انتقدت »هيومن رايتس ووتش« هيومن رايتس ووتش« الطريقة التي ينتهجها المغرب في التعاطي قضائيا مع ملف ثلاثة نشطاء صحراويين يعتقلهم منذ 18 شهرا، مؤكدة بأن دلائل المتابعة القضائية شحيحة والتأجيل مبالغ فيه، وهو ما يثير الانشغالات حول الدوافع السياسية للمحاكمة حسب المنظمة الحقوقية. لا تزال التقارير السلبية حول ملف حقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية المحتلة تتوالى، بحيث نددت منظمة حقوق الإنسان العالمية »هيومن رايتس ووتش« بطريقة تعامل المغرب في ما يخص محاكمة ثلاثة نشطاء صحراويين، والمعتقلين منذ 18 شهرا، بعد تأجيل محاكمتهم لعدة مرات بتهمة »الإضرار بالأمن الداخلي للمغرب«. وصرحت سارة لي ويتسون، مديرة شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في هيومن رايتس ووتش، في بيان صدر أول أمس الاثنين ، أنه »ينبغي على المحكمة المغربية التي تحاكم النشطاء الصحراويين السبعة أن تصدر بدون أي مزيد من التأجيل حكما يمثل بطريقة صحيحة الأدلة والمبررات التي ستكون وراء الحكم«، وأضافت في نفس السياق أن »دلائل المتابعة القضائية شحيحة وتأجيلات المحاكمة مبالغ فيها، بينما يظل المتهمون الثلاثة وراء القضبان يجعل من الأهمية بالنسبة للمحكمة أن تصدر حكما فوريا، عادلا ومبررا ولا يعرض للعقاب النشاطات السياسية السلمية«. للإشارة اعتقل الأمن المغربي سبعة نشطاء حقوقيين صحراويين من بينهم أمراة في 8 أكتوبر من العام ما قبل المنصرم، وهذا مباشرة بعد عودتهم من مخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف، ووجهت لهم تهم التخابر مع عدو خارجي وبتهديد ما أسمته الرباط بالوحدة الترابية للمغرب، وبدأت محاكمتهم في 15 أكتوبر 2010، أي بعد سنة من اعتقالهم، لكن المحكمة الابتدائية في عين السبع أرجأتها فورا لأن السلطات أخفقت في نقل المعتقلين المتهمين الثلاث من السجن إلى قاعة المحكمة، وأرجأت المحكمة محاكمتهم في 5 نوفمبر لستة أسابيع أخرى. وانطلقت أخيرا جلسات الاستماع في 17 ديسمبر 2010، واستمرت إلى 7 و14 جانفي 2011، و قال القاضي أن المحكمة ستعلن عن حكمها في 28 جانفي الفارط، لكن بدلا من ذلك، قررت المحكمة استدعاء شاهدين إضافيين في القضية. ولا تزال التقارير السلبية للمنظمات الحقوقية الدولية حول الانتهاكات الشنيعة بحق الصحراويين بالمناطق المحتلة وحتى داخل المغرب ترد تباعا، فيما تتواصل المطالب من أجل توسيع صلاحيات بعثة »المينورسو« لتشمل قضايا حقوق الإنسان وهو ما تظل السلطات المغربية ترفضه للتغطية على الوضع المزري على الأرض.