أكد عضوا المكتب السياسي بحزب جبهة التحرير الوطني عبد القادر زحالي وعبد الرحمان بلعياط، أن الأفلان سيكون أساس الإصلاحات السياسية بالجزائر، باعتبار أنه كان ولا يزال حريصا على وحدة الشعب والوطني ما يجعلها تكون في الصفوف الأمامية لمواجهة التضليل الأجنبي الذي يستهدف أمن الوطن. نشط أمس عبد القادر زحالي المكلف بأمانة الشباب والطلبة وعبد الرحمان بلعياط المكلف بأمانة التدريب والتكوين السياسي، ندوة تكوينية ولائية لفائدة الشباب بمحافظة غرداية، والتي احتضنتها قاعة سينيما مزاب وحملت عنوان »الانتشار واستقطاب الشباب«، حضرها أكثر من 300 شاب بالإضافة إلى أمناء مكاتب القسمات وأعضاء اللجنة المركزية، وافتتح التجمع الشباني بتقديم أمين محافظة غرداية رئيس المجلس الشعبي لولائي بوخاري أحمد عرضا للحالة النظامية للمحافظة، مشيرا إلى الظروف الجيدة التي رافقت تجديد مكاتب القسمات، كما قدم بوخاري التزاما بتشكيل خلايا للشباب على مستوى القسمات والمحافظة بهدف تحضيرهم للمواعيد الانتخابية المقبلة، ليحيل بعدها الكلمة إلى عضو المكتب السياسي عبد القادر زحالي الذي أكد أن الندوة تندرج ضمن البرنامج المسطر من قبل أمانة الشباب والطلبة بالتنسيق مع أمانة التدريب والتكوين السياسي وبتوجيهات الأمين العام عبد العزيز بلخادم الذي يحرص على التفتح تجاه الشباب وتكوينهم، ليقدم بعدها ملخصا حول نشاطات الحزب وبالأخص التطرق إلى انعقاد المؤتمر التاسع للأفلان الذي كان ناجحا بكل المقاييس. وهنا أشار إلى أن الشباب شارك بقوة في المؤتمر، حيث أن كل محافظة مثلها 10 شباب، كما ذكر زحالي بأهم نتائج المؤتمر التاسع ومن أهمها استحداث أمانة الشباب والطلبة لأول مرة على مستوى المكتب السياسي، مشيرا بالتفصيل إلى الدورات الثلاث للجنة المركزية، وعرج زحالي على نشاطات أمانة الشباب والطلبة التي كانت بدايتها في 17 ماي 2010 حيث تم إحياء ذكرى يوم الطالب، لتتبع المناسبة بتنظيم ندوة وطنية تكوينية لفائدة الشباب تحت شعار »الشباب والمشاركة السياسية« وذلك بداية جوان المنصرم بالمخيم الدولي للكشافة الإسلامية بسيدي فرج، مضيفا أن إلحاح الشباب خلال النقاش المفتوح مع بلخادم، على ضرورة تكثيف النشطات لفائدتهم وذلك ببرمجة ندوات تكوينية جهوية وولائية، دفع بأمانة الشباب والطلبة بالتنسيق مع أمانة التكوين والتدريب السياسي وتحت توجيهات الأمين العام للحزب، إلى عقد مثل هذه النشاطات التي تهدف إلى فتح قنوات اتصال مباشرة بين الشباب والقيادة. كما أكد عضو المكتب عبد القادر زحالي أن الخرجات الميدانية لفائدة الشباب واهتمام الحزب بهذه الفئة كان من أولويات الأفلان بعد المؤتمر التاسع وليس مربوطا بالأحداث المأساوية التي شهدتها الجزائر في ديسمبر المنصرم، داعيا الشباب إلى الانخراط بقوة في الحزب والانتشار عبر القواعد، مؤكدا أن على الشباب الاحتكاك بالمناضلين والقيادة الحزبية والنضال المتواصل بجميع مراحله حتى يتدرجوا في المسؤوليات داخل الحزب، كما طالب زحالي بضرورة إعطاء صلاحيات قوية لرؤساء البلديات كي يتمكنوا من حل مشاكل الشباب، مشددا في نفس الوقت أن على رؤساء البلديات أن لا يتحججوا بفقدانهم الصلاحيات، بل عليهم فتح مكاتبهم واستقبال المواطنين ومصارحتهم بالحقيقة وعدم مقابلتهم بالوعود الكاذبة، وقد لاقت الكلمة الحماسية التي ألقاها زحالي تجاوبا كبيرا من قبل الشباب حيث هتفوا كثيرا بدعمهم المطلق للحزب وقيادته. أما عضو المكتب السياسي المكلف بأمانة التكوين والتدريب السياسي عبد الرحمان بلعياط فاعتبر خلال تدخله أن الندوة تندرج ضمن التواصل والتعاون وتبادل الأفكار بين القيادة والقاعدة، مضيفا بالقول »رسالتنا إلى الرأي العام الداخلي و الخارجي من خلال هذه النشاطات، هو ضرورة تمكين الشباب من القيام بالدور المنوط بهم سواء كانوا منضمين سياسيا أو غير مؤطرين، لأن مصير الدول مرتبط بالشباب«. وأضاف بلعياط أن المقاومات الشعبية التي عرفتها الجزائر والثورة التحريرية جميعها قادها الشباب، وعلى هذا الأساس فإن الحزب يجعل التفتح على الشباب من أولوياته، وأكد أن الأفلان يريد في صفوفه شبابا قويا في الريادة باعتبار أن الأفلان وريث الحركة الوطنية الاستقلالية ما يجعله دائما في مقدمة المعارك السياسية التي تخدم الوطن، وأكد بلعياط أن الإرث الذي يحمله الحزب يجعله أساس أي إصلاح أو تغيير سياسي باعتبار أن الأفلان كان حريصا على وحدة التراب الوطني خلال مفاوضات إيفيان ورفض التنازل على أي شبر من التراب الوطني، كما كان حريصا على وحدة الشعب ما بعد التعددية الحزبية، وأضاف بلعياط أن جبهة التحرير الوطني ستقود القاطرة الأمامية للتصدي إلى محاولات التضليل التي تستهدف الجزائر، معتبرا أن الجبهة موجودة مهما تطورت أساليب الاستعمار والهيمنة، وأشار إلى أن جميع الخطط الاستعمارية التي يتم إعدادها سيتم مواجهتها لأن الأمر يختلف في الجزائر عن تونس ومصر، أما تاريخ الأفلان وإرثه فيجعلانه محميا من قبل الشعب ودليل ذلك أن الشعب الجزائري اشتكى من بيروقراطية الإدارة وغلاء المعيشة ولم يشتك من النظام السياسي المبني على أساس حزب جبهة التحرير الوطني الذي يقوده الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. وبخصوص الأحداث التي تعيشها ليبيا، أكد بلعياط أن الدول الغربية استغلت الأوضاع وتريد تقسيم ليبيا للسيطرة على ثرواته تحت غطاء حقوق الإنسان وحماية المدنيين، وهو الأمر الذي تفطنت له الجزائر وترفض هذا التدخل لأنه يمس بأمننا، داعيا إلى اليقظة وتوحيد صفوف الحزب استعدادا لموجهة التحديات التي ستترتب عن التطورات التي ستشهدها ليبيا في المستقبل. وقبل اختتام الندوة التكوينية الولائية، تلي البيان السياسي الذي أكد فيه شباب الحزب بغرداية، وقوفهم وراء قيادة الأفلان، مثمنين هذه الندوات التكوينية والتحسيسية لفائدة الشباب التي تشرف عليها أمانة الشباب والطلبة وأمانة التكوين والتدريب السياسي، كما دعا البيان الحكومة إلى ضرورة الإسراع في تطبيق الإجراءات الأخيرة التي أقرها مجلس الوزراء، وندد شباب غرداية بالتدخل الأجنبي في ليبيا معلنين دعمهم المطلق للقضايا العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية وقضية الصحراء الغربية. للإشارة، فقد سبق ندوة غرداية، لقاء عقد أول أمس مع شباب مدينة قرارة التي تبعد ب 100 كلم عن غرداية، حضره أكثر من 50 شابا طرحت خلاله انشغالات شباب قرارة ودار النقاش مطولا بينهم وبين القياديين عبد القادر زحالي وعبد الرحمان بلعياط،