دعا عضوا المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني عبد الرحمان بلعياط وعبد القادر زحالي، الحكومة إلى الإسراع في تطبيق الإجراءات التي أعلنها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لفائدة الشباب خلال اجتماع مجلس الوزراء الأخير، مطالبين بتكثيف الجهود على المستوى المحلي لإنجاحها وتمكين الشباب البطالين من الاستفادة منها. أشرف صباح أول أمس القياديان عبد الرحمان بلعياط المكلف بأمانة التدريب والتكوين السياسي وعبد القادر زحالي المكلف بأمانة الشباب والطلبة، على ندوة ولائية تكوينية لفائدة شباب الشلف تحت عنوان »الانتشار واستقطاب الشباب«، وقد حضر الندوة التي احتضنتها قاعة المحاضرات بدار الشباب بالشلف أكثر من 350 شاب بالإضافة إلى أعضاء البرلمان بغرفتيه وأعضاء اللجنة المركزية وأمناء مكاتب القسمات ومجاهدون وإطارات مناضلون، حيث قدم في بداية الندوة أمين محافظة الشلف عرضا وجيزا عن الحالة النظامية للمحافظة، ليحيل بعدها الكلمة للقيادي عبد القادر زحالي الذي استهل حديثه بالتطرق إلى النجاح الذي حققه المؤتمر التاسع من خلال المشاركة القوية للمندوبين ومشاركة 60 وفدا يمثلون دولا عربية وإسلامية وصديقة ، كما ذكر زحالي بالمشاورات التي أجراها بلخادم مع قياديين بالحزب لاختيار أعضاء المكتب السياسي، قبل أن يعرضها على الدورة الثانية للجنة المركزية التي زكت بالإجماع القائمة التي أعلنها الأمين العام، مشيرا أن الدورة الثالثة للجنة المركزية كانت بمثابة الرد على المشككين الذين راهنوا على انقسام الحزب خلال انعقاد الدورة من خلال المشاركة الكثيفة لأعضاء اللجنة المركزية حيث شهدت غياب 20 عضوا فقط، غالبيتهم برروا غيابهم وهذه المشاركة الكبيرة يضيف زحالي لم تسجل حتى أثناء الحزب الواحد. كما أكد أن الحزب بعد المؤتمر التاسع جعل من أولوياته الانفتاح على الشباب ودليل ذلك إنشاء أمانة على مستوى المكتب السياسي تعنى بفئة الشباب والطلبة. من جهته تطرق عضو المكتب السياسي عبد الرحمان بلعياط المكلف بأمانة التدريب والتكوين السياسي في مداخلته إلى الأوضاع التي تعيشها كل من تونس ومصر وليبيا مشيرا أن الأنظمة التي تستعين بالغرب على حساب شعوبها ستكون نهايتها مذلة مثلما حدث للرئيس التونسي الفار زين العابدين بن علي، وأشار إلى التجربة الجزائرية في المجال السياسي التي لم تعتمد منذ إنشاء الأحزاب في العهد الاستعماري على الغرب، ما جعل النظام الجزائري مستمد قوته من الشعب باعتبار أن الثورة التحريرية احتضنها الشعب ولم تحتضنها الحكومات الغربي، مضيفا أن وظائف الحزب السياسي هو توفير الأدوات السياسية والفكرية لقراءة وتحليل الأحداث، وعلى هذا الأساس يضيف بلعياط فإن حزب جبهة التحرير الوطني ليس قلقا من الأحداث التي تعرفها بعض الدول العربية وخاصة دور الغرب في تحريك هذه الأحداث، مشددا على أن الأفلان متفائل بالمستقبل ومتفائل بؤسس التنمية في الجزائر. كما قدم بلعياط شرحا دقيقا لأهم الإجراءات التي اتخذها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة خلال اجتماع مجلس الوزراء الأخير، واصفا إياها بالهامة والجريئة داعيا الحكومة الإسراع في تجسيدها ميدانيا، كما تطرق إلى رفع حالة الطوارئ ، مذكرا أن إعلانها كان نتيجة الأزمة التي عاشتها الجزائر في التسعينيات، معتبرا أن رفض دعاة بعض الأحزاب تنظيم تجمعاتهم داخل القاعات، راجع إلى تخوفهم من انكشافهم أمام الرأي العام لعدم قدرتهم على التجنيد. وأكد بلعياط أن مطالب الشباب الخاصة بالتشغيل والسكن، معقولة وعلى المسؤولين التفكير في الحد من تداعياتها، أما المطالب الأخرى الداعية إلى التغيير فهي مطالب ملغمة ومغرضة، وعلى الشباب أن يحذر من تغذية الشارع بهذه الأفكار. وقال بلعياط »مطالب التغيير كلمة حق أريد بها باطل، فإذا كان التغيير من أجل تحسين أوضاع الجزائريين في كل المجالات، فهو مقبول، أما تغيير الأشخاص، فالأشخاص وضعهم الصندوق، وعلى الداعين إلى مثل هذا التغيير الانتظار إلى الفصل في الانتخابات المقبلة«. وقد اختتمت الندوة بتلاوة البيان السياسي الذي أكد فيه الشباب حرصهم الكبير على وحدة الحزب، ونبذهم جميع أشكال العنف للتعبير عن المطالب، كما ثمنوا الإجراءات التي اتخذها الرئيس لفائدتهم.