لم تُبد جبهة «البوليساريو» أي تفاؤل بخصوص النتائج التي يُمكن الخروج بها خلال الجولة الجديدة من المفاوضات غير الرسمية مع المغرب، وهو الموقف الذي عبّر عنه ممثلها في منظمة الأممالمتحدة «أحمد بوخاري» الذي أرجع ذلك إلى «غياب الثقة» لدى الطرف الآخر من أجل الوصول إلى حلّ يقضي بتطبيق اللوائح الأممية خاصة ما تعلّق منها بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير. استبعد ممثل جبهة البوليساريو في منظمة الأممالمتحدة، أي إمكانية للتوصل إلى نتائج ملموسة خلال الاجتماع الرابع غير الرسمي الذي يجمع الوفد الصحراوي مع نظيره المغربي بضواحي مدينة نيويورك بالولايات المتحدةالأمريكية، وقد أرجع سبب ذلك إلى ما أسماه «السياسة المغربية» القائمة على التعنت وعدم الامتثال للوائح الأممية التي تنصّ على حق تقرير المصير، فيما أكد رغبته في بقاء القنوات الدبلوماسية مفتوحة. وعلى حدّ تعبير مندوب البوليساريو، «أحمد بوخاري»، في تصريح نسبته إليه وكالة «فرانس برس»، فإن مكمن التشاؤم الذي ساد قبل اجتماع الطرفين يعود بالأساس إلى كون «أننا نتحدث عن تدابير ثقة، لكن الثقة غير موجودة..»، موضحا في هذا السياق بأن الجانب الصحراوي لا يزال يُسجّل دوما بأن «المغرب متمسك بمواقفه، ولا يُمكن أن تسفر هذه المرحلة من المحادثات عن نتيجة..». ورغم استباقه النتائج التي من شأن اجتماع نيويورك الخروج بها لصالح القضية الصحراوية، فإن القيادي في جبهة «البوليساريو» كشف عن رغبة وإرادة هذه الأخيرة في إيجاد حلّ وفق الحوار عندما صرّح قائلا: «نريد أن تبقى القنوات الدبلوماسية مفتوحة». لكن في الجهة المقابلة فإن المتحدث باسم الوفد المغربي المفاوض رفض الإدلاء بأي تصريح من منطلق أن لديه تعليمات بألا يتحدث مع وسائل الإعلام حتى انتهاء المحادثات. وتزامنا مع هذه المواقف فإن مراقبين لا يتوقعون أن تحمل الجولة الرابعة من المفاوضات غير الرسمية بين طرفي النزاع حول الصحراء الغربية أي جديد، لأن المغرب لم يُبد أي استعداد للتنازل عن مقترح «الحكم الذاتي»، في وقت تتمسك فيه جبهة «البوليساريو» بخيار تقرير المصير عن طريق استفتاء حر، ولذلك يبدو أن الصيغة التي طرحها المبعوث الأممي إلى المنطقة «كريستوفر روس» القائمة على جولات تمهيدية لم تُؤت أكلها كما كان يرغب، حيث سبق وأن أكد في أولى خرجاته الإعلامية عندما تولى إدارة المفاوضات بين الطرفي في جانفي 2009 أن «الهدف من إجراء اجتماعات غير رسمية هو تقريب وجهات النظر قبل الخوض». وتجدر الإشارة إلى أن هذا اللقاء غير المباشر هو الرابع من نوعه بين «البوليساريو» والمغرب تحت المظلة الأممية الذي يجري في منطقة «غرينتري» بجزيرة لونغ آيلند بضواحي نيويورك بالولايات المتحدةالأمريكية بحضور كل من الجزائر وموريتانيا بصفتهما دولتين جارتين، وقد تمّ عقد أربع جولات رسمية بين 2007 و2008 تحت إشراف المبعوث الشخصي الأممي الهولندي الجنسية «بيتر فان فالسوم» غير أنها توقفت في مرحلتها الخامسة بسبب انحياز «فالسوم» الواضح للأطروحة المغربية القائمة على فكرة «الحكم الذاتي» الذي تفرضه «البوليساريو» كخيار وحيد، لكن تقبله أن يكون ضمن الخيارين الآخرين المتمثلان في الانضمام إلى المغرب أو الاستقلال ضمن استفتاء حر تكون فيه الكلمة الأخيرة للشعب الصحراوي.