كشف مسؤول بالإدارة الأمريكية عن حدوث انقسام بين مستشاري الرئيس باراك أوباما بشأن تصفية زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن بعد ورود معلومات بالغة السرية حول مكان إقامته في باكستان. ونقلت وكالة رويتر عن »مسؤول كبير« في الإدارة الأمريكية رفض ذكر اسمه، القول إن أوباما عقد اجتماعا حاسما يوم الخميس الماضي في البيت الأبيض استغرق ساعتين ناقش خلاله مستشاروه إيجابيات وسلبيات شن مجموعة من القوات الأمريكية الخاصة غارة على المجمع الذي كان بن لادن يقيم فيه. وأضاف المسؤول أن الخيارين الآخرين كانا شن هجوم أو انتظار وصول معلومات ربما توفر قدرا أكبر من الوضوح بشأن ما إذا كان بن لادن متحصنا فعلا داخل المجمع الواقع خارج العاصمة الباكستانية إسلام آباد. وقال إن مستشاري أوباما انقسموا على أنفسهم خلال الاجتماع الذي عقد يوم الخميس وأخذ أوباما ليلة للتفكير في القرار. وأضاف أنه في صباح الجمعة الماضية قبيل قيام أوباما بزيارة لولاية ألاباما التي اجتاحتها أعاصير، كشف الرئيس الأمريكي النقاب لمجموعة صغيرة من المساعدين أنه قرر تأييد شن غارة مباشرة. وذكر أن أوباما ومساعديه كانوا يخشون أن تأخير القيام بعمل أكثر مما يجب سيزيد من خطر تسرب معلومات عن تلك المراقبة، وأن الشخص المستهدف قد يلوذ بالفرار. وقال المسؤول إن أوباما عقد بعد ظهر الأحد الماضي اجتماعا في البيت الأبيض حيث كان الموقف متوترا ويسوده القلق مع مراقبة المجموعة العملية الجارية على شاشة. وكان من بين الموجودين وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ووزير الدفاع روبرت غيتس ومستشار الأمن القومي توم دونيلون ومستشار البيت الأبيض لمكافحة الإرهاب جون برينان. وقال أوباما في رد فعله على أنباء موت بن لادن »تمكنا منه يا رجال«. وأظهرت صورة نشرها البيت الأبيض ليلة الإثنين إلى الثلاثاء أوباما داخل غرفة المؤتمرات في مركز إدارة الاستخبارات منحنيا إلى الأمام في مقعده وهو يشاهد بلهفة خطوات المهمة العصيبة التي استغرقت أربعين دقيقة. وأحاط بأوباما فريقه الأمني، وظهرت كلينتون وهي تضع يدها على فمها غير مصدقة لما يحدث. وقال برينان »مرت الدقائق عصيبة وكأنها أيام، وأعتقد أن هذه ربما كانت تلك إحدى أكثر لحظات اللهفة والتوتر في حياة المسؤولين الذين تجمعوا هنا«. ولم يتضح بعد على وجه الدقة طبيعة الصور التي كان أوباما والمسؤولون الآخرون يشاهدونها، ولكن تردد أنهم كانوا يتابعون أربع مروحيات تحمل قوة من النخبة في البحرية الأمريكية وقد دخلت المجال الجوي لباكستان، ثم قامت بعملية إنزال فوق سطح المجمع الذي كان يقيم به بن لادن، ثم حملتهم لاحقا وبحوزتهم جثته. وقال برينان »كنا نشاهد ونتأكد أن مروحياتنا ستستطيع الخروج من المجال الجوي الباكستاني«، مضيفا أن »أسوا لحظات مرت على أوباما وفريقه كانت عندما تعطلت إحدى المروحيات حيث أصيبت بقذيفة صاروخية (آر.بي.جي) ودمرت«.