قال وزير المجاهدين محمد الشريف عباس إن »الأمير عبد القادر يبقى نبراسا للأجيال المتواصلة ومثالا يقتدى به في مكارم الأخلاق، ورائد الجهاد والمقاومة والسلم ورمز للثقافة والأدب«، داعيا إلى تجديد العهد مع روح هذه الشخصية الوطنية التي كان همها الوحيد تحرير الوطن من الاستعمار. وفي كلمة له، أمس، في افتتاح أشغال الندوة الوطنية حول الأمير عبد القادر تحت عنوان»عبد القادر أمير السيف، السبحة والقلم«، وذلك بمناسبة الذكرى ال 128 لوفاة مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة بمعسكر، أكد وزير المجاهدين أن الأمير عبد القادر كرس في نفوس الأجيال روح المقاومة والغيرة على الوطن، التي لم تتوقف منذ أن وطأت أقدام المستعمر أرض الجزائر، حيث توالت المقاومة منه إلى لالة فاطمة نسومر والحاج المقراني وغيرهم إلى أن استقلت الجزائر. وقال شريف عباس في هذا الصدد »نجدد عهدنا الصادق والصريح لروح الأمير عبد القادر الذي لم يطلب الإمارة، وإنما فرضت عليه للحفاظ على هويتنا ناكرا للذات وراح يواصل جهاده بالسلاح والقلم، وأبرز الوزير خصال مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة التي تميزت بالدهاء في السياسة والحنكة في الاستراتيجيات الحربية والثقافة والتصوف والاهتمام بالثقافة والأدب، ناهيك عن صلابة المبادئ التي قامت عليها دولته. كما أشار المتحدث إلى روح التسامح التي ميزت الأمير في وقت الحرب كما في السلم، مذكرا أن الأمير عبد القادر كان يعامل أسراه بلباقة ووفق مبادئ الشريعة الإسلامية السمحاء، وأبهر خصومه بتفتحه وقبوله للحوار. واستطرد وزير المجاهدين »من واجبنا حماية مآثر الأمير عبد القادر وأمثاله وذاكرته والسهر على إيصال رسالته إلى الأجيال وإحياء ذكراها والدفاع عن إنجازه والتصدي للفتن والأكاذيب الباطلة«. وتعرف الندوة الوطنية حول الأمير عبد القادر التي تجري أشغالها بدار الثقافة "أبو فراس الناصري، على مدار يومين بمبادرة من مؤسسة "الأمير عبد القادر" مشاركة نخبة من الأساتذة من عدة جامعات من الوطن سيتناولون في مداخلاتهم الجوانب الإنسانية والسياسية والفكرية عند قائد المقاومة الشعبية ضد المستعمر الفرنسي. وسيتطرق المحاضرون في هذا الإطار إلى عدة مواضيع تتناول خصال شخصية مؤسس الدولة الجزائرية والدولة الوطنية وأصالتها عند الأمير عبد القادر والدور الذي لعبته المرأة خلال مقاومة الأمير للاستعمار الفرنسي، كذا موضوع الأمير عبد القادر في نظر الشاعرين الفرنسيين أرتور ريمبو وفيكتور هيغو.