كشف ممثل جبهة البوليساريو في الأممالمتحدة البخاري أحمد أن الجولة السابعة من المفاوضات التمهيدية مع المغرب ستعقد بدء من الخامس جوان المقبل بمنهاست بنيويورك تحت إشراف الأممالمتحدة بقيادة كريستوفر روس الذي طرح هذه الصيغة من المحادثات الأولية لتقريب وجهات النظر أكثر تمهيدا لاستئناف الجولة الخامسة من الحوار المباشر الذي توقف في محطته الرابعة في عهد سلفه الدبلوماسي بيتر فان فالسوم بسبب انحياز هذا الأخير للأطروحة المغربية القائمة على» الحكم الذاتي«. عاد البخاري أحمد للتذكير بمسار النزاع الصحراوي الذي دخل عامه ال36، حيث قدّم عرضا شاملا خلال مشاركته في الأيام الدراسية الخامسة حول الصحراء الغربية بمدريد ، تركّز حول المراحل المختلفة التي مرّت منها المفاوضات التمهيدية بين طرفي النزاع، ومخططات الأممالمتحدة، مشيرا إلى عدم إحراز تقدم ملموس على طريق تمكين الشعب الصحراوي من حق تقرير المصير عبر الاستفتاء. واعتبر القيادي الصحراوي فرنسا حجر عثرة تجاه تسوية الصراع حول الصحراء الغربية التي تصنفها منظمة الأممالمتحدة ضمن الأقاليم المستعمرة، وقال البخاري إن المشكل الرئيسي منذ اندلاع النزاع بالصحراء الغربية يتمثل في الموقف الفرنسي، مشيرا إلى أن اسبانياوفرنسا ما فتئتا تمنعان خيار الاستقلال ضمن أية مقاربة لحل النزاع الصحراوي. وبخصوص موقف الإدارة الأمريكية حول النزاع الصحراوي، أشار الدبلوماسي إلى أن الفترة الفاصلة ما بين 91 و94 عرفت دفاع الإدارة الأمريكية عن تسهيل المسار الهادف إلى تنظيم الاستفتاء من أجل تقرير المصير، مبرزا بأن النظرة الأمريكية متقدّمة بالمقارنة مع النظرة الفرنسية. وتبنى مجلس الأمن الدولي في نهاية أفريل الفارط بالإجماع لائحة جديدة تؤكد على ضرورة ممارسة الشعب الصحراوي حقه في تقرير المصير، داعيا إلى » تحسين وضعية حقوق الإنسان« في آخر مستعمرة في إفريقيا، وأهم ما جاء به القرار من جديد هو إشارته القوية إلى خطورة وضعية حقوق الإنسان في المناطق المحتلة، وحثه الطرفين على العمل الجاد من أجل تحسين هذه الوضعية بالتعاون مع المنتظم الدولي » من أجل تطبيق إجراءات مستقلة وذات مصداقية لضمان الاحترام التام لحقوق الإنسان«. وأكدت اللائحة 1979 التزام مجلس الأمن بمساعدة طرفي النزاع للوصول إلى "حل سياسي عادل و دائم و مقبول من الطرفين يسمح بتقرير مصير شعب الصحراء الغربية في إطار الإجراءات المرتبطة بمبادئ وأهداف ميثاق الأممالمتحدة،كما أقرت تمديد بعثة الأممالمتحدة في الصحراء الغربية حتى 30 أفريل 2012، ودعت الطرفين إلى تكثيف مفاوضاتهما. إلى ذلك، تقابل طرفا النزاع الصحراوي المغرب والبوليساريو في ست جولات من المفاوضات آخرها كانت في مالطا جرت في مارس الماضي، دون إحراز نتائج ملموسة، بحيث تبادل المغرب والبوليساريو الاتهام بنسف المفاوضات، كما كان روس يرجع أسباب عدم التوصل إلى تقدم إلى تشبث الوفدين بوجهة نظرهما في حل الصراع،حيث لازال الطرف المغربي يرفض التحاور خارج فكرته القائمة على » الحكم الذاتي« في حين يشترط الوفد الصحراوي بتمكين الصحراويين من ممارسة حقه في تقرير المصير عبر إضافة خيار الاستقلال التام أو الاندماج مع المغرب.