استأنف عمال البريد بعاصمة الشرق أمس مهامهم بعد حالة الفوضى التي شهدها شارع أول نوفمبر عندما أقدم المتقاعدون على غلق الطريق الرئيسي أمام ساحة لا بريش، والتجمهر أمام مقر البريد المركزي احتجاج على حالة الانسداد التي شهدها قطاع البريد الأسبوعين الماضيين تطلب تدخل الشرطة التي طوقت المكان لإعادة الهدوء، حيث عادت الأمور إلى طبيعتها بعد »الفاكس« التي تلقته مصالح مديرية البريد وقد شهد الإضراب شللا كبيرا على كل المستويات، وكان أصحاب الصكوك البريدية أول الضحايا من خلال عدم تمكنهم من سحب رواتبهم الشهرية، وبالرغم من المبادرة التي قام بها عدد من العمال، الذين شكلوا »فوج إغاثة« بتعليق الإضراب ومواصلة العمل من أجل الصالح العام على مستوى بعض الفروع البريدية مثل حي السلوك، المدينةالجديدة ماسينيسا، واد الحد وغيرها، إلا أن غياب السيولة حال دون تحقيق الهدف. و كان الإضراب سببا في تعطل مصالح المواطنين وعجزهم عن سحب أموالهم، شكل تخوفا لفئة المتقاعدين، حيث أقدم ما لا يقل عن 400 متقاعد على غلق الطريق الرئيسي بوسط مدينة قسنطينة، والتجمهر أمام مقر البريد المركزي. الحركة الاحتجاجية التي نظمها المتقاعدون دامت أكثر من ثلاث ساعات، مما تطلب تدخل الشرط وفرق مكافحة الشغب التي فسحت الطريق للمركبات، بعدما هدّد المتقاعدون بحرق مقر البريد ولن يبرحوا المكان حتى تفتح مصالح البريد أبوابها أمام زبائنها. وكادت الأمور أن تنحرف إلى ما لا يحمد عقباه لولا »الفاكس« الذي أرسلته الوزارة المعنية إلى المديرية تؤكد فيه موافقتها على جملة من المطالب في الاجتماع المنعقد مؤخرا بمقر الوزارة، من بين ما جاء في الاتفاق صرف منحة المردودية ابتداءً من جانفي 2004 وهذا قبل حلول شهر ماي المقبل، وتطبيق كل ما جاء في الاتفاقية الجماعية لسنة 2003، وتطبيق الزيادات في الأجور بأثر رجعي منذ جانفي 2008 وترقية العمال الذين يحوزون على الأقدمية، ورفع مستواهم الوظيفي برتبتين بالنسبة للذين وصلوا سن 55 سنة.