أثارت منظمة هيومان رايتس ووتش أمس تساؤلات حول ملابسات مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن على يد قوات أمريكية خاصة باكستان، ودفنه سريعا في مياه البحر. وقال براد آدامز مدير قسم آسيا في هيومان رايتس ووتش، مقرها نيويورك، «إذا لم يطلق (بن لادن) الرصاص على الجنود (الأمريكيين)، فيجب التحقيق في عملية القتل». وأضاف آدامز في بانكوك لدى نشر تقرير المنظمة عن الاحتجاجات المناوئة للحكومة في تايلاند العام الماضي «في هذا الصدد، لا نعتقد أن المكان الذي قتل فيه كان ساحة للصراع المسلح، لذا يجب تطبيق القانون». وقال آدامز إنه من المستبعد إجراء تحقيق في ملابسات مقتل بن لادن. من جهة أخرى كشف مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية طلب عدم نشر اسمه ،ع ن وجود خلافات بين المسؤولين الأمريكيين حول العملية التي دبرت لقتل بن لادن، و قد عقد الرئيس الأمريكي باراك أوباما اجتماعا حاسما الخميس الماضي ناقش خلاله مستشاروه ثلاثة خيارات للتعامل مع معلومات بالغة السرية بشأن مجمع فاخر في باكستان ربما يختبئ فيه زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن. وقال المسؤول انه خلال اجتماع استغرق ساعتين في البيت الأبيض ناقش ايجابيات وسلبيات شن مجموعة من القوات الأمريكية الخاصة غارة على المجمع. وأضاف المسؤول إن الخيارين الآخرين كانا شن هجوم أو الانتظار وصول معلومات ربما توفر قدرا اكبر من الوضوح بشأن ماإذا كان بن لادن متحصنا فعلا داخل المجمع الذي يشبه القلعة والواقع خارج العاصمة الباكستانية إسلام اباد. وقال إن مستشاري أوباما انقسموا على أنفسهم خلال الاجتماع وأخذ أوباما ليلة للتفكير في القرار. وأضاف انه في صباح الجمعة الماضي وقبيل قيام أوباما بزيارة لولاية الاباما التي اجتاحتها أعاصير كشف الرئيس الأمريكي النقاب لمجموعة صغيرة من المساعدين انه قرر تأييد شن غارة مباشرة. وظهرت المعلومات بشأن مجمع ابوت اباد في أوت الماضي ولكن حتى مارس لم يكن المسؤولون الأمريكيون مقتنعين بوجود بن لادن المحتمل هناك بما يكفي لبدء وضع قائمة من الخيارات. وقال المسؤول أن محللي المخابرات الأمريكية قاموا بمراقبة المجمع ولاحظوا وجود منزل تكلفته مليون دولار يملكه شخص ليس له مصدر دخل واضح. وبدا أيضا أن هناك عائلة تعيش هناك من بينهم رجل لم يغادر المجمع قط. وبدا آن هذه العائلة تتطابق مع بعض الملامح التي عرفت عن عائلة بن لادن. ومع ذلك فحتى النهاية لم يكن احد في إدارة أوباما ومن بينهم الرئيس نفسه يعرف ذلك على وجه اليقين. وقال المسؤول أن المناقشات بشأن ماالذي يتم فعله جرت على مدى أسابيع في اجتماعات عقدت على نطاق ضيق الى حد انه لم يكن هناك مصورون ولم يتم إعطاء هذه الاجتماعات أي عنوان. ونظرا لان الشخص الذي يعتقد انه بن لادن كان متواجدا بصفة دائمة على ما يبدو في المجمع فقد بدد ذلك بعض الضغط للتحرك بشكل فوري نتيجة تلك الشكوك. ومع ذلك فان أوباما ومساعديه كانوا يخشون آن تأخير القيام بعمل أكثر مما يجب سيزيد من خطر تسرب معلومات عن تلك المراقبة وان الشخص المستهدف قد يلوذ بالفرار. وكان هذا الهاجس هو الدافع الى حد ما وراء توقيت أمر أوباما يوم الجمعة الماضي بشن الغارة. كما لعبت أيضا دورا في هذا الصدد حقيقة آن فريق القوات الخاصة بالبحرية الأمريكية أجرى عددا من التدريبات للعملية ورأى قائده آن فريقه مستعد للتنفيذ. وقال المسؤول إن أوباما عقد بعد ظهر الأحد اجتماعا في البيت الأبيض حيث كان الموقف»متوترا»»ويسوده القلق» مع مراقبة المجموعة العملية الجارية على شاشة. وكان من بين الموجودين وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ووزير الدفاع روبرت جيتس ومستشار الأمن القومي توم دونيلون ومستشار البيت الأبيض لمكافحة الإرهاب جون برينان. ق.و