبكل إنصاف ، يجب ألا ننسى الموقف الأخلاقي الذي اتخذته الجزائر والكويت ودول أخرى في رفض التطبيع مع إسرائيل . شكك المتتبعون للشأن الفلسطيني في إمكانية إجراء الإنتخابات خلال الفترة المقبلة،في ظل الحسابات المتعارضة لکل من حركتي فتح وحماس؟ إجراء إنتخابات حُرّة في ظل إحتلال عسكري أجنبي يكون دائما عديم المصداقية ومستحيل التطبيق . حدث ذلك في عام 2006 عندما فازت حماس بنزاهة ، ورفضت إسرائيل النتيجة وذهبت للسلطة الفلسطينية ،المُدَجنة والفاسدة ،ضاغطة عليها حتى لا تَقبل بالنتيجة أيضا ،والنتيحة كانت كما تعلمون،حرب أهلية وإنقسام نُعاني منه حتى الآن. فليس من الغريب أن يتكرر نفس السيناريو أو سيناريو آخر ولكن لنفس الهدف. لدينا فاسيدين ذوي مصالح شخصية و خسيسة مرتبطة بدوام هذا الوضع. بعيدا عن السياسة يمکن تصنيفکم سفير الأدب العربي في اسبانيا بدون منازع من خلال کتابتکم ورسالتکم النبيلةٛ للتعريف بالثقافةٛ العربية هل يعود ذلک لحنينکم لأرض بيت المقدس التي انجبت زبدة الكتاب؟ شکرا على كلماتكم الرقيقة ،في الحقيقة أنا لا أعتبر نفسي سفير الأدب والثقافة العربية في إسبانيا. ولا أقول ذلك من باب التواضع. هناك زملاء وشعراء وكتاب ومترجمون عرب ذومستوى عالي وهم يكتبون بلغة عربية غنية ، بينما لغتي العربية كما تلاحظين بسيطة. أنا أكتب بشكل رئيسي باللغتين الإسبانية والكاتالونية. صحيح أنني حَققتُ بعض النجاح بين الجمهور الكاتالوني والإسباني وكان ذلك بسبب انغماسي اللغوي العميق. على سبيل المثال ، بعد بضعة أيام من وصولي الى برشلونة في عام 1969، كان عمري انذاك 17 عامًا أصبحت عضوا ولا ازال في أهم مركزثقافي في البلد ( اتينو برشلونة )، وبفضل ذلك بدأت في التعرف جيدًا من أين يتنفس الناس ثقافيًا وسياسيًا. أكتب إليهم بدون عُقد وبسهولة معينة عن العالم العربي مستخدما تعبيرات أصيلة ،بسيطة وشائعة في اللغة الكاتالونية والإسبانية ، مما يعطي إحساسًا بالتقارب وبالتالي قبولًا كبيرًا من قبل الجمهور. ليس هناك شَك في أن الشوق إلى مكان الولادة يُشجعك على مراجعة العديد من الحكايات النمطية للحياة ، خاصة تلك المتعلقة بمرحلة الطفولة. لكن نشاطي وكتبي لا يُولدان فقط من هذا الشعور الطبيعي ، ولكن أيضًا من الحاجة إلى شرح أسباب وتطورات الأمور في العالم العربي والإسلامي ، بشكل معقول ودون المبالغة او التمجيد ، للقارئ الأوروبي لأن هنا في أوروبا يضعون العالم العربي والاسلامي كلهم في نَفس الكيس. ظهور الكثير من الأدباء والمبدعين من رحم مهنة الطب أصبح متداولا في کل الأوطان وأنتم واحدامنهم ما السر في ذالک؟ من المُحتمل لكونك طبيبًا يَجعلك تتعامل بالمزيد من التعاطف مع الناس ، وتعرف قصصهم وقصص من حَولهم ، وبأثر ذلك يحاول أكثر من طبيب نقل تجاربه إلى الجمهور من خلال رؤية وسماع تلك القصص المتنوعة من قِبل المرضى. هي بالأحرى مُهمة إنسانية ، أعتقد أن هذاهو ما تُسميه حضرت ،رحم المهنة ... أنا على وجه الخصوص طبيب وعربي فلسطيني ،لذلك لَدي رَحم أخر ، إنه قضيتي ،الفلسطينية وقضايا العالم العربي ، إنه رحم كبير مليء بالقصص المتنوعة لشرحها للجمهور الإسباني والأوروبي، والذي بغالبيته يجهل او يتجاهل واقعنا ، بل وللأسف ،يُوَصِمُه. عاني أجيال من الروائيين على مدى تاريخ الرواية العربية من الملاحقات والسجون والنفي هل کان لهذه القضيه صدي في مدونات صلاح جمال؟ بالتأكيد كان لدي ذلك وخاصة في مقالاتي في الصحف هنا ، أذكرها دائمًا ، لأنني أيضًا اذكر تفاصيل وحوادث جَرت معي شخصيا ،كتابي( نكهة العرب ، وَصْفات ، وقصص )، كتاب لاقى نجاحا غير متوقع عند القرّاء والنقاد ، نُشر عام 1999 وحتى يومنا هذا يُباع بشكل جيد ، وليس من الصدفة أن دار النشرالكبرى( بلانيتا ) رابع أكبر دار نشر بالعالم اشترت حقوق النشر قبل عام ، ونشرت طبعة فاخرة. حسنًا ، هذا الكتاب مُتَرجم إلى عدة لغات ما عدا العربية. كانت هناك عروض جادة من ثلاثة ناشرين عرب من دول مختلفة بشرط إلغاء فصلين فيهما اَسرد حكايات حقيقية وكوميدية و بدون اي اهمية لبعض أمراء الخليج. طبعاّ رَفضتُ رفضاّ قاطعاّ. مع أن في الكتاب أيضًا يُوجد مواقف كوميدية ، وخاصة عن نفسي وعائلتي . بالتحديد.في كتبي أحاول ألا أضحك أو أسخر من أي شخصأو عقيدة ولكنني أحاول أن أضحك مع الجميع وفي الغالب عَليَ أنا شخصيا. أدرك أنني سمحت لنفسي و بدون إهتمام أن أرفض هذا العرض ، لأن لديّ وسائل أخرى للعيش ، و أنا واثق أن الكاتب العربي المغلوب على امره ... له عوائق عديدة ؛ كالرقابة العامة والذاتية ؛ المؤشر المنخفض جدًا لقُرّاء الكتب ،عدم نزاهة الناشرين تجاه المؤلف وما إلى ذلك ... كل هذا يُقيد إبداع المؤلف،ويتحول مع بعض الإستثن7ات إلى فنان محدود أو مُسَيّر لأنه مُهدد و مُبتر ماليا، وبالتالي ، فإن حرية الإبداع نادرة وهناك القليل من التعبير اللفظي للفنان الذي يمتلكه المؤلف في داخله . الفن موجود ولكن بسبب لقمة العيش والخوف ... لا يتم اطلاقه على الملأ ، وبالتالي القارئ يَبتعد، لأن الأدب والفكر المُمول بالمال من قبل أنظمة دكتاتورية لا يجلب حماس وشغف الجمهور للقراءة. إنها المأساة. ما رأيک في تلک الأصوات الجديدة التي تجد في الغرائبيات، وكسر الواقع، والخروج عن نطاق السرد التقليدي، ضرورة للوصول إلى عقل القارئ وكسب شغفه؟ جيد.. وعلى بركة الله.... مع أني لا أتابع كثيراً تطور الأصوات الجديدة في العالم العربي. هنا في اوربا ، لم يَعد يُباع الكلاسيكي ، أو يُباع القليل ، كل شيء هنا يُجدد ودائمًا يبتكرون ، أحيانًا بنجاح وأحيانًا لا ، لكنه في نهاية المطاف هو ابتكارًا. أشك في أن هذا يمكن أن يحدث في العالم العربي الحالي ، أو في أحسن الأحوال ، يحدث نادرًا وكثيراّ ما يكون غيرمفهوم من قبل الجمهور. الأسباب؟ ستجدها في إجابتي على سؤالك السابق ، وأضيف, ثقل الدين وبالأحرى الطائفية البغيضة ، والمجتمع المحافظ ، والقبلية ، إلخ. في الجانب الآخر ، ألاحظ بحُزن أن بعض المؤلفين العرب في العالم الغربي ، الذين في محاولتهم لكسب القارئ الأوروبي ، كَرسوا أنفسهم للتهجم على الذات , اي على ثقافتهم وتقاليدهم ودينهم ، معتقدين انه بهذا الخطاب سيكون لهم أكثر حظا للتوافق و لإرضاء الفكر الأوروبي ، والذي هو في الغالب ، لا يقبل أي فكرة أخرى غير الكليشيهات السلبية الخاصة بالعالم العربي. أنا أرفض تمامًا القيام بذلك . بدون شك ان الوصول إلى عقل القارئ يجب أن يكون عن طريق الصدق .المؤلف يجب ان يكون صادقًا ويشرح واقعهُ وليس من الضروري أن يتطابق مع عقلية القارئ. في كتابي "نكبة ،48 قصة عن الحياة والمقاومة في فلسطين" أدرك تمام الادراك أنني تفاديتُ جانبا المسار الأدبي الكلاسيكي.وقد أخبرني أكثر من شخص أنه ضحك بصوت عالٍ عندما قرأ الكتاب الذي كان في الأصل سرداّ لمأساة عائلتي و شعبي . ليس من السهل أن تُروى مأساة بطريقة من الجدية والهزلية في نفس الوقت , حيث تتحول المواقف المأساوية إلى كوميديا صافية وهذيان والعكس كذلك. :كما تعرفين, هناك خط نحيل جدا بين المأساة والكوميديا ، مسألة قليلاّ من الفرك او الخدش ، أعني ، قليلاّ من التأمل وبدون تعقيدات. لا أعلم إذا كان المثل العربي( شَرُّ البَلية ما يُضحك).يتطابق على ما أقوله .. لا تري أن حركة النقد الأدبي في العالم العربي تحتاج إلى المزيد من الجهد لمواكبة هذا الكم الهائل من الأعمال التي تصدر كل عام؟ لا أريد أن أكون غير مُنصف مع الجهد الذي يبذله المؤلفون و الفنانون في العالم العربي ، لكني اكرر وأعيد مرة أخرى ،إذا لم تكن هناك حرية في الإبداع ، فإن أعمالهم لا تثير الجماهير. إضافة إلى ذلك،وما يُزيد الطين بَلّة ، هذه الجماهير ،منذ الصغر ،لم تتلقن عِظة لِحب الثقافة والقراءة. رأيت هذا في عهد ديكتاتورية فرانكو في إسبانيا ، الجمهور كان عديم القراءة تقريباّ ، وكانت الكتب القليلة التي تم نشرها أنذاك نمطية وخاضعة للرقابة ، ولم تثير اهتمام الجمهور ، وبمجرد اختفاء الديكتاتور ، وتضائل هيمنة الكنيسة ، حدثت هناك طفرة ثقافية رائعة على جميع المستويات. وبصراحة،إذا هذا لا يحدث في العالم العربي ، أقصد التخلص من الأنظمة الطاغية ، فإننا للأسف سنواصل السير في نفس الدائرة الفارغة. ما هو العمل الأبي الذي شد انتباهک م5خرا ،وماهو الکتاب الأخير الذي قرأته؟ هنا في برشلونة ، رغم الجائحة ، لم تتوقف الحياة الثقافية تمامًا ، الثقافة تقاوم الفيروس ، قبل يومين حضرتُ لقاء لشعراء كتالونيين الذين القوا قصائدهم. أنا حاليا أقرأ "رأس المال والأيديولوجيا" لتوماس بيكيتي.كتاب دسم يشرح فيه قواعد و حيثيات الإقتصاد العالمي. المتتبع لمسارکم في مجال الکتابة يستنتج أنک من أول7ک الذين ي5ٛمنون بأن المنجز الإبداعي هو الأهم من النجاح المؤقت ،فماذا تحضر لقرا7ک مستقبلا؟ الحقيقة وأكرر ، لقد ُولدت غزوتي في الأدب والكتابة من الحاجة إلى اظهار وتفسير بأمانة للسكان المحليين عن أوضاع ومخاضات العالم العربي. بدأتُ بمحاضرات ومناقشات ومقالات في الصحف ... إلى أن طلبوا مني يومًا تأليف كتاب. لقد أقنعوني أنه بهذه الطريقة يمكنني نقل أفكاري وحُجَجي إلى عدد اکبر من الناس. أنا لست فنانا ّ أو قَصصي ولا اعتبر نفسي مبدعاّ ، إنها كلمات كبيرة.بدون شك ان الإبداع هو الأهم لأن النجاح سيأتي عاجلا أم أجلا. ولكن من ناحييتي أنا أشعر أن لدي هدف أو مهمة ؛ هو ايضاح للإسبان كيف نحن من خلال سرد أو محاورة أو كتابة رواية. لذلك ، منذ البداية لم أكن أبحث عن نجاح شخصي أو مادي. نحن هنا عدد قليل من المؤلفين والمؤلفات والمترجمين العرب وجمعيات الذين يقومون بعمل دؤوب في محاولة - بوسائلنا المحدودة - لكدم الوصمات السلبية المتجذرة في العقلية الأوروبية عن العرب والمسلمين. ويا للأسف يوجد هنا في إسبانيا خمسون سفارة من دول عربية وإسلامية الغير راغبة والعاجزة عن فعل أي شيء إيجابي في هذا الصدد. أقوم بإعداد كتاب عن الموسيقى والأغنية العربية. ألح مرة أخرى على المثابرة لكسر كليشيهات غالبية الأوروبيين الذين لديهم فكرة أنه لا يوجد سوى أغنية "واحدة" في العالم العربي ، لأن الموسيقى العربية وأغانينا تبدو لهم متشابهة وايقاعها رتيب. کلمة تود أن تقولها للجزا7ر؟ في العام الماضي في بلازة الساحة العريقة ،سانت جاومة ،في برشلونة ، كان يحضر عدد من الجزائريين والجزائريات كل يوم أحد للتجمع لدعم الحراك في الجزائر ، المظاهرات السلمية التي اجتاحت شوارع الجزائر.شاركت معهم عدة مرات ، وقد اندهشوا عندما سمعوني أغني معهم النشيد الوطني الجزائري. أنا أعرفه من القلب وحأفظه . أوضحتُ لهم السبب ،عندما كنا أطفال ندرس في مدارس اللاجئين الفلسطينيين ، المعلمين كانو يَصطفون الطلبه لإلقاء النشيد الملكي للأردن اللذي كان يحكم الضفة الغربية أنذاك. ولكننا بدلا منهكنا نَنشد نشيد الثورة الجزائرية اللذي تَحول الى النشيد الوطني الجزا7ري .أذكر مرة ان الشرطة الأردنية فاجئتنا صباح ذات يوم في المقطع اللذي يقول ( وعزفنا نغمة الرشاش لحنا ،وعقدنا العزم ان تحيا الجزائر ...) صراحة ،عندما أحسسنا بوجود الشرطة ارتعشنا من الخوف ،والله اعلم ،إن كانت كلمات النشيد أعطتنا دفعا وحماسا واستمرينا بالنشيد الى النهاية. والمفاجئة كانت حينما شاهدنا الظابط الأردني يَمسح دموعه وينسحبْ. كذلك لا أنسى أبدًا اللحظة الحماسية عندما كنا نُدخل كل صباح قطعة النقود المخصصة لنا من أبائنا لشراءقطعة حلوى ، في صندوق التبرعات الذي كان مُخصص للثورة الجزائرية ذو المليون شهيد. والحق يجب ان يُقال ،منذ استقلال الجزائر وحتى هذه الأوقات العصيبة على الشعب الفلسطيني ، لم يتوقف الشعب الجزائري عن إظهار أصالته واخلاصه في كل مناسبة لقضيتنا العادلة. السيرة الذاتية للدکتور صلاح جمال أبو علي ينتمي صلاح جمال إلى عائلة فلسطينيّة تقليديّة من بيسان ونابلس، عاصرت النكبة ومآسيها وويلاتها. وُلد في نابلس وأنهى دراسته الابتدائيّة، والإعداديّة، والثانويّة في مدارس نابلس، ثم ألحّتْ عليه العائلة الرحيل لدراسة الطب غادر نابلس عام 1969، متجهاً إلى بريطانيا، وفي طريق البحر الطويل، كان على الباخرة أنْ تتوقف في برشلونة لمدة 7 ساعات للاستراحة، أكملت الباخرة طريقها إلى لندن، وبعد 15 يوماً لم ير فيها الشمس، فقرر أن يعود إلى برشلونة في أكتوبر عام 1969، وبعد شهر واحد من وصوله، بدأ الدراسة في كلية الطب، نجح في الامتحانات الجامعيّة الأولى في عام 1970، والتي كانت باللغة الإسبانيّة، و بدأ بتعلم(لوحده وبدون معلم) اللغة الكتلانيّة الخاصة بإقليم كتالونيا. بعد وصوله بثلاثة أشهر إلى برشلونة اكتشف المركز الثقافي "أتينيو البرشلوني" المركز الأهم ثقافياً في كل إسبانيا، وأصبح عضواً فيه وخلال دراسته للطب لم ينس الدكتور صلاح هوايته في الكتابة والقراءة والفلسفة والتاريخ، وفي سنته الرابعة في كلية الطب، اختار الدراسة في كلية التاريخ والجغرافيا وخلال دراسته كان يکتب في صحف إسبانية وكتلانية مشهورة، مقالات متنوعة عن تاريخ فلسطين والقضية الفلسطينية، والمنطقة العربية. وعند انتها7ه من دراسته الجامعيّة في كلية الطب عام 1976، وكلية التاريخ في عام 1978، شرع في دراساته العليا في كلا القسمين، وتمكن من تحصيل رسالة الدكتوراة والاختصاص في الطب/ الأمراض الجلديّة عام 1981، و الدكتوراة في التاريخ والجغرافيا عام 1982. بدأ بمسيرته كطبيب ناجح في برشلونة، واستمر في كتاباته التي لا يعتبرها جزءاً أساسياً من شخصيته. عمل كبروفسور للمواد الثقافيّة والتاريخيّة في جامعة مدينة "بيك" في كتالونيا، لمدة سبع سنوات، من عام 2004 حتى 2011. و محاضراً في جامعة برشلونة المركزية في رسائل الماجستير مع دكتورة الأدب العربي الكتلانية "مونيكا ريوس". وزاول كل ذلك إلى جانب عمله طبيباً. وككاتب وأكاديمي وباحث في العادات الثقافية. صدر له مجموعة كتب باللغة الإسبانية والكتلانية ومن كتبه: "فلسطين: احتلال ومقاومة"، و"وصفات وروايات"، و"بعيداً عن الأفق المعطر"، و"كل ما يجب معرفته عن العرب" و" نكبة , 48 قصة عن الحياة والمقاومة في فلسطين" . وشارك مع كتاب آخرين، مثل نعوم تشومسكي وطارق علي، في تأليف عدة كتب. وترجمت كتبه الي الإنكليزية، الألمانية، الإيطالية، البرتغالية، ولغات أخرى. أحد مؤسسي الجالية الفلسطينيّة في إسبانيامتحصل علي عدة جوا7ز منها : -جائرة النجمة، وهي أعلى جائزة فلسطينية للفن والإبداع سلمه اياها الر7يس الفلسطيني محمود عباس -جا7زة أحسن کتاب بالدورة التاسعة لصالون الکتاب GOURMAND بفرنسا عن کتابه "نكهة العرب ، وَصْفات ، وقصص "، الذي لاقى نجاحا عند القرّاء والنقاد ، نُشر عام 1999 وحتى يومنا هذا يُباع بشكل جيدعن دار النشر الکبري( بلانيتا ) planeta.